أراء حرة: فيلم - The Devil All the Time - 2020


The Devil All the Time...عندما تدرك أنك أفضل حالًا كقاتل أكثر من كونك كاهن

**هناك العديد من الدراما المترامية الأطراف التي تمنح نظرات ثابتة عن الاحتفال بالوحشية البشرية وغير الإنسانية، والتي قد تستخدم الدين، وتؤكد على أهميته وتأثيره على الناس، فتثير رهبة حقيقية دخالهم وتجعلهم يتسائلون دائمًا، ويخشون مجرد التفكير في التخيل بوضع قائم بين الحياة والدين.** **وهو ما وفره فيلم نتفليكس الجديد The Devil All the Time في 138 دقيقة، شاملًا لكل الجوانب ومثقلًا على السيء القبيح قبل الجيد.** #**القصة**# تدور أحداث <...اقرأ المزيدa href="/work/2050178">The Devil All The Time، حول دراما الجريمة البطيئة مع سرد مترامي الأطراف حول الإيمان والاستياء والعنف في إحدى المدن الريفية، في أوهايو، فيرجينيا الغربية بفترة الخمسينيات والستينيات، حيث نشأ أرفين راسل (توم هولاند) في مدينة نوكيمستيف الصغيرة مع والده، الطبيب البيطري ويلارد (بيل سكارسجارد) المصاب بصدمة أثناء الحرب العالمية الثانية، وأمه، النادلة الطيبة شارلوت (هالي بينيت)، تنحرف حياته بشكل جذري عن القضبان عندما تموت والدته بسبب سرطان عدواني وغير قابل للعلاج، مما تسبب في انتحار ويلارد. يتم نقل آرفين للعيش مع جدته (كريستين جريفيث)، والعم إرسكيل، وابنتهما بالتبني لينورا (إيليزا سكانلن) في بلدة أكبر في ويست فيرجينيا، وهي بلدة على وشك الحصول على قس جديد بريستون تيجاردين (روبرت باتنسون)... ليس هذا فحسب؛ ولكن هناك مشاكل أكبر على الطريق. حيث كان كارل هندرسون (جايسون كلارك) وزوجته ساندي (رايلي كيو) يتجولان في الطرق الخلفية بسيارتهما، ويلتقطان السائرون ويقتلونهم بوحشية كجزء من خيال جنسي ملتوي. تطور الأمور عندما يكبر آرفين ويصير شابًا حيث تجمعه الحياة بأقدار هؤلاء الشخوص. #**طاقم العمل**# الفيلم مرصع بالنجوم الشباب بدءًا من روبرت باتنسون، وتوم هولاند في دور الشاب آرفين راسل، وروبرت باتنسون، وريلي كيو، وهالي بينيت، وبيل سكارسجارد، وجايسون كلارك، وغيرهم الكثيرين. ومن إخراج ومشاركة في التأليف أنتونيو كامبوس، مخرج سلسلة The Sinner، وشقيقه باولو كامبوس، واقتباسًا عن رواية دونالد روي بولوك، التي تحمل نفس العنوان **The Devil All the Time** وإنتاج: نتفليكس، بالمشاركة مع النجم جاك جيلنهال كمنتج تنفيدي #**التنفيذ والسيناريو:**# بادئ ذي بدء يحاول المخرج أنتونيو كامبوس، تسهيل التدفق في سرد القصة قدر الإمكان من خلال إيقاع الشخصيات. ومن خلال صوت الراوي، الذي يطالبنا بالمرور "صفحة صفحة" من القصة. حيث بهدف لتعزيز الفكرة التي تدور حول الجريمة أو العنف في دورة واحدة. والتي اشتملت على الكثير من الأشخاص في البلدة الصغيرة، الذين كانوا جميعًا متصلين لنفس السبب، وفي النهاية التقوا ببعضهم البعض. وإذا كانت قصة كل فصل في الرواية تناقش أو تركز على شخصية مختلفة، فإن الكاتب / المخرج أنتونيو كامبوس، وشقيقه / الكاتب المساعد باولو كامبوس انتقلا ذهابًا وإيابًا على جدول زمني لإعداد طاقمهم الفني، وأبطال قصتهم من خلال **أربعة خيوط للقصة**: وذلك حيث يعود ويلارد راسل، أحد المحاربين القدامى من الحرب، ويقع في حب نادلة عطوفة، ويتزوجا وينجبا ابنًا أرفين، ويجد الله في غضون ذلك. ويحقق معنى لنفسه في حياة آمنة، **شريط آخر** هو روي لافيرتي، وهو مؤمن ملتزم يحاول إثبات إيمانه المتشدد، يتزوج من فتاة من هيلين، وأنجبا ابنة لينورا. **الخيط الثالث** هو **آرفين ولينورا** وهما يكبران معًا. يلعب توم هولاند دور أرفين، في فترة البلوغ، وتؤدي إليزا سكانلين دور لينورا. عندما تتدهور روح أرفين المفقودة، فإن لينورا، المتدينة بشدة، تجد نفسها تركز على الواعظ الجديد لكنيستهم، بريستون تيجاردان (روبرت باتينسون)، الذي وصفه أرفين بأنه شخص هش، ويمثل أسوأ تجاوزات للسلطة التي لا جدال فيها. **الخيط الرابع** هو ساندي وكارل (رايلي كيو وجيسون كلارك) ، زوجان قاتلان متلصصان يحاصران الأشخاص في سيارتهما على الطرق السريعة، ويقتلوهم بعد أن يتم تصويرهم وهم يمارسون الجنس مع ساندي. ومن هنا نلاحظ أن الفيلم ينسج حلقات فردية أحيانًا بأناقة، وأحيانًا بهراوة. حيث تعتبر النقطة المحورية في القصص هي الشخصيات التي، من خلال إيمانها، تقود إلى أفعال ووجهات نظر تدمر حياتهم وحياة الآخرين لدرجة أنه حتى الجيل القادم يطاردهم، من خلال لعبة دموية، لكنها تأملية حول العدالة والإيمان والأسرة، وقد نجحا كومباس إلى أن يقودنا للعديد من وجهات النظر المختلفة، وسلسلة من المشاهد التي تمت معالجتها بإيقاع يجعلها ضرورية لكثير من العرض. وبالرغم من أن البداية مربكة بعض الشيء بسبب التحولات المتكررة في الشخصية بسرعة، ولكن عندما تستقر فترة القصة وتبدأ الشخصية المركزية الثانية في الظهور، يكون من السهل متابعة القصة. واعتقد أن الشقيقين كومباس ركز في فيلمهما على الرمزية في جهاد الإنسان ضد مخاوفه، وليس ضد الشيطان كما يعتقد البعض، فنلاحظ أن **ويلارد** قام بالاعتداء بالضرب على الناس، وقتل كلب ابنه، ثم انتحر. ليس لمس شيطاني مثلا أو لشبح تأثر بسببه، ولكن بسبب أنه عانى كثيرًا نتيجة الحرب، مما ضُغط عليه لمحاولة أن يكون أبا صالحًا. ثم مرض زوجته بالسرطان والذي أسحقه، وبالمثل مع الشخصيات الأخرى، الذين لديهم ماضي رهيب، ويكافحون من أجل الإيمان بشيء ما كشكل من أشكال تقوية أنفسهم حتى يتمكنوا من الاستمرار في العيش. يعتقدون أنهم وجدوا الله، الذي هو رمز الخلاص. لكن في الحقيقة هم فقط خلقوا "خلاص" وهمي. فمثلا نلاحظ روي الذي حاول الوصول إلى الله من خلال التخلص من مخاوفه من العناكب، ولكن سرعان ما انتهى كل هذا الوهم وعادت إليه مخاوفه مرة أخرى، أيضا مثل الطريقة التي يتلاعب بها تيجاردان مع لينورا الفقيرة لتصبح عشيقة له ثم هنا تظهر شخصية آرفين لتحقيق التوازن بين كل هذا. حيث نلاحظ أنه لم يتصرف كشخص متدين أو لديه بوصلة أخلاقية. بدلاً من ذلك، هو شخص تم تدميره تمامًا بسبب كل الجرائم والمآسي التي حدثت له. فعلمه والده أن العنف فعل يجب أن يتم دفاعًا عن النفس. ومن هنا يجد أن العنف حلا نهائيًا، واعتقاد يؤمن به بأن يصبح قاتلا أفضل بكثير من أن يكون كاهنا وفي محاولة أخرى من كامبوس، أن يحافظا على العنف الشديد والبشاعة في النبرة القاتمة والخاطئة على الدوام، مما يبرر عنوان الفيلم. من خلال كل عمل شنيع تقوم به الشخصيات، فتبدأ في التساؤل عن مدى عدالة أن تكون متدينًا؟ إلى أي مدى يمكن أن يصاب الناس بالجنون من خلال طقوسهم العنيفة؟ هل الدين دائما هو الجواب الصحيح للألم والبؤس؟ وأخيرًا وليس أخرًا، استطاعا **أنتوني**، أن بشكل من القصة إطار جيد ومقنع. لشخصيات فريدة ومتطورة جيدًا وقصصهم المتشابكة لا تسير دائمًا بالطريقة التي تتوقعها. ويقوم الفيلم أيضًا بعمل جيد يوازن بين الرفاق الطيبين والغير، حيث يسلط الضوء على أن الدين لا يؤهل تلقائيًا أي شخص كواحد أو آخر - بل إن سلوك الشخصيات وموقفها هو ما يمنحها بُعدًا أخلاقيًا. #**اﻷداء التمثيلي**# ميزة أخرى اكتسبها الفيلم، وحققت إيجابية من إيجابياته، وهي طاقم التمثيل الضخم المرصع بالنجوم. حيث تقرأ قائمة الممثلين مثل حفل توزيع جوائز الأوسكار، وكنت اتوقع أن يطغى البطلين (هولاند وباتنسون) فقط على بعض أصالة الفيلم، لكنني فوجئت أنه حتى الشخصيات الثانوية تحصل على عرض جيد. مع هذا العدد الكبير من الشخصيات المسماة، قد يكون من السهل أن تفقد المسار، لكن هو إنجاز للفيلم. وبالنظر إلى السرد المترابط الذي تضمن الكثير من الشخصيات. فإن طاقم الممثلين تم اختياره بشكل جديد، حيث حقق بيل سكارسجارد أقصى استفادة من مشاهده في أداء جذاب بشخصية **ويلارد راسل**. في حين أن توم هولاند، وسيباستيان ستان آسرا الجمهور بنفس القدر في أدوارهما، بينما يقوم جايسون كلارك بتصوير مخيف لقاتل متسلسل مختل عقليًا، واعتقد أن شخصية ساندي كانت متناغمة بشكل جيد مع ريلي كيو، التي ليست غريبة على لعب الأدوار المظلمة والمغرية، حيث نذكرها في فيلم Dixieland عام 2015، وفي هذه الأثناء، أصبح روبرت باتنسون كواعظ شاب في دور داعم، وقوي يصعب تجاهله، ليقدم أحد أغرب العروض في حياته المهنية. فبالرغم من ظهوره في وقت متأخر جدًا من الفيلم، إلا أنه قرر تعويض الوقت الضائع عن طريق التهام كل مشهد يٌشارك فيه.. #تم تصنيف **The Devil All the Time** من قبل MPAA للكبار فقط# وذلك حيث يحتوي على العديد من المشاهد العنيفة فمثلا (يظهر رجل مصلوبًا، لا يزال على قيد الحياة ويأكله الذباب. شخص يقتل كلبًا. شخص ما يطعن شخصية بقصد إحيائها على الفور. قتل عدة أشخاص بالرصاص. هناك مشهد يصور التعذيب الذي أدى إلى جريمة قتل. تعرض العديد من الأشخاص للضرب المبرح. انتحر شخصان، أحدهما عن طريق الخطأ). **المحتوى الجنسي**: هناك العديد من الرسوم التصويرية لأفعال جنسية بدون عُري صريح. وهناك أيضًا العديد من المشاهد التي تعرض صورًا لرجال ونساء عراة. وإشارات إلى الدعارة. تتضمن العديد من المشاهد الجنسية ديناميت السلطة المزعجة، والاختلافات العمرية، وإساءة استخدام السلطة. أما بالنسبة للألفاظ الخارجة والنابية فإنها بنسبة صغيرة ومعتدلة، ولم تتعدى المصطلحات البذيئة المعروفة. قد يكون تعاطي المخدرات بشكل قليل جدًا مجرد مشاهد في حانة، أو شخص وأخر يتناولون ذلك. #**النهاية**# يلتقط The Devil All the Time الترابط الغريب للمجتمعات الصغيرة، ويبرز أنه حتى في مكان بالكاد يستحق اسمًا على الخريطة، فإن حياة الناس متنوعة ومعقدة - وليس دائمًا تسير بطرق ممتعة. ولهذا فإن **The Devil All the Time** ليس صانع سلام، بل هو صرخة ألم عدوانية، متأثرة بالرومانسية القوطية الأمريكية، وقصة طويلة، مليئة بالعروض التمثيلية غير العادية لاستكمال السرد المظلم لكيفية تحول العنف إلى جزء من دورة حياة الإنسان، بالإضافة إلى مجموعة من الصور السلبية التي تضمنها وجعلته أكثر "رعبًا".