أراء حرة: فيلم - The Room - 2019


"The Room" والأمنيات الملعونة

هناك العديد من الأفلام التي تم تقديمها حول موضوع تحقيق الرغبات، يمكن معظمها في عالم الأعمال الخيالية الخفيفة حول الجينيات والمصابيح السحرية، اتذكر منها فيلم The Brass Teapot عام 2012 من بطولة مات والاش وإخراج راما موسلي، وهكذا فيلم The Monkey's Paw الذي يحكي قصة زوجين حصلا على قطع أثرية ضخمة تأتي بثلاثة أمنيات يستخدماها ﻹعادة ابنهما الراحل من بين الأموات، حيث تتمحور معظم هذه الأفكار حول الرغبة الممنوعة أو حتى الملعونة، وفي هذا الفيلم، ارتفع سقف المخرج كريستيان فولكمان إلى هذه الأفكار حيث قدم...اقرأ المزيد جانب جديد من تحقيق الرغبات الملعونة حيث الزوجان الشابان كيت ومات اللذان ينتقلان إلى منزل كبير بعيد، ويقرران بدء حياة جديدة، وإذا بهما يكتشفان في هذا المنزل غرفة يمكنها تحقيق أي أمنية كانت، وبعد عدة أيام من تحقيق أمنيات مختلفة، تقرر كيت رغبتها في امتلاك طفل بعد الكثير من محاولات حمل بأت بالإجهاض، لكن الأمر يتطور عندما يعلمان أن الخروج بهذه الأمنية خارج المنزل يعد من الكوابيس. مبدئيا عنوان الفيلم يأتي بمقارنة كبيرة بين أعمال كثيرة بنفس الاسم قدمت مؤخرا والتي تدفعك إلى التفكير في قصة الفيلم قبل أن تعرف الحكاية منها عام The Room 2003، و عام 2015 من أخراج ليني أبراهامسون وبطولة الأوسكارية بري لارسون، والذي يحكي قصة بعيدة كل البعد عن هذه الخيالات، وهو ما أجده سببا قويا في تغيير الاسم أو إضافة صفة أخرى للغرفة. ولكن في "The Room" ، يصل كريستيان فولكمان إلى منطقة خطيرة للغاية، ويقدم في شكل ادعاءات مفصلة، عن إمكانية الوصول إلى الأشياء في العالم المادي التي يمكن أن تتمتع بها الإنسانية، ويظهر المخرج بدقة شديدة الاضطرابات في أداء العقل والجسد من خلال استغلال تعبيرات أولجا كوريلينكو وكيفن يانسن، والتي تبين أن كيت شخصية هشة من الناحية النفسية، كل رغبتها تتمحور في أن تصبح أماً بمساعدة السحر ، والتي تتحول تدريجياً إلى أسوأ كابوس في حياتها. أغلب هذه الأفلام تنتمي دائما إلى الجانب المخيف المُقبض، وهنا نرى أن القصة تبدأ من السعادة المطلقة إلى المفاجأة والكرب والألم وأخيرا اليأس، مع محاولة ﻹعادة صياغة جديدة لموضوع القصور المسكونة، مع الزج بإحد المؤامرات المفتوحة، والتي تدفع بالفيلم لطرح العديد من الأسئلة والصراعات، فالصراع بين الأب والطفل مثير للاهمتام، ولكن إذا نظرنا من وجهة نظر أخرى سيتم حله بأبسط الطرق، أيضا يحتوي الفيلم على الكثير من الغموض بالإضافة إلى بعض الدراما التي الوقت يمر بسلاسة. من المعروف أن المخرج الفرنسي كريستيان فولكمان قدم قبل أكثر من 13 عام فيلمه الغريب Renaissance من بطولة دانيال كريج، الذي اعتمد فيه على الونين الأسود والأبيض فقط، وهو فيلم رسوم متحركة حصل من خلاله على عدة جوائز في مسابقات مختلفة، وتخصص في الأفلام القصيرة الموسيقية. الفيلم جيد، ومن الممكن مشاهدته في أيام الإجازات واعتقد يستحق 6 من عشرة لأداء الممثلين وخاصة أولجا.