عندما نتذكر الراحل العظيم احمد زكي يبلغنا الاسف والحزن ع فلو نجم كبير مثله وخسارة السينماالمصرية لمثل هذا النمر الاسود وخاصة ان كل اعماله لاقت نجاحا كبيرا وأضافت الكثير والكثير لرصيد السينما المصرية بصفة عامة وقاربت المسافات بشكل أو باخر للعديد من القضايا والمشاكل التي تهم المشاهد والنقاد ع حد سوا فبدء من البريء ونجاحه في تأدية دور المجند سبع الليل ومرورا بافلام الكوميديا التي اشتهر بتقديمها والتي تحوي العديد من الاسقاطات وانتهاء باخر افلامه العندليب الذي اقبل عليه النقاد والجمهور بشكل ملحوظ نجد براعة واتقان احمد زكي في تقديم ادوار قد يجدها الاخرين من اصعب الادوار التي تم تقديمها ع الاطلاق واذا تذكرنا افضل اعمال الراحل الاسمر سيرتبط بأذهاننا فيلم ضد الحكومة في كل مناسبة نتكلم فيها عن أفلام سينمائية اكثر التزاما وكيف من خلاله إثار موضوع هام وقضية فتحت النيران ع العديد من مافيا التعويضات والتأمينات فيعالج الكاتب وجيه ابو ذكري برفقة السيناريست بشير الديك قصة محامي عقر(أحمد زكي) في عمله يتمكن من التحايل ع القانون واستغلال ثغراته في نيل البراءة لموكليه سوا كانت تلك البراءة حقيقة ام مزيفة وبعيدا عن التذبذب والتوتر الذي يعيشه ذلك المحامي في حياته والتناقض الذي دمر زيجته وادى إلى انفصاله عن زوجته عفاف شعبي يشير وجيه ابو ذكري ف قصته من خلال تلك المعالجة السينمائية إلى قضية التعويضات ومحاولة استغلال المحامين لسذاجة الضعفاء والمقهورين من الطبقات الاجتماعية الشعبية والتي لا تلبث ان تسمع اسم الفلوس فيسيل لعبها ، كما استطاع المخرج عاطف الطيب ان يستغل تلك المعالجة في تصوير اهمال الوزراء وتقصيرهم ف أداء وظائفهم موجها للنظام اصابع الاتهام ف التباطؤ لتقديم مثل هؤلاء الجناه للمثول أمام هيئة القضاء وينجح في تقديم تلك القضية بشكل قضية راي عام موضحا خطورتها على المجتمع المصري وينهي القصة بقرار المحكمة في تقديم هؤلاء القتلة إلى ايدي العدالة فيسكت الكثير من اصحاب هؤلاء القضايا وخاصة اولياء الامور الذين وقعوا فريسة سهلة لذلك النظام في الوقت الذي ينجح فيه المحامي بإثبات نواياه الحسنة والخروج من دائرة الاتهامات الموجهة له تاركا عاطف الطيب اتهام واحد مازال موجه لمحامي التعويضات وجشعهم واستغلالهم .