في تجربة جديدة على السينما المصرية وبعيدا عن الاسلوب المعتاد في تلك الفترة من طرح قضايا تعتمد على الثالوث المقدس الزوج والزوجة والعشيق أو الصراعات الاجتماعية التي تقع او الاحداث الكوميدية جاء فيلم حياة او موت كأحد أفلام التشويق والإثارة بأسلوب جديد يعتمد على مزج الاثارة بالمعاني الانسانية من خلال شخصية طفلة صغيرة تحاول شراء دواء لوالدها المريض فيخطأ الطبيب الصيدلي بإضافة مادة سامة قاتلة إلى الدواء ويكتشفها بمجرد انصراف الطفلة ويبدأ الصراع الانساني بمحاولته البحث عن تلك الطفلة بأي وسيلة قبل أن يصل الدواء إلى المريض وفي ظل تلك الحقبة التي عاصرها الفيلم والتي لا يوجد بها أي اسلوب للاتصال سوء محطة الراديو الملتزمة بفترة محددة من البث وفي ظل عطلة وقفة عيد الاضحى تتصاعد الاحداث بسرعة فائقة حيث براعة المخرج كمال الشيخ في خلق حالة من التشويق لم تجعل المشاهد يلتقط انفاسه بعد وهو يتابع الفيلم ورغم ان فكرته بسيطة وليس بها اي تعقيدات او مشهيات سينمائية كالمنتشرة في السينا المصرية منذ بدايتها كالاغاني والرقص والافيهات الكوميدية يعد الفيلم من أهم الاعمال المصرية التي لم تعتمد على التصوير داخل البلاتوهات بل تم التصوير في الشوارع المصرية وكان المخرج متمكنا بأدواته وخاصة خلق صورة المساعدة التي تلاقتها الطفلة من الاشخاص الذين تقابلهم على طول طريق عودتها إلى منزلها وهو ما يتأصل داخل الشخصية المصرية بالاضافة إلى الدور والاداء التمثيلي العالي للفنان حسين رياض الذي أدى دور الطبيب الصيدلي واستطاع بملامح وجهه ان يجعل المشاهد يشعر بشدة تعاطفه مع الحالة وفي هذا الفيلم تيمتان مازالت يتم استخدامهما في السينما والحياة العامة كنوع من الفكاهة، التيمة الاولى تيمة (إلى احمد ابراهيم الساكن في دير النحاس لا تشرب الدواء الدواء فيه سم قاتل) والتيمة الثانية المشهد الاخير عندما قدمت الطفلة الصغيرة إلى حكمدار العاصمة شكرها (شكرا يا شاويش)..فتحية للمخرج كمال الشيخ مخرج الروائع