لن تخرج من هذا الفيلم كما دخلته ، فلا بد ان يتغير شىء ما فى شخصيتك ، هذا ان لم تكتشف نفسك من جديد ، فالفيلم يغوص فى النفس البشرية بطريقة سلسة هادئة ناعمة ، فمنذ بداية الفيلم وانت تستشعر ان هناك شىء مختلف عن السائد ، بداية هادئة ، ثقيلة ، باردة ، تحمل ورائها كارثة ما ، انها الكارثة التى حركت كل ابطال الفيلم ، الكل بدأ بالبحث عن نفسه و كأننا فى انتظار كارثة ما حتى نبدأ بالتحرك ........ فمنذ وصول الخطابات المجهولة للبطلة ، و مع بدأ تحركها الى شبرا و لقائها بصديقات الطفولة ، والكل يبحث عن مصدر تلك الخطابات ، لكنهم وجدوا ما هو اعمق واهم من ذلك ، وجدوا انفسهم و أعادوا ترتيب اوراقهم ، وقد تحكمت المخرجة فى ايقاع فيلمها الهادىء من خلال المونتاج خيث جاء الانتقال من مشهد الى اخر بسلاسة و نعومة ، تماشت الموسيقى مع ذلك الايقاع بمنتهى الجودة ، و فوق كل ذلك تحكمها الممتاز فى توجيه الممثلين كما لو كان الفيلم اعادة اكتشاف لابطاله جميعا ، فحنان ترك تؤدى دورا جديدا عليها ادته بنفس الحيرة التى تعيشها البطلة ، منة شلبى هى الاخرى كانت حائرة بين طموحها الفنى و زواجها ، اما المفاجأة الكبرى فكانت مع هند صبرى التى غيرت من جلدها تماما و كانت كسيدة خرجت للتو من حى شعبى و ليست ممثلة تونسية ، العنصر الرجالى كان فعالا و متميزا خصوصا سامى العدل و خالد صالح ، و ظهور واعد لأمير كرارة ...........