أحد أهم ما تقدمه لنا السينما هو المتعة، وهو ما بدا واضحا في الساعة الأولى من فيلم "بيبو وبشير"، حيث يتمكن المشاهد من الضحك دون حاجة الممثلين إلى الإفتعال، وعوج اللسان وتقديم "كاركترات" مشوهة لاجبار الجمهور على الضحك.
يعتمد الفيلم على "تيمة" قديمة قدمها أحمد مظهر وماجدة الخطيب من قبل في فيلم "شقة مفروشة"، والذي أخرجه حسن الامام وكتبت قصته ابو السعود الابياري ، حيث يقيم شاب وفتاة في شقة واحدة ولا يعرف كلاً منهما أن الأخر يقيم معه، ويتعرفان بالصدفة ليقعا في الحب، قبل أن يكاشفا في النهاية أنهما يقيما في نفس الشقة، وقد استغل هشام ماجد وكريم فهمي تلك القصة في صنع كوميديا موقف لطيفة، مع وجود بعد المواقف الغير منطقية والتي تسمح بها نوعية "لايت رومانس كوميدي" ولكنهما وقعا في فخ الإستسهال في نهاية الفيلم، فجاءت نمطية وغير مرسومة بدقة.
تألقت المخرجة الشابة مريم أبو عوف في أول افلامها السينمائية الطويلة، وأضفت على الفيلم بكاميرتها و سرعة إيقاعها حيوية يحتاجها هذا النوع من الأفلام، وإن كانت مشاهد المباراة في نهاية الفيلم قد أفلتت منها لتطول أكثر من اللازم، ولكن يظل بداخلي سؤال عن سر إعادة مشهد غسيل الملابس الذي قام به الفنان محمود عبدالعزيز في فيلم "الشقة من حق الزوجة" ليقوم به آسر ياسين بكل تفاصيله داخل أحداث الفيلم.
كان اداء آسر ياسين جيداً في دور جديد عليه تماماً، وأعطى درساً لكل ممثلي السينما الذين يريدون دائماً إضفاء لمحة كوميدية في افلامهم بصحبة الرائع محمد ممدوح الذي قام بدور صديقه وقدم أداء يبشر بنجم كوميدي موهوب على الطريق.
لم تقدم منة شلبي جديداً، وكانت تشبه تلك الشخصية التي قدمتها من قبل في فيلم "بنات وسط البلد"، بينما كان أداء المخرج الكبير محمد خان هو المفاجأة المبهجة في هذا الفيلم.
يبقى فيلم "بيبو وبشير" هو الإختيار المناسب لعشاق السينما الذين وضعتهم نوعية أفلام موسم عيد الفطر في حيرة، ويبقى أيضاً البيان العملي لكتاب الكوميديا لصنع فيلم غير مبتذل وقادر على الإضحاك.