استطاع هنري بركات في وقت قصير وفي سنوات قليلة أن يصبح واحد من أهم مخرجي جيله وظل هكذا حتى بعد ظهور جيل آخر أكثر شبابا وكان أكثر ما يميزه هو أسلوبه في أختيار أبطال أعماله التي يقدمها وظل على هذا المنوال بحرفنية شديدة وعلى درجة عالية من الإتقان ولكن ما أدهشني فيلم الشك يا حبيبي والذي يدور حول الطبيبة رباب رباب زوجة رجل الأعمال عبدالرحيم (يحيى شاهي) وهى طبيبة أمراض نساء وتوليد التي تحيا برفقة زوجها حياة روتنية هادئة لا يعكر صفو حياتهما شيء غير عدم اﻹنجاب يسافر عبد الرحيم وعندما يعود يكتشف أن زوجته حامل فيدب الشك في قلبه ويظن أنها أخطئت نتجية اعتقاده بعدم قدرته على اﻹنجاب فيطلقها وتضطر رباب إلى السفر برفقة والدها لتبعد عن ذكرياتها اﻷليمة تتعرف على أحمد (محمود ياسين) الذي تتعلق بحبه ولكنها تقرر الابتعاد وخاصة بعد أن تكتشتف أنه متزوج ...فبالرغم من أن قصة الفيلم بسيطة وإن مالت في بعض اﻷحيان إلى الميلودراما فإن الخط الموضوع دراميا واضح تماما حول مشكلة اجتماعية هامة وهي عدم اﻹنجاب وكيف انها تؤثر في الكثير منا إلا أن واقعية تصوير المشاهد واﻷحداث بالفيلم لم تطولها المصداقية ويتضح هذا عندما خفق المخرج هنري بركات في أختيار أبطال العمل فكيف وقع اختياره على الفنانة شادية لتقوم بدور الطبيبة رباب والتي تبحث عن الإنجاب وعلامات السن تسبق أنفعالاتها وتعبيراتها وكيف لزوجان قاربا الخمسين أن يفكرا في اﻹنجاب فكان على المخرج هنري بركات إما أن يختار قصة غير تلك القصة إذا أرد أن تكون من أبطال عمله الفنانة شادية والفنان يحيى شاهين أو أن يختار أبطال غيرهما إذا رغب في إخراج وتقديم تلك القصة التي كتبها سمير عبد العظيم ، ولكن يأتي دور النجمة سناء جميل التي ادت دور (بهيجة) شقيقة الزوج عبد الرحيم على غير المتوقع حيث تمكنت من أداء دورها ببراعة شديدة وبعبقرية فائقة لشخصية متطفلة تتدخل في شئون غيرها وكانت سببا في طلاق الزوجان ، كذلك نجاح الفنان محمود ياسين (أحمد) الذي تعلقت بحبه رباب جاء على غير المتوقع حيث أضاف الكثير من الرومانسية على المشاهد التي بلغ التطويل فيها إلى حد الملل ليخرج عملا فنيا مقبولا نوعا ما.