المسلسل يتعرض لحقبة هامة من تاريخ المغرب والأندلس تحت حكم المسلمين. لعله تعرض لمعظم الأحداث التي تناولها مسلسل ملوك الطوائف ، ولكنه - بلا شك- تناولها بشكل أجود وبحرفية أعلى وشخصيات أقوى تأثيراً، أول ما يلفت النظر في المسلسل هو الصورة الممتازة والمناظر التي تخيرها المصور بعناية سواء في الصحراء أو في ديكورات القصور الأندلسية، كما تضافرت الملابس والسيناريو والصورة وآداء الممثلين في صياغة هذه اللوحة الرائعة التي تجسد هذه الفترة الهامة من تاريخ غرب الدولة الاسلامية، الرائع في المسلسل هو جودة الديكورات والملابس، دعك من آداء سلوم حداد الراسخ ونجاح سفكوني المميز وبالطبع سهيل جباعي والرائع وائل نجم في دور عبد الله ياسين ولا يفوتني الاشادة بالمتمكن فتحي الهداوي صاحب الأداء الرائع وان لم يعجبني آداء عابد فهد في دور ألفونسو وأرى أنه قد غلب عليه المبالغة. المسلسل يتناول تحول ميزان القوى في شبه الجزيرة الأندلسية من الجنوب حيث المسلمين إلى الشمال حيث الاسبان النصارى وغرق المسلمين في شهوات المال والنساء واهتمامهم بالموسيقى والطعام والخمر والملذات على حساب العلم والدين واختلافهم فيما بينهم مقابل ازدياد قوة الاسبان والتي انتهت بسقوط طليطلة مما أجبرهم على استدعاء المرابطين الذين أعادوا للأندلس ذكرى الانتصارات الكبرى في الزلاقة التي صورت بأفضل ما صورت في مسلسل ملوك الطوائف أيضاً وإن كنت لاأزال أحزن كلما رأيت اخراج المعارك في الأعمال العربية مقارنة بأعمال كبرى مثل مملكة الجنة وطروادة وسيد الخواتم مثلا. ولكنه معقول إلى حد كبير على أي حال، ثم شكاة أهل الأندلس إلى المرابطين ظلم الحكام وعودة المرابطين للجزيرة مرة أخرى لأخذها من أيدي حكامها السفهاء الذين تمالئوا على بعضهم لصالح أعداءهم، ثم محنة المعتمد وسجنة إلى أن مات فيه. وهو عمل مميز ويستحق المشاهدة بلا شك