هذا الفيلم اخرجه مخرج الواقعية صلاح ابو سيف عندما لجأ الي أدب الكاتب الكبير احسان عبد القدوس للكشف عن مشاكل المرأة و ابراز العقبات التي تصادفها في المجتمع العربي الذي يميل الي جانب الرجال متناسيا دور المرأة و حقها في حياة كريمة بلا قهر او ظلم . فكانت سلسلة من تلك النوعية منها فيلم انا حرة و لا أنام . وفي هذا الفيلم يعرض المخرج محاولة الفتاة فايزة في أن تعيش حياة نظيفة و مثالية بعيدا عن فساد امها وأخوتها الذين سقطوا في مستنقع الرزيلة بعد وفاة والدها . فتجتهد في دراستها حتي تستقل بنفسها و تبتعد عن أسرتها رغم المشاكل التي تقابلها مع زملائها بسبب سمعه اسرتها و لكنها تتحمل من أجل أن تحقق املها في الحرية والاستقلال . و تقابل مؤلف للروايات كانت تؤمن بمثاليته و قصصه التي تنادي بالفضيلة و الشرف و لكنها تنخدع فيه عندنا يحاول أن يقيم معها علاقة فتتناساه. وتتخرج من الجامعه لتعمل كمدرسة في احدي المحافظات الريفية معتقدة أنها ستجد ما كانت تحلم به من حياة نظيفة و مثالية و لكنها تصطدم عندما تجد أن الفساد موجود في كل مكان ولكن بشكل او بأخر و أن الانسان الذكي هو الذي يعرف كيف يتعامل معه بكل خبث ودهاء حتي لا يصبح منبوذا من تلك الشرزمة الفاسدة . وعندما تحاول أن تتفاعل مع هذا الفساد و أن تجاريه تلجأ الي الكاتب مرة اخري بعد أن تخلي عنها الشاب الذي احبته في القرية بسبب تشوية سمعتها بلا مبرر . فيطلب منها الكاتب أن تستمر علي مبادئها و افكارها المثالية حتي يستطيعا معا أن يحطما طريق الفساد المسدود . عبر الفيلم عن هذه الرواية بكل اخلاص فجاء الفيلم قويا ومعبرا من كافة نواحيه فكان الاخراج متمكنا و الاداء رائعا لكافة المشاركين فيه و علي رأسهم فاتن حمامة . و أصبح الفيلم وثيقة ادانه لمجتمع ظاهره البراءه و باطنه الفساد .