أراء حرة: فيلم - Article 15 - 2019


المادة 15 في عداد المفقودين .. و بصحبتها أشياء أخرى

"المادة 15 في عداد المفقودين .. و بصحبتها اشياء اخرى" (حرق للأحداث) #القصة_والسيناريو_والحوار فى إحدى بلدات الهند متعددة الطوائف و الطبقات يستيقظ سكان القرية .. على مشهد يبدو أنهم يألفوه هناك لفتاتين تم شنقهما و تركهما معلقتين في شجرة وسط العراء و حالة اختفاء لفتاة كانت بصحبتهما .. تزامنا مع وصول ضابط يدعى (أيان/ أيوشمان كورانا) قد تم معاقبته بنقله حديثا للبلدة .. و تتوالى الأحداث دعونا نسير على النحو التالي بتحديد المفقود و الموجود - (الأصالة في عداد المفقودين) الفيلم كما يظهر على الملصق...اقرأ المزيد الدعائي يبين أنه مستوحى من احداث حقيقية .. حسنا .. حادثة اغتصاب أو قتل مع محاولات لتتكتم الشرطة على الأمر .. تحدث نعم في كل مكان .. لكن الي أي مدى الأحداث هنا حقيقية مبدئياً عزيزي القارئ قبل ان أوغر صدرك و قبل أن تتحفز و تصدر الأحكام شاهد هذين الفيلمين ان لم تكن قد شاهدتهما Marshland 2014 Wind River 2017 هذان فيلمان بنفس الفكرة .. كلاهما مستوحى من أحداث حقيقية .. لنفس الجرائم .. تؤول رسالتهما لنفس رسالة فيلمنا الآن إذا كنت قد شاهدتهما ستدرك جيداً مدى وقاحة صناع فيلمنا هذا .. نعم تلك الجرائم تتكرر كما ذكرت سابقاً ولا أعلق على تلك النقطة .. انا هنا أعلق على فكرة .. و أجواء .. و السطو على مشاهد بعينها "بالكاربون ياحبيبي بالكاربون " الغريب أن صناع العمل يسطون على أشياء سهلة الكتابة و التنفيذ . كالمناخ وطبيعة الأبطال و تخيل مشاهد الهروب فقراء مقابل أغنياء تمييز طبقي فساد ذوي النفوذ من السياسين و اصحاب السلطة قرية يأكلها الجوع طرق طويلة مظلمة لا يوجد بها سوى ضوء السيارة بيئة خصبة لحدوث شتى أنواع الجرائم .. ربنا تندثر كلها ولا يُسمع عنها .. حتى حينما يعرف الجميع الحقيقة لا يستطيعون البوح بها و يتهربون ثم هذا الضابط المنقول حديثا الذي لديه ضعف ما .. هو لم يكن يرغب في هذه الوظيفة و لكن حبيبته تحفز إنسانيته و طاقته و إصراره كل ذلك في طبيعة المكان و الشخصيات و القضية لا جديد عن الفيلمين السالف ذكرهما الأفكار والمشاهد بعينها فتيات يُغتصبن حتى الموت و يتم إلقائهن في المستنقع Marshland على البواح .. الجديد هنا يتم تعليقهن !! هنا نتسائل إذا كان يمكن للفتاة عبور المستنقع .. في wind River نتسائل إذا كان يمكن للفتاة ان تقطع كل هذه المسافة على الجليد في wind River نتفحص أحد الأنابيب .. هنا نجد الفتاة مستلقية داخل الأنبوب -(الواقعية في عداد المفقودين) هل سمعت عزيزي القارئ عن مجرم أيا كانت سطوته و قوته يذهب و يكشف نفسه ويعلن عن جرمه هكذا ما اعرفه .. ربما لشخص ذو نفوذ أن يستغل نفوذه و علاقاته ليتم تبرئته في حال تم إدانته لكن لم أر اي شخص يبوح بجرمه هكذا بكل هذه السذاجة تعال لنحلل في أحد المشاهد يستقل فردان من الشرطة سيارة و يقطعان طريق وسط الحقول ليلا .. و فجأة تعترضهم كتل من النيران أشعلها أحد المتورطين في الجريمة نقف هنا .. إشعال السيارة وحدها .. رسالة تهديد كافية جدا خصوصاً و أن أفراد الشرطة اصلا يعرفون من هم أصحاب النفوذ المتورطين في الجريمة يترجل الآن أفراد الشرطة من السيارة يحاوطهم مجموعة من الرجال الملثمين .. هذه ايضا رسالة تهديد اخرى لكن لماذا يتواجد المجرم الأصلي .. لماذا يكشف عن نفسه .. لماذا لم ينقل أحد الرجال رسالة التهديد وحسب تعال لنتخيل أن هذا المشهد لم يكن هل مثلا الشرطة .. كانت ستأخذ عينات من البلدة أو ربما الهند كاملة .. فربما عابر طريق قام بالجريمة ثم تطابقها مع ما خرج من الجثث .. ما الذي حدث .. مباشرة تم أخذ عينة من المجرم و مطابقتها .. بكل سهولة و سذاجة ولا واقعية هكذا أحد الضباط .. و هو أحد المتورطين في الجريمة .. يقتل المجرم و يقتل شخصا آخر .. ثم يجرح يده و يذهب ليخبر رئيسه أنه اشتبك مع المجرم .. و يمر الأمر بدون فحص اي شىء .. ولا تذكر حتى جملة ف النهاية بمعاقبته على هذا القتل كل هذا يقودنا للنقطة التالية -(التشويق في عداد المفقودين) بداية مع اسم الفيلم .. الذي لم يكن موفقا على الاطلاق و بعد مرور بضعة دقائق .. ستتأكد تماما .. أن كاتب العمل قد اختار (الخطب العصماء بديلاً للتشويق) كل شئ يتم بتبجح وسهولة مفرطة الحوار يبرر كل صغيرة و كبيرة .. و لا ينفي ذلك أنه مهم و مع سذاجة المواقف السالف ذكرها يلقي لنا الكاتب بشخص متوتر من اول الفيلم يتهرب من صديقه الضابط مباشرةً بكل سذاجة .. رغم أن أهل القرية كلهم يعرفون الحقيقة .. ربما أي شخص كان يضغط عليه الضابط أو يطمئنه أو يوقظ ضميره كان لينتهي الفيلم من اول 5دقائق فيذهب الضابط له و تُحل القضية بكل هدوء هكذا .. تماما كما تساءلت في marshland ما الجذاب هنا في تلك الجريمة إذا كانت تحل بهذه السذاجة هناك أيضا سيدة تخرج تقول بأن المجرم فلان و ينتهى الفيلم نأخذ جانب الجريمة نصدره كحدث حقيقي و بشع للترويج و التشويق _الغير موجود بالمرة_. (أهم الحاضرين) مالم يقله الكاتب صراحة بالحوار كما أشبعنا و أزعجنا احيانا طوال الفيلم كان أجمل مما قاله و سطى عليه انك حينما تفكر في تلك الفتاة التي آثرت أن تبقى في أنبوب وسط تلك البيئة المخيفة كل تلك الفترة .. على أن تعود لبلدتها .. ستصل للحقيقة الصادمة . #الموسيقى من أفضل ما يكون .. ملائمة للغاية تستحق جائزة كمقطوعة بعيداً عن المنافسين و المسابقات .. مع بعض العيوب ف المكساج في مناطق استخدام الجيتار #الصورة كادرات نموذجية .. إضاءة و ألوان و اوقات تصوير غاية الروعة .. بعض التكوينات كانت قديمة و مستهلكة كتابة لكن كانت تقول شيئا بطلها هنا زاوية التصوير #الحوار هناك جمل ستكمل معك حياتك و تظل تسمع صداها #الأداء (أيوشمان كورانا) .. كنت اشاهد و اقول ماذا حدث يا رجل .. هل حسدناك .. انت نجم العام المنصرم .. و العام الذي يسبقه أيضا كنت قد أديت أدوارا مختلفة للغاية بكل براعة شخصية الضابط التي يؤديها تسمح بالكثير .. تتطور بمرور الأحداث .. تخرج عن هدوءها المعتاد مع مرور الوقت بشكل متصاعد .. نعم لاحظنا ذلك .. لكن أولا من خلال السيناريو .. و هو يبدأ في الانفعال .. و هو لا يجيب على إحدى المكالمات .. و هو يقود السيارة بنفسه .. و هو يجتاز المستنقع وحيدا .. ثم جنبا إلى جنب كتفا بكتف مع أفراد طاقمه وسط أهالي القرية في مشهد للمساواة لكن مشاهد البداية .. نظراته و ردات فعله لا تخبرك إلا أن هذا الشخص قام بقراءة السيناريو مسبقا و يتصرف على هذا الأساس .. مشهد المكالمة التي لم يجيبها .. مشهد كتابةً يصل .. لكن كنت أشعر أنه يقول لنا أن هذا تمثيل .. بمعناه السلبي طبعاً .. كأنه سيقول للمخرج (ها تمام كده ولا ايه) و كنت انتظر صوت المخرج (cut .. انت بتعمل ايه يا عم) الأداء ف النصف الثاني أفضل .. لكن إجمالاً أيوشمان لم يكن مرتاحا .. لا اعرف ربما انشغاله بأعمال أخرى .. ربما البيئة الصعبة و أماكن التصوير نفسياً أثرت .. هو يجتاز بركة و مستنقع أكثر من مرة .. لا اعرف لكن هناك تراجع ملحوظ مشاهده مع (نصار) الذي يجبره أن يتراجع هى الافضل و مشاهده مع جموع الناس كانت قوية جداً .. مع مشهد نهاية ظريف (مانجو باوا) .. في دور الضابط المجرم .. صاحب الأداء الأفضل .. مشاهد التهديد الغير مباشرة قمة القوة .. و مشهد التهديد للطبيبة .. كان مرعبا بكل سلاسة و هدوء (سياني جوبتا & كومود ميشرا & محمد زيشان أيوب & ايشا تالوار ) أداء جيد جداً .. و عاطفة حاضرة .. رغم بساطة الدور ربما كان يجب الاهتمام بالدور الذي تؤديه ايشا تالوار فوظيفتها كلها كانت تكمن في إلقاء جملة كل فترة .. رغم أن تلك الجمل هي الأهم في كامل الفيلم .. لكن الشخصية نفسها لم تتحرك .. تؤثر في أفكار البطل واصراره بالحوار فقط #الخلاصة هذا فيلم بالنظر إلى قضيته و رسالته .. يمكن وصفه بالمهم العدل و المساواة .. قانون إلهي و فطري و انساني .. ربما هناك أناس مازالوا يعانون في كل بقعة من بقاع الأرض بسبب تعطيل ذلك القانون بأيدي الفسدة و المجرمين و العنصريين فنعم هو فيلم مهم من هذه الناحية .. ولذلك تحديدا هو يحظى بقبول عند قطاع كبير من الجمهور لكن إجمالاً .. هو يعج بالمشكلات على صعيد الذكاء و الأصالة و التشويق وواقعية و منطق الشخصيات هذا فيلم لم يتعلم من أصالة Toilet -Ek Prem Katha و لم يستلهم من ذكاء No one killed Jessica ف اختيار عنوانه لدي مشكلة مع المدعين .. و المتسلقين .. الذين يحبون أن يحمدوا بما لم يبدعوا .. انا سئ جدا في هذا الجانب صدقني و اعذرني عزيزي القارئ لدي مشكلة مع إهمال المنطق .. لأنه المعضلة و هو معيار الابداع .. هو عنصر التحدي أمام أي مبدع افلام كهذه صدقني تمثل املا يلوح للعديد من فاقدي الموهبة للدخول الى مجال الفن ربما يتركوا حياتهم من أجل ذلك و نحن المتضررين مع كل هذه السذاجة و السهولة و السطو عموماً هذا فيلم يحاول .. و لكنه يعاني فيلم أشراره يتبجحون و صناعه يتبجحون فتعود رسالته المفقودة و تقابل بالترحيب و يبقى هو في معترك الفن فرصة في عداد المفقودين 6/10