تسجيل اعجاب بالكاتبة هبة حمادة

بسم الله الرحمن الرحيم هبة مشاري حمادة كاتبة كويتية شابة استطاعت بسنوات قليلة أن تضفي الجمال والواقعية على الدراما الخليجية بعد أن كادت تفنى .. هبة من خلال أعمالها الثلاثة ( فضة قلبها أبيض وابلة نورة وأم البنات ) أعادت للشعب الخليجي البسمة التي ضاعت على أعتاب الدراما الخليجية وتحول المسلسلات إلى مجالس عزاء ونواح .. سأتناول هنا أعمال هبة الثلاثة كل على حده .. مسلسل ابلة نورة .. أكثر ما أعجبني في ابلة نور استغلالها لمحاكاة الطالبات في المدرسة خلال عملها كمعلمة لغة عربية وتجسيد الواقع بروعة ملحوظة في هذا العمل ... ناهيك عن جمالية النص و الأفكار التي وضعتها لرقي التعليم في مدارسنا التي تفتقر للرقي في طريقة التدريس وليت الوزارة تتعظ .. أيضا تجسيدها للأدوار كان في قمة الروعة والانسيابية .. حتى حينما تزوج زوج المديرة لم يكن ليجرح مشاعرها وأسمى أبناؤه كما كانت تتمنى هذه المديرة وهذا ما جعلها تصبر .. أيضا في مسلسل فضة قلبها أبيض .. جسدت لنا شخصية مهمشة في الدراما الخليجية كشخصية فضة التي تمثلت بدور امرأة من ذوات الاحتياجات الخاصة وسلطت الضوء على ما يمكن ان يحدث لها أو لغيرها من هذه الفئة التي ربما تخفى على الكثيرين .. هبة هنا حتى في أدوار الشركانت هناك خفة دم في الحوار كما نجدها في دور (فايقة) اخت فضة .. مما لطف الجو ... أيضا نجد جمالية النص وإجادة تمثيل الأدوار وواقعية الطرح .. ثم في أم البنات هذا المسلسل الذي أحدث ضجة كبيرة لدى أوساطنا ( واللي بطل يتابع مسلسلات خليجية صار يتابع ) والسبب جمال النص وتسلسل الأحداث والحب العذري الجميل الذي غاب منذ فترة في إعلامنا .. بالرغم من الثغرات البسيطة التي وقعت بها هبة في نصها ألا أنه كنص فهو رائع بكل ما تعنيه الكلمة ... كما نجد أنها حتى بموت ( صقر) الابن المدلل لم تكن هناك الضجة في البكاء والحزن لسنوات كان هناك بكاء لكن بالمعقول .. اعجبتني نهايات أعمالها التي اتسمت بفرح , وبدلت النهايات المأساوية التي اعتدناتها في الدراما الخليجية .. الملحوظ أيضا أنها محت أقنعة المهرجين وجعلت من الميكياج مادة بسيطة وليست لوحات فنية .. نلحظ الملابس أيضا, ستر ووقار وجمالية .. ليست كتلك التي كملابس حفلات .. هبة .. مهندسة للحرف والكلم ...رؤيتها نافذة وعملها محبب للصغار والكبار .. تمنيت لو أجد لها مقالات أو كتابات في الشبكة العنكبوتية لنرى قلبها في سطور فقلب كقلب هبة جدير بالقراءة ...وفكر شيق لا نتمنى أن ينحصر في الكتابات الدرامية فقط .. اعتكفت اسبوعا كاملا أو أكثر على ..من هي هبة مشاري حمادة .. فبحثت في الشبكة العنكبوتية عن لقاءات , حوارات سواء في الصحف أو في المنتديات أو حتى في التلفزيون .. وجدت لها لقاءان أحدهما في برنامج ( جولة وحجي نقوله ) والآخر بعد مسلسل فضة قلبها أبيض .. حينما نتغلغل في عقل كاتبة ( وهذا ما أعشقه ولا أمله مهما طالت مدة هذا التغلغل ) _ نجد مثيرات ومحفزات وملهبات لمتابعة هذه الكاتبة .. فحينما رأيتها في جولة وحجي نقوله اكتشفت مدى اهتمامها بالطفل, أيضا عرفت أنها تكتب الشعر ومخزونها اللغوي جدا جدا رائع ..ابتسامتها التي لم تفارقها , بحة صوتها التي تعطي انطباعا بطيبة الشخص كما بينت الدراسات .. وهذه الأمور لايمكن أن نعرفها عن كاتبة ونحن نتابع عمل درامي لها .. ربما يتمتم القارئ لي الآن بأني أبالغ في الجري لاكتشاف الكاتبة لكن ويشهد الرب أني بمجرد أنني أبحث في دواخلها تلهمني بشكل كبير للكتابة والقراءة .. كما حينما تنظر للاعب كورة ويشتعل حماسك لللعب .. هبة ألهبت قلمي وجعلتني أفكر كثيرا في أيامي التي فاتت وضيعتها دون كتابة ... نرى هبة ونرى مستقبلا مشرقا بإذن الله إن استمرت على هذه الروعة... هبة حمادة .. وقوف وانحناءة إجلال لهكذا قلم .. أعرف أنني مقصرة لكن هي محاولة بسيطة لتسجيل اعجابي بها ككاتبة نالت اعجاب الكثيرين .. فأنا أشكرها كثيرا لهذه النقلة الرائعة للدراما الخليجية .. شكرا هبة حمادة من القلب .. شكرا على الفكر الجميل , شكرا على النص الراقي , شكرا على الملابس الساترة , شكرا على الحب العذري .. شكرا لك .. قارئة ومتابعة ومعجبة بهبة حمادة