شاهدت مؤخراً مسلسل ٦ شهور و إليك ما طرأ عليّ من أفكار : القصة تبدو تقليدية و لكن في إطار حديث، فالبطل هنا هو مراد الذي يمثل الشاب المصري المنتمي لأسرة متوسطة يسعى لتحمل مسئولية أسرته الصغيرة بعد وفاة والده.. أما الإطار المختلف فـ هو مجال التسويق العقاري.. رأيي أن المسلسل يمثل صراع بين أهل مصر و أهل إيچيبت.. مراد و أمه و صديقه يمثلون أهل مصر الساعون للإستمرار رغم التحديات الإقتصادية الطاحنة.. و هدفهم البقاء على قيد الحياة.. أما لطيفة و أسرتها و صديقتها يمثلون أهل إيچيبت حيث الثراء الفاحش بلا...اقرأ المزيد مشاكل إقتصادية حقيقية و لكن الهدف هنا يصبح تحقيق الذات.. المسلسل يسلط الضوء على شباب هذا الجيل و خاصة شخصية مراد الذين تطحنهم الظروف و لن يجدوا أمامهم سوى العمل تحت إمرة طبقة الأثرياء.. و يتضح هذا في تلك المفارقة التي عرضتها إحدى الحلقات حيث يسعى مراد لتسويق عقارات شركته الفخمة مع عملاء إيچيبت الأثرياء في الوقت الذي يبحث فيه عن شقة بالإيجار في أماكن لا تصلح للعيش في مصر الحقيقية.. أي أنك يا مراد لن تكون يوماً أحد العملاء في شركتك التي تسعى للعمل فيها. القصة رغم تكرارها و لكنها جديرة بالمشاهدة، شخصية مراد السابح ضد التيار استحقت تعاطفي كمشاهد. كعادة مسلسلات الفترة الأخيرة يحمل المسلسل هنا تطوراً كبيراً على مستوى الصورة.. الإخراج لم يحمل شئ مختلف ما عدا لقطات الدرون، التي لم تصبح غريبة حالياً.. على مستوى التمثيل مراد مكرم في أفضل أدواره و أنسبها لشخصيته و تكوينه نور النبوي أدى الشخصية كما ينبغي و في كثير من المشاهد ألمح نظرة أحمد حلمي في وجهه.. تلك النظرة التي كان يؤديها حلمي في المشاهد الدرامية الجادة. نور إيهاب كانت لطيفة في شخصية لطيفة و في رأيي أعلنت عن نفسها كإسم مقترح للبطولة النسائية في الفترة القادمة بعيداً عن دور الطفلة أو المراهقة. سلوى محمد علي في دور الأم كانت مقنعة. إسماعيل فرغلي في تطور مستمر و أصبح يملك حضوراً كبيراً. أيمن عزب لا جديد. رشا مهدي جيد أن تجد لها مكاناً وسط الأجيال الجديدة. مروان فارس أعتقد هو من قام بدور روني صديق مراد من الشخصيات المقبولة و سيكون له مكاناً في الدراما. مصطفى محمود (مصطفى ليشع) في دور الساعي أو الأوفيس بوي رغم قلة ظهوره إلا أنه كان من أحد أسباب مشاهدتي للعمل أداؤه كوميدي تلقائي بعيد عن الإستظراف.. ميشيل ميلاد (كابتن چاك) في دور مروان ينطبق عليه نفس كلامي على مصطفى ليشع. محمد مرزبان ليس كل من هو كبير سناً يصبح ممثلاً قديراً. أمجد الحجار توقعت له التألق من أكثر من عملاً.. رغم اتقانه دور (الغتت) و أتمنى ألا تكون شخصيته الحقيقية بتلك الغتاتة. موسيقى تتر البداية و الموسيقى التصويرية جميلة و خفيفة و مناسبة للمحتوى.. تتر النهاية سيئ في المجمل مسلسل جيد و نهاية سعيدة رغم عدم واقعيتها في ظل تلك الظروف و لكن لا ننسى أنه إنتاج واتشيت و هذا توجه عام طبعاً تقييمي ٧ من ١٠