كنت أتوقع مستوى فنى أرفع فى هذا الفيلم الذى انتظرته طويلا جدا, خاصة وإنها التجربة الثانية للمخرج الطموح مروان حامد والذى يراهن كثيرون عليه منذ فيلمه القصير الأول (لى لى). لعل أبرز ما يميز هذا الفيلم هو الحوار, والذى جاء حيا نابضا ذا شخصية وطريفا فى الوقت نفسه. توجد فجوات كثيرة فى السيناريو, الذى أراد مؤلفه أن يكون أشبه بملحمة أو سيرة شعبية تمتزج فيها القوة والبطش مع العاطفة والخيانة والرومانسية فجاء أقل من المتوقع فى كثير من الأحيان. أسرف المخرج كثيرا فى استخدام الدماء حتى أن كادت تغرق الشاشة. إلى جانب هذا شعرت إن الفيلم فى حاجة إلى ضبط ايقاع حيث طالت بعض اللقطات بلا مبرر (مثل مشهد الجرى فى أول الفيلم ومشهد التعدى على (حرية) الذى شعرت فيه إن المخرج نسى الكاميرا تحت السرير لسبب ما) فى حين جاءت بعض المشاهد أقصر مما ينبغى (مثل مشهد هجوم (ابراهيم) على (زرزور) فى يوم العيد). إلى جانب هذا وذاك شعرت أن الفيلم تنقصه وجهة النظر وانه مجرد سرد لعدد من الأحداث بلا معنى أو عمق درامى ما.
نأتى للأداء: أحمد السقا لم يكن فى أحسن حالاته التمثيلية ولم اقتنع انه ابن العشوائيات حقا (كان اداؤه أفضل فى (تيتو) والذى كان يحمل نفس الخلفية الثقافية)لكنه بالطبع كان متألقا فى مشاهد العنف (كان عنفا وليس أكشن)خاصة فى مشهد النهاية. عمرو واكد كان متألقا بشكل لافت واستطاع أن يسيطر على لمحات الشخصية جيدا. هند صبرى لم تأت بجديد على مستوى الأداء. وبالطبع العملاق محمود عبد العزيز والذى اكسبته الخبرة ثقلا فى أداء شخصية صعبة كشخصية (عبد المالك زرزور). ولكن أعود وأقول أن السيناريو كان من الممكن أن يفسح مساحة درامية أوسع لهذه الشخصية الثرية المليئة بالمتناقضات.