يشرفني أن أكون الإنسانة الأولى التي تكتب نقدا فنيا عن مسلسل (خان الحرير)، من أين أبدأ ومن أين أنتهي، في صيف عام 1996 نقلني هيثم حقي ونهاد سيريس في رحلة من أجمل رحلات عمري، رحلة في خان الحرير، عشقت حلب، والقماش الحلبي، والموسيقى الحلبية، لا أبالغ إذا قلت أن هذا المسلسل من أروع الأعمال، ليست السورية فحسب بل العربية بشكل عام. التصوير دائما كان في الهواء الطلق، في المنازل حيث أشعة الشمس، الحبكة الدرامية المتماسكة التي تنتقل بسلاسة بين الرومانسية والسياسة في الخمسينات والستينات. أداء الممثل سليم صبري قصة لوحدة، حيث أسرني بشخصية التاجر الفذ، الطاغية في آن، والرقيق في آن ثاني. في (خان الحرير) تعلمت لأول مره في حياتي دور الموسيقى التصويرية ، أجمل موسيقى عذبة، أحيانا لا تضطر الشخصيات للكلام، يمكن للشخصية أن تسرح في الأفق وتقوم الموسيقى بعد ذلك بشرح كل شيء. كتب نهاد سيريس قصة جميلة، رواها هيثم حقي كما يجب أن تروى، أداها جمال سليمان، سوزان نجم الدين، بسام كوسا، سلوم حداد وسليم صبري وبقية الممثلين كما يجب أن تؤدى.
عبير عبدالله-السعودية