هو الفيلم الصادم! صااااادم! لا حلو ولا وحش..صادم!..يعنى لو للافلام روائح..الفيلم الحلو ريحته بارفان.. و الوحش ريحته مجارى.. فالفيلم ده ريحته نشادر.. طااااااخ! هى دى رسالة الفيلم..الطااااخ!..الصدمة!..بيستهيألى إن مؤلفة الفيلم مريم نعوم افتكرت انها فى مسلسل تلفزيونى رمضانى..افتكرت ان الفيلم لو تضمن صراحة صادمة..هايخرج من عبائته المسلسلية..و يقلب بفيلم سينمائى..بس..لاء..نو..برضه الفيلم مسلسلاتى شويتين.. ليه؟ علشان فيه كذا خط درامى...ماشيين بالتوازى..ركز فى الجملة دى و إتاملها كدة و هاتفهمها لوحدك يا مان! مبدائيا..احب اقول حاجة.. لو واحد او واحدة مسيحية عدت كدة قدام كاميرا الفيلم من غير ما ترمى السلام..هانلاقى قضايا قضائية بتترفع على المؤلف و المنتج و المخرج و إحتمال المشاهدين! ده مبدائيا..باحط النقط على الحروف قبل ما نطلع كلنا على روف الفيلم..علشان بتوع حقوق الانسان يشتغلوا على حاجة و يعملوا منها مشكلة و حكاية و رواية..ينفخوا فى النار يعنى! تعرض الفيلم لعدد من المشكلات دون عرض لحلول..بس مش مهم..ليس من ضرورات الدراما عرض الحلول..يكفى الدراما شرفا، ان تعرض القضية بامانة و شفافية..حتى لو بدون هدف..اى ان عرض الواقع..ليس بطريقة تسجيلية و لكن فى قالب درامى تمثيلى، يصنع فيلما سينمائيا جيدا مكتمل الاركان (و لكنى لا اعنى فيلم واحد-صفر بالذات). انا شبه متأكد ان كثير من المشاهدين المصريين اصحاب عادات المشاهدة البليدة و الكسولة لن يحركوا اصبعا ليفهموا المعنى التهكمى العالى جدا..فى آخر 20 ثانية من الفيلم..فى النهاية..الشاملة الجامعة..لتفاهة و سطحية و ضحالة فكر و تصرفات المصريين بمختلف شرائحهم..المتعلمون و المثقفون و الجهلة..الفقراء و انصاف الاثرياء و الاثرياء (حيث لا وجود للطبقة المتوسطة حاليا تقريبا!)..كووورة..كووورة..كووورة..و آهم..آهم..آهم..المصريين آهم! الناس عايزة تفرح؟ ماشى..بس هذه الفرحة الغامرة الكاسحة لمشاكلنا و فضائحنا و كوارثنا..ليس فرحة..انها اصبحت نشوة مخدر اسمه الكووووووورة..!!! واحدة مسيحية مطلقة تعنى كاااارثة!..و كمان حامل سفاحا..و الراجل مش عايز يتجوزها..و حتى لو اراد..الكنيسة ستمنعهما! مكسب منتخب كرة القدم شقلب كيانك ليه؟ فين عقلك؟ طبعا..المحاميين المسيحيين..اللى عاملين نفسهم حراسا على القيم و الاخلاق و الشرف و الفضيلة..ربطوا بين إنحراف البطلة القبطية و بين بحثها عن حلم الزواج من جديد إشباعا لرغبة الإنسان البديهية و البيولجية فى الزواج (جزء من الزواج طبعا). بس المشكلة انه ما ينفعش! ليس كل مايتمناه المرء يدركه! ساعات فيه حاجات تبدو منطقية و طبيعية و لكن فى واقع الآمر، هى من اعقد و اصعب الأشياء إن لم تكن شبه مستحيلة! بس المحامين و المستاشارين عايزين يتلمعوا و يتنجموا و يأكلوا عيش اكتر! و آهى الفرصة جات على طبق من فضة مرصعة بالذهب! المهم.. الفيلم يحتوى على كم من الالفاظ العنيفة جدا..مش اللى تخدش الحياء العام..نو..تدمره..تفرتكه!..تسحقه سحقا! و يحتوى ايضا على دور الفتاة الشعبية التى تحترف طريق النجومية من الباب الخلفى..من الباب الفسيولجى..من باب مواهبها الانثوية..ادته زينة بصدق معبر..ربما لانه تجسيد لشخصها الحقيقى..حشرة..حشرة يعنى! حسين الإمام..ممثل جميل..بيؤدى تقريبا نفس الدور من حوالى 5 سنوات..بس بيؤديه ببراعة و لذلذة و طعامة روشة..بنبوناية الفيلم..كان فاكهة الفيلم..رغم ان قماشة دوره مافيهاش اى كوميديا مسرحية مفتعلة (زى محمد سعد – احمد عيد – هانى رمزى – بعض اعمال احمد حلمى الاولى). الهام شاهين..يمكن اول مرة تلفت نظرى واحدة من نجمات جيل الثمانينيات بهذا الشكل..برافو..افضل من ليلى علوى و يسرا بمراحل..تفوقت عليهن بهذا الدور..اينعم الدور به قدر عالى جدا من الحساسية لدى المسيحيين..بس كانت شاطرة فى اداء دورها.. نيللى كريم..ادت دور البنت المصرية المعفنة بمهارة عالية جدا..شكلها و لا الخدامات بجد! ماكيير شاطر..او يمكن شكلها الطبيعى كدة..و هى طول الوقت بتخدعنا بمظهر الفنانة المستحمية..الله اعلم! احمد الفيشاوى..خير من يمثل الفتى الشعبى و السوقى فى مصر..يعنى بيمثل الواد "البيئة" ببراعة منقطعة النظير..هو اينعم واد دمه زى السم اصلا..و كل ما اشوفه عايز......فى وشه!..بس عمل دور الواد السوقى المقرف بقدر عالى من الشعبية و السوقية الفجة..يعنى برافو و إخص مع بعض! انتصار..دور عمرها..الست الحفافة..ماكييرة الغلابة..السوقية..الشعبية..الفلاحة..الدلالة..البياعة السريحة..البلدى بلدى.."ام لسان زالف"..افضل ادوارها على الإطلاق..واخدة مساحة كبيرة..كانت خير إختيار..يعنى "كاستنج" ممتاز..برافو على المخرجة على حسن إختيارها.. برضه اميز ادوار لطفى لبيب..دور واقعى و مؤلم فى نفس ذات الوقت.. القصة بقى..تنفع قصة ادبية..لكن فيلم؟ اسمح لى بقى.. هو الفيلم لازم يتشاف..بس مش هايمّزجك فنيا..آه..فيلم مش ترفيهى..هو مش نكدى و لا فرايحى..فيلم صادم..تلطيشى..ساخر..تهكمى مرير!!.. ممكن تسميه شبه كوميديا سوداء..شبه..شبه بس! الحوار..مليان إسفاف و بذاءة و الفاظ نابية..فشر افلام يوسف شاهين و حين ميسرة خالد يوسف..صباح الالفاظ يعنى! التصوير معقول.. الديكور..مش بطال.. الحوار..هه..يعنى.. التمثيل..حلو..بس فين القماشة اللى تدينى؟ المونتاج..مونتاج الخاتمة مثلا..جااااامد! الإخراج..نص نص.. الموسيقى..يعنى..مشيها كويسة.. الفيلم لازم يتشاف..مش علشان حلو..بس علشان تعرف ايه النظام..عامل ازاى..هو من الافلام التى يختلف معها و عليها الناس..شوفه و اشبع فضولك يا معلم..بس خللى بالك..ده مش فيلم ترفيهى..و خشه لوحدك..او خشيه مع صاحباتك لو كنتى بنت..و صباح الإحراج مقدما!
النتيجة الإجمالية: 5,5 من