فاجئني كالعادة خالد يوسف بقدراته الكامنة التي اشعر وكأنه لا يحب ان يظهرها لنا في عمل واحد ، وبالرغم من اعجابي الشديد بدكان شحاته وكان تعليقي آن ذاك انه تفوق على نفسه ، ولكن جاء خالد يوسف ليحب شخصة قمر ويتعامل معها كالأمة العربية الممزقة اولادها ، ولا اجزم ان هذا الاسقاط مباشرة ولكن جاء يوسف بالتحرر من تلك العادات السيئة التي تملك السينما العربية كالاسقاطات المباشرة السخيفة . ويتوج ناصر عبد الرحمن كالعادة والذي القبه بنبض الحياة المصرية المعاصرة والذي اعتبره الافضل في تناول الموضوعات العميقة في حياتنا وادعو له بالتوفيق الدائم . ما ابهرني هو المشاهد الجديدة والمبتكرة بافكار شابة باسلوب احترافي ، وما ابهرني ايضا صناعة المشهد الصامت الذي يقف امامه المشاهد عاجزا من احساسه بكل التعبيرات ، ولكن في نفس الحين ازعجني الحوار الذي فاض في بعض المشاهد وجعلني اشعر وان الكلام يتصبب من شاشة السينما وايضا اصبح يتصبب من اذني ، وهذا يرجع الى ثقافة المخرج الشاهينية التي قد اثرت فيه بشكل مهذب ، وشعرت ايضا بشعور قد يشعر به صانع العمل ألا وهو حبه لاظهار كل كلمة قد تضيف للحوار او كل عمل قد يجعل العمل مميزا . ولكن يؤخذ على يوسف هذا الزحم في الحوار وتكرار المشاهد التي لا تغني ولا تثمن من جوع . واتعجب لسيطرة افكار يوسف الليبرالية والتي يحب دائما ان يظهر الاسلام فيها بشكل الدراويش المغيبين والتي قد يعاب عليه تكرار ذلك بما يسئ للاسلام ونتمنى ان يكون خالد يوسف مناهضا ومساعدا في القضاء على تلك ظواهر الدروشة بانتقاد ايجابي افضل من ذلك . جاءت غادة عز الدين المونتيرة باسلوب لم يرقَ باسلوبها المعتاد وجاءت بعض الاخفاقات فى الفلاش باك والفيد اوت والتي قد يشترك معها يوسف في تلك الاخطاء . جاء دور الممثلين الذي فاق احترامي لخالد يوسف بسبب ادراته الجيدة لمواهبهم وقدراتهم ، ولكن لن يبهرني خالد صالح لأنه لم يضف شيئا فقد تفوق على نفسه مرات عديدة ، وربما لم يجد جديدا يضيفه ولكني اعتبر خالد صالح ادائه فقط يمثل لي اتقانا. ويأتي بنفس المستوى صبري فواز وغادة عزالدين ووفاء عامر ، ولكن الميلاد هنا لهيثم زكي الذي فاق توقعاتي وقرر ان يجتهد ويغير من لونه ويشعر بالمشهد والحوار وينسى الكاميرا ويتعامل مع المخرج انه ملهمه وليس رئيسه ويتقمس الشخصية وينسى انه ابن الوز وتعامل وكأنه فارس جديد لديه قدرات يستطيع تنميتها . نجح محمد الرداد وجومانه مراد وحورية فرغلي الذي تفوقوا فى ادوارهم ليتطور ادائهم وتزداد مرتبتهم الفنية وترتقي الى الاحتراف . فى النهاية اعجبني الممثل العربي ياسر المصري - لانه حقا عربي ولانه يستحق جائزة افضل ممثل مساعد ، وهو فعلا عربي بمعني الكلمة فهو اسمه مصري وجنسيته اردني وولد بالكويت ومن اصل فلسطيني . وبالنسبة لتعليقي بخصوص ياسر المصري فانه ليس ميلادا فنيا له ولكنه ميلاد انطلاقه السينما المصرية التي اتوقع ان تفتح زراعيها له . ولكل القائمين باعمال الموسيقى التصويرية والاغاني ولاحمد سعد ونبيل وبخيت النجاح المستمر والتوفيق . واخيرا . اعتبر هذا العمل ناجحا وانتظر من القائمين بهذ العمل الافضل والمزيد .