تماما كمطاعم الكشرى فى مصر , تلك الاكلة الشعبية المصرية الخالصة , التى يصر صانعوها على اضافة كلمة حلوانى الى لافتة المحل كناية عن تقديم طبق من الارز بلبن كحلوى عقب طبق الكشرى الحار , كان فيلم اللمبى 8 جيجا عبارة عن خليط من عدة مفردات محببة لعشاق شخصية اللمبى - مثل هيئته و طريقته فى الكلام و بعض مفرداته - و لكنها للاسف لم تعطى مذاق الكشرى و خرجت كوصفة مستهلكة عديمة المذاق و اللون و الرائحة , واصر محمد سعد والسيناريست نادر صلاح الدين على محاولة اعطاء عمق للفيلم من خلال التحولات فى الشخصية و الفقر و عدم الانجاب الذى ادى - بجانب الحادث - الى تحويل البطل لشخصية شريرة تدوس على رقاب الناس قبل حقوقهم - و لم يقدما حالة واحدة فعل فيها البطل المحامى هذا بل بالعكس انقذ مظلوما من حبل الاعدام فى قضية اغتصاب , ورد الحياة لمدافعا عن ارضه و ماله - ليكون هذا العمق فى النهاية عبارة عن طبق الحلوى الوهمى الذى لا يسمن و لا يغنى عن جوع بل و يفشل فى محو طعم الكشرى الحار . المخرج اشرف فايق اكتفى بتحريك الكاميرا و التلاعب باللقطات ما بين اللقطة الكبيرةShot Medium Close , و اللقطة القريبة Close-up لاستعراض تعبيرات شخصية اللمبى , دون بذل اى جهد ممكن لتوجيه حركة الممثلين او الاعتناء بتفاصيل اى مشهد . السيناريست نادر صلاح الدين يقدم احد اضعف سيناريوهاته الكوميدية بعد فيلم هو فيه ايه لمحمد فؤاد و احمد ادم , واحد اضعف سيناريوهاته عموما بعد فيلم كود 36 لمصطفى شعبان , اكتفى فقط بحشو الايفيهات المعادة والساذجة التى لا تضحك بمعاونة واختيار بطل الفيلم , و هزلية الاحداث لدرجة لا تصدق ولا تضحك فقط الا على حال الفيلم . محمد سعد الذى اعتكف لمدة عامين , اعتقدنا بعدها انه يعيد تقييم مسيرة ممثل موهوب للغاية تفشل افلامه الاخيرة بمعرفته و دون تدخل من احد بعد اصرار عجيب على ان يؤدى فيها كل الادوار , المخرج , المونتير , السيناريست , واحيانا جميع الادوار كفيلم كركر مثلا , لكنه يفاجئنا باختيار اسهل الطرق لاستعادة النجاح و عرش الكوميدية الضائع , فيلجأ الى شخصية اللمبى التى صنعت نجاحه , و كاتبها نادر صلاح الدين الذى كتب اقوى افلامه اللى بالى بالك , و لكنه لم يهتم بأى شىء اخر معتقدا ان اعطاء ادوار شرفية و لقطات اضافية لنجوم فى امكانيات ماجد الكدوانى و انتصار قد يحقق الاتزان فى المعادلة و يخفف من احتلاله العام لكل مشاهد الفيلم , لكنه يسقط و اعتقد للمرة الاخيرة حتى وان حقق نجاحا تجاريا متوسطا . مى عز الدين تقدم كعادتها شخصيات شرفية بصحبة نجوم كبار و تكتفى بالاشتراك دون تقديم دور حقيقى , و يبدو ان ابعادها عن فيلم نور عينى للفنان تامر حسنى قد دفعها للتواجد فى اى فيلم فى الموسم الصيفى . ماجد الكدوانى و انتصار امكانياتكما و قدراتكما لا تسمح لكما بمثل هذه المجاملات و الادوار التى تنتقص منكما ولا تضيف شىء فيلم اللمبى 8 جيجا فيلم اجتمعت له كل عناصر الفشل و لكنه نجح فى اعتلاء عرش الايرادات فى اسبوعه الاول , استغلالا لرغبة الجمهور فى استعادة نجمه محمد سعد , سيفقد الكثير من هذه الايرادات بعد خيبة الامل , و سيفقد محمد سعد الكثير من جمهوره نتيجة الاصرار على الاستسهال .
Review Title | Username | Was this review helpful? | Published on |
---|---|---|---|
when cooperation with the big ones becomes a burden on the director | محمد ألطيب | 0/0 | 25 July 2008 |