سأحكي لك أنني أحكي لك أنني في حكاية
يبدأ الفيلم بمشهد طويل يشرح فيه الريس عمر \" خالد صالح \" كل قواعد الكازينو وكل تعليمات عمل الديلر وهو شكل سردي لكل القوانين التي تحكم المكان الذي من المؤكد لا يعرفها الكثير من المشاهدين لأنه ممنوع في مصر دخول صالات القمار للمصريون فقط يسمح للأجانب والعرب والمصريون حاملي جنسيات دول أخري وهو ما جعل ذلك السرد في البداية ضرورة لكن استمراره طوال الفيلم جاء خارج المنطق فالبطل الديلر خالد \" هاني سلامة \" يعلق طوال الفيلم علي مايحدث بالرغم من أن الأحداث تحدث امامنا في نفس زمانها وليست من الماضي فلم نراها فيخبرنا بها لذا جاءت في الكثير من الأحيان محاولة لشرح ماهو واضح أو للتعليق علي مانراه بأعيننا كأن تقوم غادة عبدالرازق في دور العاهرة بالأمساك بيد هاني سلامة التي تنزف فتقوم بلعق الدماء بلسانها في شبق واضح ليأتي التعليق علي لسان البطل \"كانت بتحب تعمل حجات شاذة ....\" وكأننا لا نري ما يحدث !
أثر ذلك الشكل علي أدراك الكثير من تفاصيل الفيلم التي حددت في زاويه هي وجهة نظر البطل خاصة مع وجود بعد واضح يحاول فيه التحدث عن القوي التي تدير العالم كله وتسير أموره والتي لو كان الكازينو هو العالم فالريس عمر يمثل تلك القوه وهنا يحدث الكثير من الخلط بين فكرة الذات العليا وفكرة الشيطان خاصة مع وجود مشاهد تأكد فكرة الكيان الشيطاني مثل خوف الكلاب من الريس عمر أو مشهد زيارة خالد \" هاني سلامة \" لشقته التي يجدها خالية من الأثاث سوا بيانو لأنه يري أن النس تهتم بالكراكيب يتوسط المكان في أقتباس من فيلم \" The Devil\'s Advocate \" لمشهد دخول كيانو ريفز لمنزل ال باتشينو الذي لعب دور الشيطان فيجدها خالية سوا من مكتب في منتصفها لأنها إيضا يري أن الناس تهتم بالكراكيب !!
تلك الحالة كانت من الممكن أن تخلق متعة لو جاءت بشكل أكثر تحديدا حتي لو كانت في إطار الحادي فتلك قضية اخري
وما يساعد علي زيادة التشتيت وتلك الحالة من الأضطراب الكثافة في الصور الجنسية من تلميحات وأفعال ومشاهد تزداد فيها جرعة الجنس بالطبع أن تدور الأحداث في كازينو فأن الجنس ركن اساسي وهام لكن ان يطغي علي باقي الأحداث وأن نصبح ننتقل من حدث الي أخر من خلال مشهد جنسي أهتم المخرج بتفاصيله بشكل دقيق وبارع ولولا تلك الحدود والمعاير في منظومات المجتمع المصري لكن قد قدم تلك المشاهد بشكل أقرب لأفلام البورنو جيدة الصنع
وبالطبع أمام مضمون الفيلم الذي يبدو معقدا كان من الضروري وجود تلك الكمية من المشاهد الجنسية للحفاظ علي المستوي التجاري للفيلم خاصة مع تحقيق أخر أفلام خالد يوسف لأيردات كبيرة لا يريد أن يتراجع عنها