أراء حرة: فيلم - كارما - 2018


كارما تعيد خالد يوسف من جديد إلى السينما

بعد غياب 7 سنوات يعود خالد يوسف إلى السينما مجدداً بشكل يلفت إليه النظر، هل غيابه أثر على روحه السينمائية الساطعة أو هل سيفتقر إلى إضافة الجديد -فنياً- بسبب إنشغاله بالسياسة الفترة الماضية!

القصة والرمزية المقبولة شهدت التجربة فى وجهة نظرى نضج جديد لخالد ككاتب سيناريو مختلف عن أعماله السابقة. سبق وأن قدم أسلوب الإنتقال من أحداث إلى اخرى فى كل أعماله تقريباً ولكن الفارق هنا الإنتقال بين الأحداث في نفس الزمن وبشكل متوازى...اقرأ المزيد مترابط ومُكمّل لبعضه البعض. إستخدامه للرمزيات تم توظيفه بشكل جيد على سبيل المثال فى أسماء الشخصيات: "وطنى" و"مدينة" ودخولها فى حوار يضعها فى رمزية الصفة وليس الإسم المطلق فى حد ذاته، كذلك العديد من الإيحائات التى تم توظيفها بشكل جيد والتلميح إلى تنبؤات بسقوط الفساد وشعور الفئة الثرية بالفقيرة. كان من الأفضل عدم وضع جزء خاص بتوضيح وجهة نظر العمل فى الإنتقال بين الشخصين "وطنى" و "آدم" وترك التفسير الأعم للمشاهد فهو يراه واضحاً أن الغرض من القصة ليس الجهة الدرامية ولا الإتجاه الطائفى وإنما ربط المشكلة بأكثر من جانب ووضع الحل فى شعور الجانب الثرى بالأزمة ومشاركته فى إيجاد حل و كذلك مقاومة الجانب الفقير لفساد الطبقة الثرية طبقاً لوجهة نظر العمل. إختيار الممثلين أداء مميز لزينة وممتاز لعمرو سعد وإختيار جيد لأغلب العناصر بإستثناء غادة عبدالرازق ووفاء عامر اللاتان لم تضفا أى جديد ولو تم إستبدالهن بوجين جديدين لما كنا سنشعر بأى فرق.


الأشياء ليست كما تبدو... كذلك المخرجين!

عاد خالد يوسف إلي السينما، و لكنه عاد بالزمن الذي توقف عنده، بنفس مرحلة الابتكار و التحديث. و كأن فيلم كارما إنتاج عام 2007 و ليس 2018. لايزال خالد يوسف كما كان، عالقا في بعض لأفكار التي لا تتغير في ذهنه: مصر الفقيرة و مصر الغنية. مصر المسيحية و مصر المسلمة. مصر الظالمة و مصر المظلومة. يستخدم خالد الإسقاطات المباشرة التي لا تليق بلغة اليوم، بدأ بإسم الفيلم (كارما) هذا المصطلح المستخرج من بعض الأديان الهندية، كالهندوسية و البوذية، و هي كلمة تعني أن أي فعل، سواء كان خيرا أو شرا، سيعود إلي صاحبه...اقرأ المزيد في النهاية. فالخير يعود لصاحبه بمنفعة و كذالك الشر يعود لصاحبه بعواقب، طالما قام الشخص بهذا الفعل عن إدراك. و من هذا المنطلق، نري المفارقات بين مصر الغنية المرتشية الفاسدة، و مصر الفقيرة المظلومة. و تستمر الإسقاطات الواضحة الساذجة، مثل إسم البطلة (مدينة)، و إسم البطل (وطني)، و نري مدينة تنهار و تموت مضحية بنفسها لتفدي وطني من غدر العنصرية و الجهل و التخلف. سيناريو سطحي جدا لم يستطع التعمق، برغم المحاولة، بسبب إسلوبه القديم. طريقة قديمة جدا جعلت متعة مشاهدة الفيلم و الحماس يهربان منا . مع كل هذا، لا يوجد فيلم يخلو من المميزات و الأشياء الجميلة، فوجب علينا التحدث عنها كما تحدثنا عن السلبيات. إختيار الممثلين كان جيدا إلي حد كبير، أعظمهم كانت دلال عبد العزيز التي أدت دورها ذو المساحة الصغيرة ببراعة و تمكن لم يسبق لنا أن نراها من قبل، جعلتنا نقول أن فيلم كارما ليست تجربة تغني لدلال عبد العزيز كممثلة، و لكن دلال عبد العزيز هي التي أغنت فيلم كارما. عمر سعد أدي دوره بإجتهاد، و أثبت لنا أنه يستطيع التمكن من الكوميديا إذا أراد. دور خالد الصاوي كان مناسبا جدا لحالة هذا الفنان. الوجوه الجديدة كانت جيدة بالنسبة لأول تجربة و لكننا نِِؤمن بقدراتهم و موهبتهم أن إجتهدوا لتثقيلها. شاهدنا الفيلم مرة واحدة، و غالبا هي أول و أخر مرة. نتمني من المخرج الإهتمام بالتحديث في الأعمال القادمة.


رسالة خالد يوسف الجديده .. .. كارما صادم بكل المقاييس !

لا أعلم لماذا تأخرت حتي الأن في كتابة مقالي هذا أو نقدي أو تحليلي أو مايسميه من يصل اليه من الساده القراء المحترمين .. اكتب هذا ليس بصفتي مخرج في بداية مشواري الفني بحكم أنني مخرج حديث التخرج من المعهد العالي للسينما .. و لا بصفتي ناقد بالمعني المقصود .. و لكنني في النهايه مشاهد محب و متذوق للفن السابع ( فن السينما ) ليس بالضروره لأنني ارتبطت به كمحترف او كونه كريري المهني الذي أفتخر به ، و لكن ارتباطي بالسينما يمثل لي حالة عشق خاصه و علي تلك الحاله سمحت لنفسي أن أعشق جميع الأذواق و المناهج و...اقرأ المزيد المدارس السينمائيه المختلفه و أقصد بذلك سينما المخرجين لانهم هم من يضعوا حجر الأساس لإسلوبهم و مفاتيح لغتهم السينمائيه في مخاطبة وجدان المتلقي و من ثم كان المنهج المتفرد لكل مخرج في ابداع لونه الخاص .. و علاوة علي ذلك فإني لا أجد حرجا او خجلا في أنني أجهر بعشقي لسينما خالد يوسف حتي لو اختلف معي البعض .. لان في النهايه اختلاف التذوق السينمائي بين عشاق السينما لا يفسد للود قضيه .. لأن القضيه واحده و نعشقها جميعا .. " السينما " .. أري نفسي قد أطلت الحديث في مقدمتي و لكنني حاولت أن أوضح لماذا أكتب تلك الكلمات التي كما أشرت في البدايه لا أعرف مسمي لها و تركت ذلك لمن يقرأها .. و أخيرا في تلك المقدمه أوضح انني لا اكتب بانحياز و لا بحياديه ! و لكني اكتب بوجداني و رؤيتي الخاصه .. .. فيلم كارما تم عرضه عام ٢٠١٨ في موسم عيد الفطر ، و الحقيقه انا مش من رواد السينما في العيد و لكن .. لما يكون فيه فيلم يحمل اسم "خالد يوسف " .. هنا لا أستطيع إستقبال الحدث علي انه عادي ! ... .. بعد غياب قارب السبع سنوات كنت أتساءل : هل مازال خالد يوسف يحتفظ بقدرته الابداعيه علي التأثير في مشاهدين و متابعين سينما خالد يوسف ؟ هل مازال عنده القدره يمسك الكاميرا أم ستتغير روح الفنان بعد ماأصبح سياسي يمتلك مقعد بالبرلمان؟؟ .. في السبع سنين دول تحديدا من عمر الثوره تغيرت الأحوال في كل شيء حوالينا سواء في الوضع الإجتماعي أو السياسي أو في الذوق العام و حتي علي المستوي التقني لصناعة السينما تطور التكنيك و ظهر مخرجين علي الساحه ليهم أساميهم و نجوميتهم " في اللي بيقدروا يعملوه أو ينقلوه .. ! دون رؤيه أو إتجاه أو مدرسه واضحه ليهم ..مخرجين الموجه الجديده ! " .. فهل سيستطيع خالد يوسف أن يعود مواكبا كل تلك التغيرات و التطورات من حولنا ؟ .. .... ذهبت بالفعل الي إحدي دور العرض و تفاجأت بالقليل من الحضور في قاعة عرض " كارما " !! و مع الأسئله التي تدور في ذهني تصورت أنني سأجد فيلم " مجرد تجربه للعوده " و سأشاهد " اخراج عجوز .. بلا ر وح " و خامه مكرره دون جدوي ! ........... .. ولكن تفاجأت ... ! ....# من _ وجهة _ نظري شاهدت عمل سينمائي لن أصفه سوي بالأهم في العقد الثاني من الألفيه الجديده .. وجدت فيلم بمثابة تحفه فنيه تغلف رساله شديدة الخطوره و النبوءه تحمل رؤيه جديده ناضجه من رؤي الفنان المبدع خالد يوسف .. .. رساله تجمع وحدة المصريين الغني منهم و الفقير ، المسيحي و المسلم .. نبوءه بحلول الغضب و العقاب و محاسبة المفسدين علي أخطاءهم و فسادهم ، فكما تدين تدان و هذا هو قانون " الكارما " الذي حمل رسالة خالد يوسف في السنه الثامنة عشر من الألفيه الجديده بفلسفة فنان دائما يصرخ و يحذر .... هكذا سيصدمك خالد يوسف بصدمه شديده بكل المقاييس ستصيب كل من سيشاهد كارما و مستوي فني عالي يجعلك تشعر و كأن خالد يوسف لم يبعد عن الفن تلك السنوات و كأنه تركنا بفيلم العام السابق مباشرة لفيلم كارما ... سيناريو محبك و يحمل دراما قد تميل الي التعقيد لأنها تخاطب مشاهد من درجة المتميز أي " المشاهد المثالي " الذي تستطيع أن تصفه بمشاهد يفكر تزامنا بإستقبال الحدوته التي يتابعها لمدة ساعتين علي الشاشه الفضيه .. أداء مبهر من عمرو سعد و ثوب جديد تكتشفه معه حين تراه يؤدي المشاهد التي تحمل مواقف ساخره تدعو لوصفها بالكوميديا بمنتهي التلقائيه و الإحتراف و تبكي معه في مشاهد يبرع فيها خالد يوسف عن غيره من المخرجين .. من وجهة نظري حين تشاهد كارما تستطيع أن تصف خالد يوسف بالمخرج #الضاحك #الباكي " فتضحك كثيرا و كأنك أمام فيلم كوميدي و تبكي كثيرا مع تصاعد تراجيدي للأحداث .. لحظة موت " نرجس " الي لحظة موت" مدينه "تجعلك تلك اللحظتين تبكي دون مبالغه ، استطاع خالد يوسف أن يستخدم الطفله "كارما "لمخاطبة إنسانية المشاهد و حتي عودة صوتها اليها مع نهاية الفيلم .. زينه تراها كما لو لم تراها من قبل و كأن خالد يوسف أعاد إكتشاف ممثله أبدعت بالفعل و اجتهدت في تقديم شخصية" مدينه " ............. مونتاج متميز و قادر علي توصيل المفهوم الفلسفي لرؤية خالد يوسف برعت فيه غاده عز الدين مونتيرة خالد يوسف في أغلب أفلامه ، بالفعل برعت في استخدام المونتاج المتوازي بين عالمين مختلفين لشخص واحد ذو حلمين ، حلم أدهم المصري ب " وطني " و العكس .. موسيقي تصويريه مترجمه لكل مشاعر الرساله ببراعه ..... لو اتكلمت بشكل تفصيلي لن تكفيني الصفحات المتعدده في وصف رسالة خالد يوسف الأخيره " كارما " ..... كل ما أريد أن أقوله " فيلم شديد التميز .. عرض في وقت شديد الانهيار ! " ... .... هذه وجهة نظري و قد يختلف معي البعض أو يتفق .. و لذلك أدعو كل سينمائي بيحب السينما فعلا و غير مدعي و حريص علي التقاط اي فيلم سينمائي به معيار الثقه لمشاهدته أن يشاهد كارما فورا ؛ فيلتقط رسالة مبدع خطيرة المخزي و المعاني .. يلتقط ( كارما ) الذي يتساءل " مصر العشه و لا القصر ؟ " و ينتهي بأغنيه صاحبة مخزي خطير " أنا من سكه .. و انت في سكه ! " و التي كادت أن تتسبب في منعه من العرض . ( سيؤكد لنا التاريخ في يوم من الأيام أهمية فيلم كارما .. و قيمة ذلك الفنان المبدع " خالد يوسف " الذي لم يدرس بمعهد السينما و تخرج من مدرسة يوسف شاهين لكنه يستطيع أن يدرس منهجه السينمائي بكل فخر و قوه مش بس لطلاب السينما أو البسطاء و لكن لكل من يبحث عن رسائل المفكرين عبر العصور ) . و ختاما : أحب أن ألفت النظر بأن هذا الفيلم حصد علي جائزه خاصه هي الأولي من نوعها لفيلم مصري .. حيث حصد جائزة # الحصان _ الفضىي من مهرجان الفسباكو لأفضل فيلم مصري .... المخرج / نور الدين علي .