في بداية القرن العشرين ظهرت عدة اختراعات منها المذياع والميكرفون... وبذلك تغيرت سياسة الدول, اذ لم يعد الملك يخطب مباشرة امام الناس بل يتحدث معهم عن طريق المذياع وبذلك يجب ان يكون الملك لبق وخطيب جدا وهذه هي العلة التي لطالما واجهها الملك جورج الخامس... الفيلم يبدأ في خطاب الملك جورج مع الخيبة الكبرى وينتهي بخطاب الملك جورج بنجاح كبير حتى ان تشرشل اطلق المديح على خطاب الملك... لكن لمَ يبدأ بفشل وينتهي بنجاح؟ اكيد ان السبب هو اعاقة النطق, هي مشكلة التي يتحدثها الفيلم, هو موضوع جوهري وجرئ ومهم لمن يريد ان يكون متحدث وكيف يخطب امام الملأ. لولا معاونة الطبيب لوغ لما نجح الملك في الخطابة, المشكلة هي ان الملك له جرأة في مواجهة الجمهور لكن الماضي له دور في الموضوع, اذ صرح امام طبيبه لوغ ان تعلثمه بدأت في خامسة من عمره, وكانت المربية كانت تقسو عليه وتفضل شقيقه الاكبر وقد يكون هذا السبب في تأتهيته. في بداية الفيلم رأينا المتحدث يستخدم الاختراع الجديد : الميكرفون والمذياع في محطة بي بي سي الاذاعية بدأ بحديث بعد ثلاث ومضات الضوء الاحمر, عن المراسيم الختامية في الملعب ويملي وسيكون الملك جورج هناك على اللاسلكي اي على الهواء مباشرة وبدأ الملك جورج بحديث... " لقد تلقــ...ت.................مـــــن جلالة الملــــــــ...." "الملـــ" "الــ..." "الملك...." كل ذلك مصحوبا بابتلاع بصاقه و طقطقة اسنانه وكل الناس مندهشين من خطاب الملك جورج او بيرتي كما يناديه صديقه طبيب النطق لوغ, يعاني من تعلثم في الكلام وعدم القدرة على اكمال الجملة المفيدة او ربما ينهي كلامه بعد مدة طويلة من الزمن. اقترحت الفكرة لملك جورج ان يجد له طبيب النطق ولم يجد الطبيب الاول جيد اذ طلب منه ان ست او سبع كرات داخل فمه على الاساس انه العلاج الكلاسيكي الذي كان يستعملونها الاغريق... لم تنجح علاقته مع هذا الطبيب. اعتقد ان الفيلم له محورين اساسين له: طبيب لوغ وبيرتي (الملك جورج), بغض النظر عن حبكة الفيلم في تصوير معاناة الملك, الذي هو الشقيق الاصغر, في الخطاب الا ان الفيلم يصور قصة الصداقة بين الملك جورج والطبيب لوغ التي دامت الى اواخر حياتهما. طبيب لوغ, او الناس يدعوه بطبيب لكنه في الحقيقة لم يكمل الجامعة المتخصصة في مجال النطق, انه انسان متمرس في مجال الخطابة والتمثيل وكان يساعد الجنود المصدومين من اثر الحرب على النطق, الذي لطالما تحمل تعجرف الملك جورج حتى انهما لم يتحدثا لبعض لأسابيع لأن الملك جورج عاطفي جدا وصاحب الكرامة لا حدود لها (شخصية الملك جورج لها عدة عيوب: متردد جدا وعصبي المزاج ومتقلب لكن نفس في الوقت له كرامة وجرأة وطيبة القلب) ولكن رغم كل ذلك كان على اليقين ان هذا الملك سينجز عملا عظيما ما. اظن ان هذا الطبيب لوغ هو الذي يشكل نقطة رئيسية في الفيلم لأن هو الذي جذبني الى مشاهدة الفيلم... الاطباء قبل هذا الطبيب كان يسمحون لملك جورج ان يدخن لكي يكسب الحرية وحتى ان سيجارة مفيدة لحنجرة الا الطبيب لوغ لم يسمح لملك جورج ان يدخن, فصرح ان الفوائد التي ذكروها هي على النقيض تماما, كما انه رفع الرسميات في المناداة حتى لا تكون التشنجات في تدريب الملك على النطق فناديه بـ(بيرتي) لم تروق هذه الفكرة لملك لكن اعتاد على ذلك بعد فترة طويلة من الزمن. ينتهي الفيلم بخطاب عظيم كما قلت سابقا, بخطوات شبه مترددة برفقة صديقه الدائم لوغ نحو غرفة المذياع في قصره المرتبطة بلاسلكي مع محطة بي بي سي, مع قبلة على شفافيه من زوجته لتمنحه القوة, وامام الميكروفين الذي سينقل صوته الى الالاف من المستمعين في بريطانيا ومستعمراتها, نجح اخيرا في خطابه, خطاب الملك جورج بمعاونة لوغ.
هناك حادثة ظريفة تحدث في الفيلم اظن اني شاهدتها اكثر من 5 مرات:- هو ان الطبيب لوغ اقترح لملك جورج الرهان هو ان يقرأ الخطاب بدون اخطاء ليكون نوعا ما الاثارة في الموضوع لكن الملك لا يحمل النقود فقرض الطبيب له الشلن فأذا فشل فعليه ان يرجع له الشلن... بعد الايام قال الطبيب لوغ:- أحضرت الشلن الذي أدينك به؟ ففضب بشدة الملك وقال:- دعك من الشلن اللعين!