أراء حرة: فيلم - قضية رقم ٢٣ - 2017


مش زي أي حاجة ممكن يكون حد شافها قبل كده ..

من ضمن النظريات أو وجهات النظر فيما يتعلق بتعريف الفن، أو بالأخص : تعريف (ايه هيا السينما؟)، انها تعبير عن الواقع وكونها بمثابة مرآة للمجتمع.. النظرية دي بتشوف إن أي عمل فني الغرض الأساسي والأسمى ليه إحداث (تغيير) ما في نفس المتلقي عن طريق إلتزامها بنقل قضايا المجتمع بإعتبار المجتمع ده الأساس في أي نزعات/أفكار/ميول بتحدث في ذات الفنان.. بتنظر للفيلم السينمائي وتسأل : قد ايه عبر الفنان فيه عن البيئة اللي جاية منها؟.. قد ايه تم التعبير هنا عن الثقافة والروح والقضايا اللي تشغل شخوص المجتمع ده...اقرأ المزيد ؟ الفيلم اللبناني (القضية رقم 23) بيضع الجملة دي في محور هدفه الكبير، وبيعمل فوكَس رهيب على كلمة (قد ايه؟) عشان ينقل حاجة صادمة ومُباشرة وتقيلة في وجه المُشاهد.. ببساطة الفيلم ناقل قاذورات الحياة بكل ذرة مصداقية فيها بدون حياء، وبيضرب بجملة (الرقابة) ضرب الحائط عشان يقدم حاجة مش زي أي حاجة إتعملت يمكن في تاريخ كل الأفلام العربية اللي جت قبله.. وبشكل يجعل فيلم (حادثة النايـل هيلتون) يقف على إستحياء جنبه. عشان أديكم فكرة عن الموضوع أكتر، فـ الفيلم فيه مُقابلة بين رئيس الجمهورية اللبنانية ومواطن لبناني مظلوم (من وجهه نظره).. ولما الكلام يشتد ما بينهم والرئيس لسانه ينزلق ويلاقي نفسه بيقول (بس أنا الرئيس!) بنوع من التكبُّر، المواطن بيرد ويقول (رئيس يعني موظف عند الشعب، يعني شغال عندنا، معندكش حق فـ اللي بتعمله) كتعبير ان مافيش فرق بين المناصب وإن (سُحقاً للشكليات) ! .. هل حد ممكن يشوف حاجة زي كده فـ فيلم روائي في يومنا هذا ؟!! السيناريو هنا فعلاً ممتاز، حرب حرفية بين الأيدلوجيات والمؤسسات الفكرية وقضية (بماذا تؤمن؟) و(ايه اللي صحيح؟).. الفيلم فيلم سيناريو و(موضوع) بالأصل، مع ذلك التعبير باللغة السينمائية بتاعته كانت مميزة جداً.. مثلاً فيه إستخدام ملحوظ للون البرتقالني والأصفر في النصف الأول انعكس بالألوان الهادية في النص التاني.. كمان الكاميرا في كل المشاهد اللي ظهرت بالمحكمة كانت متحركة في كل الجوانب حول الشخصيات بصورة خادمة جداً إيقاع الحكاية شديد السرعة وحركيّة الأحداث وإضطرابها.. التمثيل حدث ولا حرج، أداء قوي وممتاز من كل الممثلين، الكاستينج هنا عظيم إلى أبعد حد.. فيه طاقة ملموسة أوي وتعبير واضح عن حالة غضب في ذات المخرج .. نوع الغضب الجيد ده، اللي يخليك تقول (اللعنة على العالم، سأفعل ما يحلو لي). ..فيلم (مهم) للمُشاهدة قبل ما يكون السبب أي حاجة تانية، وده لا يعني إنه بيرتكز على قضيته بشكل مُفرط، لأ.. أعتقد هيعمل ضجة حلوة الأيام القليلة القادمة لما يتشهر أكتر لأنه من نوع الأفلام دي اللي صعب تشوفه من غير ما تعقّب عليه أو تُعطي رأيك فـ قضيته، أنا حقيقي مستغرب إني بشوف فيلم زي ده في السينما وانه متمنعش من الرقابة عندنا، عشان كده متوقع انه يتمنع في أي وقت.


قضية 23 L'insulte The Insult ..... عندما تتكلم الحرب بعدسة ناعمة

السينما نافذة العالم للتعرف على الواقع والخيال فالمشاهد التي تخرج منها تصنع ملاحم وبطولات في عقول وقلوب البشر فالسينما قصيدة تحمل سطورها ارواح تائهة تبحث عن مرفأ الانسانية فلقد جلبت هذه الصناعة السحر والجمال والنقاء الى عالم الابداع المصور والمتحرك ولقيت بأعجاب واهتمام الملايين في كل الاتجاهات الاربعة ...... فالقضية 23 ( الاهانة ) خرج من هذه النافذة وصنع خلفية لفهم ماهية الابعاد الخفية في مجتمع ضاق بالحرب والدم فهو الفيلم الذي تحول لقضية اثارت جدلا واسعا فمنذ صدوره اعتلى منبر الحرف والكلمة من...اقرأ المزيد حيث القصة تلاه صعوده الى العالمية من خلال المادة التي يحملها The Insult فيلم مجنون متوحش وحزين وقاسي وغني بالمشاهد الجريئة وثري بالقيم والمبادىء وان حملت وجها تأريخيا لكنها باقية وتتبلور وفق النهج والمسار برؤية معاصرة فحكاية الفيلم تمزج القضية الفلسطينية بالحرب الاهلية اللبنانية فالارتباط بينهما يحاصر الزمن والمكان في زاوية لا تحتمل سوى طرفين كل واحد منهما يفهم التأريخ حسب موقعه وترتيب الاحداث فياسر اللاجىء الفلسطيني مر بتجارب قاسية في حياته والقدر يضعه امام طوني المسيحي الذي ينتمي لاحدى اقوى التيارات اللبنانية السياسية والتي تعرف بالقوات اللبنانية هو ايضا مر بتجربة مؤلمة وبشعة في طفولته ابان فيضان الدم في السبعينيات من القرن المنصرم والقتال الاهلي بين الفصائل اللبنانية والفلسطينية والتي اتخذت طابع الجبهة والحركة فبين الطائفة والمعتقد والدين واليسار والحرية والكرامة والمقاومة انقلبت موزاين الحياة في سويسرا الشرق وخلفت ورائها الحطام والدمار في الانسان والبنيان ...... فالحرب هو قضية L'insulte لكن التحول الحاصل هنا والذي يمكن مقارنته بالافلام التي صنعتها السينما اللبنانية يكمن ان جميعها خاضت الحرب بمشاهد الرصاص والدخان على عكس هذا الفيلم الذي اتخذ الحرف والكلمة وسائل لمحاكاة قصص وحكايا الحرب فرغم انتهاء الحرب الاهلية اللبنانية وانتهاء فصول وبداية اخرى للقضية الفلسطينية لكن يبقى الالم والوجع حاضرا في احداث الفيلم وبكميات كبيرة تدمع عين المشاهد وترهق قلبه بالماضي الذي التف حول المأساة وهذا ما جعل الفيلم يتصدر واجهة المهرجانات العالمية من حيث الجوائز والممثلين الذين قاموا بتأدية ادوار البطولة فيه اثبتوا جدارتهم في التعاطي والتعامل مع الواقع الخالي من رواسب وشوائب الخيال من خلال نافذة جريئة تتخطى الخطوط الحمر حيث انني سبق وكتبت مقالا فنيا عنوانه السينما اللبنانية هي الانعم والتونسية والمغربية والجزائرية هي الاروع والارقى نشر في عدة صحف ورقية ومواقع الكترونية حيث فسرت وحللت اسباب وعوامل نهوض وتفوق السينما اللبنانية ومعها الجزائرية والمغربية وها انا اعود واكتب ان السينما اللبنانية هي الانعم كونها ترصد الوجه العبثي للحرب مليء بالمشاعر والاحاسيس بداية بأعمال مارون بغدادي وصولا الى نادين لبكي وزياد دويري ..... فقضية 23 L'insulte The Insult فيلم كبير ورائع وناجح ومتميز ويعتبر مادة سينمائية حية لا تقل عن الوثائقية يمكن اعتمادها كمصدر حقيقي في معرفة تأريخ الحرب الاهلية اللبنانية 1975 -1990 ويستحق ان يصنف ضمن الاعمال الخالدة في السينما العالمية فحضوره في قائمة الاوسكار 2018 ضمن فئة احسن فيلم اجنبي ما هو الا ثمرة جهد فكري وفلسفي عميق له جذور لأنه اجتاح العقل والقلب بموجات من الحزن والقهر مخلفة ورائها نشوة الروح المتلهفة لغد ومستقبل مليء بصخب المحبة والسلام فهو كتاب شهي محصن ضد الملل صنع بوسائل حديثة وطبع على شكل فيلم سينمائي كي يغذي فكرة انسانية مجردة من التصالح مع الذات ( الذات ) التي تحمل عبء الكراهية والحقد ضد فسيفساء الجسد بالمقابل ( الذات ) التي تعطي الامل وترسم الطريق وتلقي بفرص النجاة للخروج من الازمة التي تعيشها حضارة البشر ..... ايفان علي عثمان شاعر وكاتب - اقليم كوردستان العراق - دهوك


عمل غير متقن وفكرة جريئة

الفيلم فكرته حلوة وجريئة ، بس للأسف السيناريو مش محبوك صح، الفيلم في انسياق كبير وراء العاطفة ووراء "الكليشيه"، واحداث غير مبررة وتناقض في الشخصيات،بتحس المؤلف خلال كتابة القصة بتعاطف مع شخصياتو فمشي ورا عاطفتو كثير زيادة من المشاكل مزحة القاضية بالمحكمة " انسياق وراء كليشيهات السينما الأمريكية" سيناريوهات وحوارات المحكمة غير منطقية وغير قانونية ، كان لازم استشار حد قانوني، الحكي واسلوبو والاحداث اللي صارت بالمحكمة ما بتصير بالمحاكم ولما يصير هيك شي بتعاملو معو بطريقة ثانية! (المحامين كانو...اقرأ المزيد يقاطعو بعض، يمنعو بعض من الحكي ، يحكو بمواضيع برانية، يكونو عاطفيين ، القاضي كان ما يعلق على الموضوع ولا حد يقدم اعتراض على التاني، القاضي ما كان ظابط المحكمة وصارت طوشة جوا المحكمة ، المفروض بقية الجلسات تعمل في قاعة مغلقة دون حضور الجمهور) مشهد تصليح اللبناني (اللي بكره الفلسطينين كراهية شديدة لدرجة انو تمنى انو شارون يبيدهم) للفلسطيني مشهد فج وغير عقلاني ولا منطقي، اللبناني اللي رفع قضية على الشخص نفسو لسبب تافه، بشوف الفلسطيني بموقف مش بحاجة جدا لمساعدة وبساعدو، برأيي الكاتب انساق ورا عواطفو و ورا الكليشيه (اللي بنص على انو في انسانية جوا قلوب المتخاصمين رغم الالم والقسوة) تبرير اعتداء الفلسطيني على الجندي الاردني اللي تسبب بشلله غير مبرر، وعدم وجود مشهد بحاول عالاقل الفلسطني الاعتذار من فعله على العلن او بينو وبين الاردني، يسيء الو ويضعف موقفو ويعكس القضية عليه علما انو كان لازم القاضي يرفض الشهادة هاي لانها برة العلاقة وكان ممكن انو القصة تنذكر بدون ما يجييبو الضحية يشهد وكان هاد الأنسب والسهل والكثر منطقية واللي ممكن ينسمح فيه بالمحكمة مشهد الحرب الاهليية والقتل والجرايم اللي عملوها الفلسطنيين في لبنان غير ذو علاقة وكان القاضي بقدر يرفضو مشهد الاعتذار واستفزاز الفلسطييني للبناني فج، وسخيف وغير مبرر، سخف الموضوع وحط من قيمتو، القصة كانت اكبر من هيك والصراع الفردي بين البطلين اكبر من هيك والصراع التاريخيي كمان، بس اصر الكاتب على رمي كل ذلك وراء ظهرو في سبيل انو يعمل "شي ظريف" مشهد نتيجة القضية مش مبرر ومخيب للأمل الجميع فرح بالنتيحة واحتفل فيها، الحكم كان غير مبرر من القاضي، وغير مبني على الحقائق، في اضرار صارت كان ممكن انو عالاقل القاضي يصدر حكم على كليهما مع وقف التنفيذ! ايجابييات الفيلم، التمثيل والتصوير كان متقن للأسف الفيلم كان ممكن ينشغل علييه شوي زيادة ليصير اقوى وأحسن