حتما على من يرغب في التحدي فعليه ركوب الموجة إلى أعاليها وتقديم كل ما في جعبته من إبداع وحرفية بقوة حتى يتمكن من الاستجابة لذلك التحدي ...تلك الكلمات كان لابد أن يضعها الفنان أحمد عيد نصب عينه عندما قرر أن يقدم عمل سينمائي عن ثورة 25 يناير وأن يستغل هذا الموقف لصالحه افضل استغلال ولكنه خفق في استخدام أهم الأدوات ليأتي بعمل ركيك تافه لا يضيف لقائمة أعماله غير عدد من الأفلام تحصى على الأكثر ..ورغم أن فيلم (حظ سعيد) اعتمد المؤلف أشرف توفيق في بنائه الدرامي على عنصر الكوميديا الساخرة والتي حاول من خلالها رصد أحداث ثورة يناير إلا أنه سقط هو الأخر في جب قص ولزق أحداث ومشاهد من هنا وهناك ليطيل بها مدة الفيلم الذي يدور حول الشاب سعيد (أحمد عيد) الذي لا يهمه غير أكل العيش وتحقيق حلمه بالحصول على شقة سكنية للزواج من خطيبته سماح (مي كساب) ولكن قيام الثورة حال بينه وبين حلمه ...أغلب مشاهد الفيلم عبارة عن لقطات حية للثورة المصرية والبرامج التي ناقشت ذلك وخطابات الرئيس المخلوع ولم يكن هناك سيناريو ولا حوار يذكر حتى انه استغل البرنامج الذي ظهر فيه الفنان طلعت زكريا وسب فيه الثوار والثورة اسوء استغلال ولا أعرف ما الداعي إلى ذلك هل هناك خلافات شخصيه بينه وبين الفنان طلعت ؟!! فهناك الكثير من الفنانين فعلوا ذلك وأكثر من أبرزهم الفنانة سماح أنور ، هل كان يقصد بكل هذا نوع من توثيق أحداث الثورة وعمل فيلم تسجيلي خفيف ومشاهد وثائقية لكل ما حدث وقتها وإذا كان السابق فحتما وضع في مكان غير مناسب وبشكل غير لائق.... ومع أن المخرج ( طارق عبد المعطي) صنع إيقاعا سريعا يتناسب مع إيقاع الثورة والأحداث المتلاحقة إلا أن شعور الملل والسآمة قد طال جميع المشاهد عارضا كل الاتجاهات في آن واحد التي يتخبط معها الجمهور بكل سهولة ، حتى أن الإفيهات المستخدمة جاءت ضعيفة وليست على مستوى فيلم كوميدي ينافس الأعمال الكوميدية المطروحة ....وإذا تحدثنا عن دور أحمد عيد فبالطبع هو ممثل جيد يختار أدواره باحترام وجدية إلا أنه هنا قدم عمل بسيط ومتواضع ينساه المشاهد بعد دقائق من خروجه من باب السينما ، فقد تراجع عيد عن دور البطولة ولم يسعى بهذا الفيلم خطوة واحدة نحو سلم النجاح والمجد وبخلاف دور (مي كساب) الذي بالتأكيد أدته دون أي تحفز يأتي دور شقيقة سعيد والتي تدعى وفاء تلك الفتاة الثورجية التي ترفض نظام الحكومة وتثور عليه ، تأتي وهي محمولة على الأعناق في احد المشاهد وهي في افضل ثيابها ورونقها كأنها (لسه طالعة من عند الكوافير) هل يعقل ذلك في وسط تلك الأحداث ....أفضل ما جذبني في العمل دور الفنان ضياء الميرغني بالرغم من أنه دور مهمش لا يذكر إلا انه تمكن من أدائه بشكل مناسب للشخص البلطجي الذي له علاقات برجال الشرطة ويتمكن من فرض إتاواته على سعيد وينال جزائه مع قيام الثورة، أيضا فكرة عرض المستقبل والسخرية من محاكمات الرئيس السابق ونجليه ونظامه الفاسد والتأكد على أنها مسرحية هزيلة ستستمر إلى أكثر من اربعين سنة قادمة حتى أن سعيد انجب أولاد استطاعوا أن يوصلوا إلى حكم البلاد مشيرا إلى أن مصر تم تقسيمها ما بين الليبرالي ابنه عمرو والإسلامي بكار والإخواني عادل ...كانت نهاية الفيلم أفضل ما قدمه المخرج طارق عبد المعطي وذلك بأغنية المطرب لؤي عن الرئيس القادم ومواصفاته فتحية لكاتب الأغنية فقط المنتج سامح العجمي.