اسم الكاتب يسرا علي
مسجون تراتزيت يدور حول ثلاتة خيوط الأول منها اللص المحترف علي (أحمد عز) يقتل الحارس في عملية سرقة ويسجن , يظهر نور الشرف داخل السجن لنبدأ معه رحلة الظابط شوقي , هذا الضابط يعرض علي (علي) الخروج مقابل خدمة لأجل مصر ... والكلمة الشهيره "مش بتحب مصر يا علي " يوافق ويقوم بمجموعة من التدريبات لأجل المهمة حيث سرقة تاجر اسرائيلي ويأخذ مبلغ مالي ويسافر علي أساس أنه توفي فيتبدل اسمة إلي عبدالرحمن ,,
واالخيط الثاني عودة عبد الرحمن ومعرض السيارت والفيلا والزوجة وابنه علي وظهور (صلاح عبدالله) في دور السكرتير المخلص , الذي يحتفظ ويصور بكل الأوراق التي تقع في يده, وله دور أخر حيث الذهاب للحاجة المسنة (أم علي ) لكي تحل البركة , وتأتي لقطة صورة مديره علي حائط في بيت الأم ولكنه لم يشاهد الصوره عند دخوله لدورة المياه وتنتهي دور الأم في الأحداث علي هذا !!, تدور الأحداث التقليدية العادية لأسرة سعيده وسكرتير مخلص إلي مشهد عيد الميلاد وظهور الضابط شوقي في لمحة أمام (أحمد عز ) , وهنا تنامي الصراع من جديد حيث خدمة جديده لأجل مصر .. علي لا يريد تأديه هذه الخدمة , ولكن بتهديد الظابط له ودخوله في حياته العائلية كصديق وتوتر البطل ,وافق علي تأديه ما طلب منه حيث سرقة أوراق من عضو مجلس الشعب (حسن موافي ) واستدعته الأحداث لقتل ابنه ..فقتل هذا الرجل ابن أحمد عز, ليتفاقم الصراع .
ومن هنا نبدأ الخيط الثالث حيث ظهور شريف منير (ضابط حقيقي) ولحظة التنوير ومعرفة حقيقة الضابط شوقي أنه مزور محترف , تبحث عنه الشرطة وقام بتخريج علي عن طريق التزوير والتحايل علي مصلحة السجون ويتعاون علي ورئيس المباحث في الإيقاع به , وكالعاده السكرتير المخلص أمام الفلوس مرتشي لتكمل حلقة الصراع ووقوف البطل بمفرده يدافع عن حقة بعد أن تركته زوجته وباعه سكرتيره واللعبة الذكية المعتادةمن أحمد عز في الإيقاع بهم وتجميعهم داخل العرض , وكشف الأوراق مع لمحة اكشن رصاصية فتدخل الشرطة ويرجع أحمد عز مرة أخري للسجن ليسمي مسجون تراتزيت .
التعريف القديم للمفارقة يقول "قول شئ والإيحاء بنقيضه" .فإذا نظرنا إلي الخيط الأول من الفيلم حيث فكرة خروج البطل لأجل القيام بشئ لأجل مصر نجد فيه دلالة هذا التعريف حيث الصورة التي جسدت بها هذه الفكرة جاءت بإيحاء مناقض لها , يوحي بالشك في مصداقيتها ودلالتها, فما هي المهمة التي خرج علي لأجلها "سرقة تاجر إسرائيلي " هل هذا يصدق ؟ وكذلك الخدمة الثانيةحيث سرقة أوراق عضو مجلس شعب , وأن التدريبات تقوم حول مهارته في فتح الخزن , كل هذا لأجعل مصر أم لأجعل حبكة جسدت مفارقة بطريقة ضيعفة , كذلك إذا كان علي بطل وادي المهمة بشكل ناجح .. هل يصدق أن من ذاق مذاق البطولة لأجل مصر يرفض بكل هذا التوتر أن يؤدي مهمة أخري , تأدية هذه المشاهد تشعر أنك أمام فيلم تيتو الذي حيث يستغل الظابط تييتو في أعمال فاسدة لصالحه وتيتو يريد التوبة ولكن نفوذ الضابط وقوته أقوي !!
دعونا ننظر للفيلم من وجهه نظر أخري نجعل ضوئية خطوط الصراع علي شخصية الظابط شوقي حيث من خلالها نقول أن هذا الفيلم قدم نوعية جديده من الصراع بين المجرم والشرطة التي تبحث عنه فقد اعتدنا في معظم الأفلام التي تجسد فكرة مجرم أو رجل فاسد تبحث عنه الشرطة أن يكون صراع تقيدي نمطي قائم علي خطة من الشرطة في البحث عنه , وخطة من المجرم في الهروب كلتا الخطتين قائمين علي مفتاح يصل الأحداث والصراع ببعضهما , ولكن هنا هذا الصراع لم يأتي بشكل مباشر وصريح فقد أتت بشكل خفي بارد غير ملائم ومنطقي , فكثيرا ما يكون المجرم أو رئيس العصابة التي تبحث عنها الشرطي علي قدر من الذكاء والقدرة لنقيم أحداث صراعية مشوقة تمتع المشاهد حتي تأتي النهاية بنجاح الجهاز الشرطة لدينا , لكن أن يكون زكاء المجرم يصل أن المتلقي غبي منه فيه يصدق أي شئ يعرض أمامه فهذا جديد فعلا!!
حاول أحمد عز تقديم نفس التوليفة من الغموض واللغز ولكن السيناريو في هذه المرة فشل في هذا حيث اللامنطقية التي كانت عليها لحظة التنوير وهي حقيقة الظابط المزور الذي استطاع الضحك علي مصلحة السجون وتخريج سجين بطريقة ساذجة ضعيفة علي الرغم من ثغرات السيناريو إلا أن هذه السقطة الكبري للحبكة والصراع الذي يقوم عليه الفيلم.
كذلك أداء أحمد عز مكرر وثابت وضعيف في بعض المشاهد , فلم تستغل المخرجة مشهد موت الأبن في تقديم مشاعر الأبوة فجاء لدي أحمد بشكل سطحي مناقض لحقيقة الأمر , علي الرغم من التأدية الجيده لأيمان العاصي في هذا المشهد. وأيضا مشهد اكتشاف حقيقة الظابط لم يتم استغلاله في تقديم شحنة الغضب النفسية والمشاعر والأحاسيس التي من المفروض أن تعتري البطل في هذه اللحظة, لم يلقي الفيلم الضوء علي هذا بل جاءت المشاهد المصاحبة للقطة المعرفة أو العلم بارده ضعيفة سطحية , فتكرار أحمد عز في طريقة أدائه جعلك تعرف ما الذي سيفعله ..
علي الرغم من جوده أداء نور الشريف إلا أنني أتسال كيف وافق علي هذا السيناريو الذي يعتريه كثير من الثغرات , كذلك ما الجديد الذي قدمه لنا صلاح عبدالله في دوره هذا . ما هي القيمة الفنية التي حاول أن يلقيها لنا من خلال هذا الدور؟؟ولكن ظهور شريف منير في نهاية الأحداث جاء ببعض الطراوة والليونة علي المفترج بعد الإضاءة الكئيبة طوال الفيلم والتي ساعدت علي تقديم إيحاء التوتر الذي تعيش فيه الأحداث !!
الفيلم يعتريه حالة من الأنفصال بين الجزء الأول والجزءين الأخرين , الصلة التي استخدامها السيناريو والمخرج في الربط بين الأحداث الأولي والنقلة الثانية هي لقطة صورة علي في بيت أمه ,, وهذه هي وظيفة شخصية الأم فقط في الأحداث شئ مثل الحبل المقطوع.
مع بداية الأحداث الأولي للفيلم جاء داخلي أن الفيلم عباره عن محاكاه لفكرة بطل لأجل مصر , ستقوم علي تقديم معالجة لهذه الفكرة بشكل مخلتف بالرغم من السذاجه في تقديمها ,إلا ان بعد انتهاء الحكاية كدت أتسال مع الذي يقدمه لنا هذا الفيلم ؟ مجرد التسلية من حدوتة تحمل لغزا تافها ثقيلا قدم بشكل ضعيف ,أم يريد إلقاء الضوء علي حبكة جديده من خلال شخصية المزور وكيفية التحيال علي مصلحة السجون بلا منطقية إن كان هذا وذاك فإن الفيلم لم يقدم لنا شئيا سوي اسما تجاريا فقط ,حيث لا يلقي الضوء إلا علي شرح معني عنوانه فقط لا غير .