بزوغ الفجر بتتويج دموي

هكذا طل علينا فيلم ملحمة الشفق: الفجر المشرق بتتويج قصة حب قوية وخيالية تحدت المنطق والعقل بزواج بيلا وإدوارد، يعتبر هذا الجزء هو الرابع من سلسلة أفلام الشفق، المأخوذ عن رواية بنفس الاسم للكاتبة الأمريكية ستيفاني ماير، حيث جسدتها السينما عام 2008 بالجزء الأول بعنوان الشفق من إخراج الأمريكية كاثرين هاردويك، والجزء الثاني بعنوان القمر الجديد عام 2009 من إخراج الأمريكي تشارلز ويدز، والجزء الثالث عام 2010 بعنوان الكسوف من إخراج البريطاني ديفيد سلد، أما الجزء الرابع وهو محور موضوعنا وهو بعنوان ملحمة الشفق: الفجر المشرق الجزء الأول ،وهو من إخراج الأمريكي بيل كوندون، فينقسم هذا الجزء إلى ثلاث أجزاء بمسمى واحد. اعتمد الفيلم على تقنية ثلاثيةالأبعاد وهو ما إختلف عن باقي الأجزاء السابقة. تبدأ أحداث الفيلم في إطار رومانسي عاطفي وذلك بزواج بيلا وإدوارد، وقضاء أسبوعين شهر عسل على جزيرة أزمي، ومن هنا تنقلب الأحداث رأسا على عقب بعد أن تدرك بيلا بأنها حامل وبأن بطنها تكبر بسرعة، يعودان العروسين إلى فوركس، ويثير الأمر عالم المستذئبين وتتعرض حياة بيلا للخطر، بدأت الأمور تزداد تعقيدا بعد مواجهتها مع إدوارد حيث حثها على الإجهاض بعد إقتناعه بأن الجنين وحشا وذلك لنموه بسرعة غير طبيعية، ولكن تتشبث بيلا بالجنين وتتعاطف معه وترفض طلب إدوارد، وهنا يتدخل المستذئب جايكوب الذى لطالما طاردها بحبه طوال الأجزاء السابقة، بعد علم قبيلته بحمل بيلا وقرروا القضاء عليها وعلى الجنين، وسط إحتجاجات جايكوب ورفضه لهذا القرار القاسي، تضع بيلا مولودتها رينيمى وسط ظروف صعبة، وأثناء الولادة تتحطم عظام بيلا وتفقد الكثير من الدماء مما يعرضها للموت، ولإنقاذها قام إدوار بتحويلها إلى مصاصة دماء، تحث قبيلة كوليوت جايكوب على قتل الطفلة،ولكن يحن قلبه فيتركها، بينما تدور معركة هائلة بين المستذئبين وعائلة كولين، وينتهى هذا الجزء مع فتح عين بيلا وقد تحولت إلى الأحمر إشارة الى تحولها الى مصاصة دماء، ترى ما سوف يحمله لنا الجزء الثاني؟!

اعتمد المخرج الأمريكي بيل كوندون على عبقريته الإخراجية التى اشتهر بها من خلال أفلامه السابقة، من خلال تقنية ثلاثية الأبعاد التى أضفت على الفيلم أسلوبا جديدا وتعمق بعالم الخيال، وساعده فى ذلك الأبداع المصور السينمائي الشهير جييرمو نافارو صاحب فيلم Jackie Brown، حيث تميز بالمؤثرات والتقنيات الخاصة بإستثناء شكل المستذئبين الذى كان أقرب الى الكارتون. عاد الملحن كارتر بورويل مرة أخرى لإعطاء سحره الخاص بموسيقاه، وذلك بعد تلحينه الجزئين السابقين. أما عن أبطال السلسلة، فقد أطل الفنان الشاب الوسيم روبرت باتنسون بأسلوبه الهادئ الأنيق، والرقيقة الخجولة صاحبة الوجه البرئ كريستين ستيورات التى اشتهرت برقتها وبساطة الأداء الذى يقربها إلى المشاهد حيث أدت دورها بحنكة خاصة أثناء حملها، أما عن صاحب أجمل ابتسامه فى هوليوود تايلور لوتنر والذي يفاجأنا بقوة أدائه المستذئب مع قوة بنيانه، فقد تعاطف الجمهور معه طيلة الأجزاء السابقة بحبه البائس. على الرغم من صغر سن أبطال العمل إلا أنهم أثبتوا بعنف قوة أدائهم وحنكتهم التمثيلية من خلال سلسلة مليئة بالأحداث الدرامية والرومانسية والدموية والخيالية. عودتنا طيلة السنوات الأخيرة سلسلة أفلام الشفق بجزء جديد كل عام يحوى الرومانسية والخيال والدراما والصراع الدائم بين المستذئبين ومصاصي الدماء، مالت الأجزاء الأولى إلى فئة معينة من المشاهد وهى فئة المراهقين ولعدم الاستهانة بتلك الفئة فهى تمثل الغالبية من الجمهور، إلى أن الفيلم صار فى طريق النضوج الفني، حيث أصبح يضم تقنيات خاصة وفكر جديد وأداء مميز من قبل فريق العمل بأكمله. نال الفيلم نجاحا كبيرا حيث بلغت الإيرادات حتى الآن حوالى 2,709,260 جنية مصري منذ بداية عرضه فى مصر، كما حقق فى الولايات المتحدة الأمريكية حوالى 72مليون دولار أمريكي، كما أن بلغت ميزانية الفيلم 127 مليون دولار أمريكي.