بين الماضي والحاضر، تدحرج فيلم «همس الرمال» في صحراء الجنوب التونسي مستحضرا حِكم الخرافات الشعبيّة التونسية، فيتراءى للمتفرّج حجم «الموروث المفقود» بعبره ودروسه وخلاصاته، وحجم الهوّة التي تفصلنا عن الماضي، ذلك الذي لم يبق له أثر كبير في حاضرنا. فبتنا مسلوبين ومنزوعين من كنوز كانت تؤثّث كياناتنا وتملأ أذهاننا.. وبموتها ألفينا أغصانا مقطوعة عن جذوعها وأوراقها هائمة لا تدرك شيئا عن مغزى الحياة. بين الماضي والحاضر يجوب المخرج ناصر خمير بفيلمه وشخصياته ليشدد على ضرورة المحافظة على هذه الجسور التي تستجيب لمفهوم "الوصل" الواقي من الفراغ.
إمرأة كندية من أصول عربية تتوغل في أعماق الصحراء. ما السر الذي دفعها إلى ذلك؟ وعلى ماذا تدل الحكايات الشعبية التي يرويها لها الدليل أثناء رحلتهما وعبورهما أطلال قرى طفولته السالفة؟ يتعدى الفيلم فضاء الدراما، إذْ لا يتبقى سوى الألم اللامحدود والخسارة والضياع.
امرأة كندية ذات أصول عربية تتوغل في أعماق الصحراء برفقة دليل يعلم المنطقة جيدًا.