لقد فرحت كثيرا بعد علمى ان سيتم انتاج و عرض مسلسل الشوارع الخلفية , و هو الذى كان ممنوع من العرض كفيلم سينيمائى . و اسعدنى اكثر عندما عرفت طاقم العمل , و لكن للأسف لم تدم فرحتى كثيرا , فمن اول الحلقات يتبين لنا "خلل" غريب , فتارة لا نعلم هل المسلسل هو عن قصة حب بين جمال سليمان و ليلى علوى , ام انه عن الاوضاع الاجتماعية فى الشارع المصرى فى ذلك الوقت . و المشكلة ان التركيز المبالغ فيه فى قصة الحب , قضى تماما على القضية الأساسية للمسلسل , و هى الثورة المصرية فى ذلك الوقت . و لقد تم حشو المسلسل بالعديد من الشخصيات و التفاصيل الغير لازمة , مثل امين (محمود الجندى) و ميمي (حورية فرغلى) و شويكار هانم و العديد من الشخصيات الاخرى . و قد كان اداء الممثلين مخيب ايضا للامال , يجب على ليلى علوى ان تتخلى عن الاسلوب الرقيق الهادئ الذى تتبعه , فهو لم يعد يناسبها (لكبر سنها), اما بالنسبة لجمال سليمان , فأعتقد ان لكنته ساعدته كثيرا فى تقديم شخصيته , و لكن ادائه يعد ضعيفا (مقارنة بمسلسله السابق قصة حب) . و حتى الان لا اعرف كيف تم اختيار جيهان فاضل لهذا الدور , رغم انها ادته ببراعه شديدة , لكن لا اعرف كيف تم اختيارها فى دور ام لفتاة و ولد كبار , و تم اختيار ليلى علوى فى دور ام اطفال صغار !! اما بالنسبة الوجوه الجديدة , فمعظمهم يعد الحسنة (ربما الوحيدة) للمسلسل , مثل احمد داوود و مريم حسن , و انا اعتقد انهم سيستطيعوا ان يشكلوا ثنائى فنى قوى . و كان اداء ميار الغيطى جيد و مقبول , اكنه ليس ببراعة دورها فى الهروب من الغرب . اما بالنسبة لاداء محمد الشرنوبى فقد جاء ضعيف الى حد ما , (مقارنة بمسلسل قصة حب ) . و أعتقد ان الاجدر بالممثل احمد مالك , ان يتوقف عن التمثيل , بعد ان ظهر ادائه بذلك الشكل الضعيف , مما افقده رصيده من مسلسل الجماعة , و انصحه ان يتوقف عن التمثيل , فقد كان ادائه باردا خاليا من اى تعابير صادقة , كلها كانت مزيفة .
و فى النهاية , ارى ان ازدحام الافكار و ضعف التمثيل جعلنا "نتوه" فى الشوارع الخلفية .