يحظي هذا الفيلم بميزة أنه الفيلم الوحيد في السوق حالياَ الذي تستطيع أن تميزه بأنه "عائلي" وتستطيع أن تصطحب إليه عائلتك وأطفالك لو عندك أطفال ويستمتعون به بعيداَ عن فيلمي "صرخة نملة" و"الفاجومي" اللذان يحملان جرعة سياسية كبيرة، أما "سامي أكسيد الكربون" فهو خفيف ويصلح ليكون الفيلم الذي تذهب إليه عائلة يوم الجمعة ليشاهدوه أثناء تناول الفشار والتخبيط برجليهم علي كراسي الناس اللي قدامهم، الفيلم يبدأ بداية تشعرك بأنه سيكون نسخة من أخر أفلام هاني رمزي "الرجل الغامض بسلامته" بعرض هوس بطل الفيلم "سامي" الذي يجسد شخصيته هاني رمزي بالستات، في "الرجل الغامض بسلامته" كان البطل مهووس بالستات فيما يتم تجاهله تماماَ، أما "سامي" فهو كابتن طيار مهووس بالستات والستات مهووسات به، وتم عرض ذلك بشكل مبالغ فيه، ضمن مجموعة من المبالغات التي تم عرضها والخيوط الدرامية الكثيرة الضعيفة ولكنها "تعدي" إذا قررنا ألا نحمل الفيلم أكبر من حجمه وإذا عرفنا مقدماَ أنه فيلم تصطحب إليه الأطفال عشان ياكلوا فشار ويخبطوا علي كراسي اللي قدامهم –ودي مش حاجة وحشة بالمناسبة-، درة بطلة الفيلم جاء أدائها مصطنعاَ ولم تناسبها الشخصية علي الإطلاق خاصة وأن الشخصية يبدو أنها ضعيفة علي الورق في الأساس وبها الكثير من التفاصيل المقحمة عليها فجاءت في النهاية مهلهلة التفاصيل ومبالغ في ملامحها، فهي شخصية ثورية إذ لم يخلو الفيلم من الثورة أيضاَ ففي بداية الفيلم يظهر إدوارد الذي يجسد شخصية صديق البطل ومساعد الطيار سامي وهو يقول "الكابتن يريد هدوء في الطيارة" علي طريقة "الشعب يريد إسقاط النظام"، وتم إستغلال بعض ملامح الثورة الأخري في الفيلم مثل مقولة "أنتوا كدة خلاص أسقطوا النظام" عندما تعرض سامي للضرب بعد معاكسته لفتاة، يبدو أن الثورة ستلازم جميع الأفلام في الفترة القادمة حتي الكوميدية، يسير الفيلم مملاَ وبشكل يكاد يكون مشابه تماماَ لفيلم هاني رمزي السابق حتي تظهر فيه الطفلة "جنا" حتي يتغير الفيلم تماماَ، ستحبها وتحب الفيلم من أجلها فلديها حضور غريب ولا كأنها درو باري مور في "E.T"، هي فعلاَ طفلة تلقائية وخفيفة الدم وعشان نكون واضحين "شالت الفيلم"، وفي مشاهدها مع هاني رمزي ستجده هو نفسه يقوم بالإضحاك بشكل أكبر وكأنها فتحت أمامه مجالاَ أكبر خاصة وأنه ممثل كوميدي صارخ عندما تتاح له الفرصة ولا يحبس نفسه في ورق دمه تقيل ونتذكر أدواره في "وجهة نظر" و"تخاريف" مثلاَ، يتغير الفيلم تماماَ بعد ظهور جنا وتبدأ خيوطه الدرامية الضعيفة ومبالغاته في أخذ شكل مقبول ولطيف وكل ذلك بسبب القبول الكبير الذي تحظي به الطفلة جنا، وسيؤكد ذلك ظهور الممثلة تتيانا لأنك ستقول حينها لا حول ولا قوة إلا بالله فعلاَ القبول من عند ربنا، في ظل محاولاتها المضنية لإضافة أي ملامح للشخصية وحركة القطة الكارتونية التي كانت تفعلها، يسير الفيلم علي هذه الشاكلة حتي تحدث بعض الأحداث المتوقعة والكليشهات المعروفة مثل أن يقتل المؤلف أم الطفلة في الفيلم ويصيبها بمرض مميت فتذهب الطفلة إلي أبيها سامي الذي يتحول بالطبع من شخص مهووس بالستات لأب مثالي ثم تساعده الطفلة علي الزواج من حبيبته التي تنسي كل شئ من أجله وتتزوجه ويعيش الجميع سعداء في نهاية سعيدة مثالية لأي فيلم عربي، الفيلم "لطيف" وقابل للمشاهدة إذا وضعته في حجمه وإذا دخلته من أجل أطفالك أو عشان تفسح إبن أختك أو ولاد صاحبك أو حتي عشان عندك وقت فاضي وعايز تاكل فشار وأنت بتتفرج علي حاجة ظريفة، هتضحك شوية وهتستمع بأداء الطفلة جنا اللي فعلاَ تدخل القلب، وأي محاولة لتحليل الفيلم سينمائياَ "سينمائياَ فعلاَ يعني" ستكون محاولة عبثية، فالفيلم في النهاية فيلم ظريف وليس من الغريب أن يحظي بإقبال في ظل ما نعانيه من ظروف وحاجة الناس لفيلم خفيف "يفصلها" من حالة الشد العصبي الدائمة.