في إطار من الكوميديا، يدور العمل حول مدرس التاريخ (علام)، والذي يُنقل إلى أحد المدارس بمنطقة صحراوية؛ فيواجه العديد من العقبات التي لم تكن في الحسبان.
في إطار من الكوميديا، يدور العمل حول مدرس التاريخ (علام)، والذي يُنقل إلى أحد المدارس بمنطقة صحراوية؛ فيواجه العديد من العقبات التي لم تكن في الحسبان.
المزيدعادة ما يختار الناس دخول فيلم في السينما بناءًا على النجم بغض النظر عن مخرج الفيلم، ولكن شريف عرفة بالنسبة لي هو النجم فلا أتردد كثيرًا في الإختيار من بين الأفلام المعروض طالما يوجد فيلم لشريف عرفة. حسنا فعلوا صناع الفيل بتغيير اسم الفيلم من " علام عام " إلى " اللعب مع العيال "، التغيير بمثابة افيه، فبعد أن قدم شريف عرفة باكورة أفلامه مع الزعيم عادل إمام " اللعب مع الكبار عام 1991 "، ها هو في 2024 يقدم باكورة أفلامه مع الإبن محمد إمام بعنوان اللعب مع العيال. سينما المؤلف اللعب مع العيال هو ثاني...اقرأ المزيد تجربة على التوالي لشريف عرفة كمخرج وكاتب سيناريو وحوار بدون مشاركة من أحد، بعد الجريمة الذي قدمه عام 2022، صحيح انه كتب القصة لأكثر من فيلم قام بإخراجه ولكنه استعان خلالها بأحد الأسماء في عالم كتابة السيناريو والحوار على سبيل المثال المخضرم أحمد عبدالله في (الناظر- فول الصين العظيم)، وأمير طعيمه في الممر، وكريم حسن بشير في الأنس والنمس، ولكن بدءًا من فيلم الجريمة، يبدو أن شريف عرفة بدأ رحلته مع سينما المؤلف. تدور أحداث اللعب مع العيال حول " علام/ محمد إمام " مدرس التاريخ الذي تم نقله لأحد المناطق النائية في مدينة شرم الشيخ بمحافظة جنوب سيناء لمدرسة المدرس الواحد، مدرسة يحمل تلاميذها كشكول ماركة " كشكول حول العالم ". " صراع تقرير المصير " الفصل الأول من الفيلم يشبه كثيرًا قصة فيلم فول الصين العظيم حيث يجد علام نفسه في صراع مع عائلته لتقرير مصيره، والإختلاف هنا أن علام يملك رؤية واضحه لمستقبله بعكس " مُحيي / هنيدي " الذي لا يملك أية خطط لمستقبله، ولكن اشترك الإثنان في وقوعهما تحت جبروت وسلطوية الأسرة التي تريد أن يحظى ابنهم بنفس مصيرهم، أسرة علام عصابة دروس خصوصية وأسرة مٌحيي عصابة إجرامية. مزيج بين المنسي والناظر في بداية رحلة علام للوصول للمدرسة يركب سيارة بها مجموعة من البدو يحتفلون بحفل زفاف أحدهم، تذكرت وقتها المشهد الأيقوني ليوسف المنسي/ عادل امام في المنسي وهو يركب ميكروباص به سيدات متوجهين لمأتم ويفاجأ بالصويت والنحيب بعد ركوبه. بعد وصول علام للمدرسة المهجورة يبدأ فصل جديد شبيه بالناظر حيث يجد "علام" أبناء القبيلة المطلوب منه تعليمهم القراءة والكتابة والحساب والتاريخ، وقبل ذلك إعداة تشغيل المدرسة. ويستمر تدفق شلال ذكريات شريف عرفة السينمائية داخل سيناريو اللعب مع العيال، حيث نرى مشهد أيقوني أخر من فيلم المنسي، مشهد الحلم بين يوسف المنسي والراقصة دينا، وهذه المره بين " علام " و" كمامة / أسماء جلال ". " محدش هيتعلم هنا " وبعد بداية رحلة علام في تعليم أبناء القبيلة يظهر الشرير " أبومخزوم / باسم السمرة " وهو نظير الطالب البلطجي "وائل" في فيلم الناظر ولكن شره هنا يقتصر على منعه لعلام من تدريس أي شئ يتعلق بالتاريخ والهوية. فقط القراءة والكتابة والحساب.. تاريخ وتحية علم مصر لأ! التفاصيل الجميلة في الفيلم • أشعار " أبناء جوزيف " التي يرددها كبير القبيلة الشيخ " أبوعقيلة / بيوومي فؤاد" وهي أشعار عظيمة وقيَمة وكانت مناسبة لكل موقف ذكرت فيه. ( الأشعار في أول كومنت ). • الرسالة الواضحة لضرورة الفن كأسرع وأقيَم طريقة لتغذيه وتعريف الأجيال الجديدة بتاريخهم وقضايا وطنهم، كانت في العرض المسرحي الذي نفذه علام مستعينا بكل أفراد القبيلة. ( إفتح القوس وضيف مدرس تربية مسرحية ) • تفصيلة علاقة الذئب بـ علام ذكرتني بالتحفة الخالدة " الراقص مع الذئاب Dances with Wolves وكانت ترجمة للتحول في علاقة " علام " بالمدرسة والقبيلة وطبيعة المكان التي بدأت عدائية وإنتهت حميمية. " يبدو لي أن الإبداع مزيج من القدرة على الإنتقاء والقدرة على الحذف " الناقد الفني محمود عبدالشكور Mahmoud Abd El Shakour لا يعيب تجربة اللعب مع العيال سوى الإسهاب - غير المبرر - في حجم شخصية " أبومخزوم " و" أرواح / ويزو" وما إستلزم من كثرة مشاهدهم بالسيناريو، لقد غلبني النوم مرتين وأنا أشاهد الفيلم، مره وقت عرضه في السينما ومره وأنا أشاهده أمس للكتابة عنه. صحيح أن دور أبو مخزوم ضروري فلا يكتمل أو يعرف الشئ إلا بنقيضة إلا أنها كانت أكبر مما تحتاجه الحدوتة، وربما حجم نجومية باسم السمرة كان السبب في عدم إختصارها. تفاصيل غير مبررة وفشلت في إنتزاع ولو مجرد بسمه مني تجاههم، السبب الوحيد ربما لكبر حجم الدور كان سببًا إنتاجيًا لإكتساب شرايح مختلفة من الجمهور، فـ باسم السمرة هو أشهر شرير محبوب من الجماهير – مؤخرًا -بعد أن علقت في أذهانهم شخصية عيسى الوزان، أما ويزو فهي بنت مسرح مصر الذي تعلق به وبكل أبطاله أبناء الجيل الجديد. وكان من الأفضل التوسع في حجم أدوار تلاميذ المدرسة وللأسف لم أجد أسماءهم ضمن فريق التمثيل، فالكوميديا التي تُفجر الضحك بدأت منذ ظهورهم خاصة مع المشاهد التي تجمعهم بالأستاذ علام. الفيلم به رسائل إجتماعية مهمه كأهمية التعليم وأنه خط الدفاع الأول ضد البلطجة والجريمة، وفي تكوين هوية الجيل القادم. وفي المجمل الفيلم مُسلي ومقبول إذا ما أسقطنا اسم الفيلم على التجربة وانه " لعب مع العيال " ! ولكنها ستظل تجربة لا ترقى لأسم مخرج بحجم شريف عرفة، أرى مستقبلًا ضرورة الإستعانه بكاتب سيناريو، حتى على سبيل الإستشارة، حتى لا تصادف أي تجربة قادمة نقائص تجربة اللعب مع العيال.