دائما ما توصف افلام يوسف شاهين بأنها أفلام غير مفهومة و هذا الفيلم بالذات هو اكثر فيلم وصف بهذا ، و الغريب فى الامر ان هذا الفيلم بالذات يمثل نضج شاهين كمخرج حيث التميز و الانفراد تماما كما عهدناه ، فلديك اسلوب اخراجى اعتقد انه لم يستخدم ابدا فى السينما المصرية ، و هو مزج المأساة-التى تستشعرها مع كل مشهد و جملة حوار و تعبيرة- و بين الموسيقى و الاستعراض التى يستحيل فصلها عن سياق الفيلم لأنها تكشف ما فى داخل الابطال ، حيث كان اول تعريف بشخصية على من خلال استعراض ، ويكفيك المشهد الاخير و المذبحة الاكثر قسوة فى تاريخ السينما المصرية فى مشهد من اكثر مشاهدنا سحرا على الاطلاق............ لديك من مميزات سينما شاهين الكثير هنا ، لديك الأيقاع اللاهث المضطرب ، لديك قطعات المونتاج الحادة ، لديك الكاميرا السريعة ، وتوجية الممثلين فقد كان شكرى سرحان عظيما كما كان و كذلك هدى سلطان و محمود المليجى ، اما المدهش فى الفيلم كانت سهير المرشدى التى وصلت الى ذروة فى الاداء لم تصل اليها قط ، و اذكر الموهوب احمد محرز الذى قام بدور على الابن الضال فلولا اداء محرز الرائع لهذه الشخصية لانتقصت قيمة الفيلم بالتاكيد..... هو فيلم فريد من نوعه فى السينما المصرية فيلم مهما كتب عنه لن تعطيه حقه ، عليك فقط ان تترك نفسك له و ستجد نفسك قد توحدت مع كل شخصية من شخصيات الفيلم ، ودعك من المقولات التى تصف الفيلم على انه معقد و غير مفهوم ، شاهده بتركيز و ستجده سلسا مسليا و فوق كل ذلك عظيما ............