في إطار اليوم الواحد تدور أحداث الفيلم حول مجموعة من القضايا التي تقع أحداثها داخل المحكمة، وكيف يحاول أبطالها التعايش معها، وحل مشاكلهم.
في إطار اليوم الواحد تدور أحداث الفيلم حول مجموعة من القضايا التي تقع أحداثها داخل المحكمة، وكيف يحاول أبطالها التعايش معها، وحل مشاكلهم.
المزيديقدم فيلم المحكمة للمخرج محمد أمين محاولة لتجميع عدد من القضايا الاجتماعية داخل إطار مكاني واحد، هو قاعة المحكمة، في يوم واحد. ورغم الفكرة التي تبدو جذابة على الورق، فإن النتيجة النهائية جاءت أقل من التوقعات بكثير، لتتحول التجربة إلى خليط غير متجانس من القصص المستهلكة والأداءات غير المقنعة. يضم الفيلم عدة قصص تتناول موضوعات مثل الاغتصاب، والتحرش الجنسي، والقتل الرحيم، والخيانة الزوجية وإثبات النسب، لكن المشكلة الأساسية تكمن في سطحية المعالجة وضعف البناء الدرامي. القضايا تطرح كعناوين جاهزة أكثر...اقرأ المزيد مما تُقدم كحكايات حقيقية تحمل مشاعر ودوافع منطقية. فمثلًا، قصة غادة عادل التي تقتل والدتها المريضة بالسرطان جاءت مفتعلة تمامًا، وغير قابلة للتصديق حتى في إطار درامي؛ لأن الفيلم لم ينجح في تبرير دوافعها أو بناء حالة إنسانية تبرر هذا الفعل الصادم غير مرضها. كذلك، شخصية أحمد داش بدت بلا مبرر درامي واضح، ودخوله وخروجه من الأحداث تم بشكل عبثي، وكأنه أُقحم فقط لتكتمل صورة "تعدد القصص"، دون أن يكون له أثر فعلي في الخط العام للفيلم. ورغم وجود مجموعة من الأسماء المعروفة، فإن أداء معظم الممثلين لم يرتقي للمستوى المطلوب، فغادةعادل حاولت تقديم شخصية معذبة نفسيًا لكنها لم تتمكن من نقل مشاعرها بصدق، ويسرا اللوزي كانت من أضعف عناصر الفيلم، حيث جاء أداؤها باهتًا ومفتعلًا في آنٍ واحد، دون أي انسجام مع طبيعة الدور أو الحالة. حتى النجوم ذوي الخبرة مثل صلاح عبدالله وفتحي عبد الوهاب لم يجدوا مساحة كافية لإظهار قدراتهم، مما جعل حضورهم يبدو تكميليًا فقط. ومن الواضح أن المخرج حاول توظيف المكان الواحد (المحكمة) لتكثيف الدراما، لكن الإيقاع المتذبذب وتشتت الخطوط السردية أفقد العمل تماسكه، فالانتقالات بين القضايا كانت مفاجئة ومربكة، دون خيط إنساني يجمعها، وهنا تظهر النتيجة أن المشاهد لا يتفاعل بصدق مع أي قضية، بل يشعر كأنه يشاهد مجموعة من السكيتشات الاجتماعية أكثر من فيلم واحد متكامل. في النهاية: فيلم المحكمة كان يمكن أن يكون تجربة قوية لو تم التركيز على عدد محدود من القضايا وتقديمها بعمق وصدق، لكن التشتت وضعف الكتابة وسوء اختيار بعض الممثلين جعل العمل يفقد تأثيره الإنساني والدرامي. واعتقد أنه فيلم يملك نوايا طيبة، لكنه فشل في ترجمتها إلى دراما مؤثرة أو مقنعة.