أحيانا يكفي فيلما واحدا ليصنع فنانا عظيما والعكس صحيح؛ واعتقد أن الممثل العبقري (جوني ديب) يصنف ضمن الفئة الثانية من الممثلين الذين يصنعون أفلاما لها قيمة فنية وتحقق نجاحات جماهيرية ونقدية جيدة، وإذا تُركت المساحة للحديث عن هذه الأفلام التي قدمها جوني ديب فلن تكفي، واعتقد أن فيلمه الأخير (الظلال الداكنة) أو (Dark Shadows) قديرا بكل ما يقال،
فقصة الفيلم التي وضعها (دان كورتيس) وشارك (سيث جراهام سميث) في كتابة السيناريو لها قصة جديدة وتتصف بتسلسل الأحداث ببساطة ودون أي تعقيد يذكر كما أن التتابع السردي جاء بشكل مميز دون أي إخلال، بالإضافة إلى رسم الشخصيات الرئيسية للفيلم والتي خرجت عن الشكل التقليدي لمثل هذه النوعية من أفلام مصاصي الدماء، وكان هناك تدفق كوميدي راقي وموظف بشكل جيد ومناسب حيث أحد الأثرياء في القرن الثامن عشر والذي يدعى برناباس كولينز (جوني ديب) تتعلق الساحرة أنجيلكا (ايفا جرين) بحبه ولكنها يغويها ويكسر قلبها، مما يجعلها تلقي عليه بلعنة تحوله لمصاصِ دماء، وتدفنه حيا وبعد مرور قرنين من الزمان، يخرج برناباس من قبره.
وفد غلب الأسلوب الإخراجي لـ (تيم بورتون) حيث الخيال والتشويق والذي تميز به في العديد من أعماله مثل فيلم (Edward Scissorhands) وفيلم (Corpse Bride) على طابع الفيلم وكان أسلوب بسيط ومباشر دون أي كلفة فنية.
ويأتي دور جوني ديب أو (برناباس كولينز) الذي لابد من الإشادة به وببراعته في تأدية دور كوميدي اتسم بالحسية والحيوية وهكذا دور الممثلة ميشيل فايفر (اليزابيث كولينز) والتي قدمت عملا مختلفا شكلا ومضمونا عن باقي أعمالها، وأيضا جاءت (هيلينا بونهام) بدور جديد مميز حيث الطبية النفسية (جولينا هوفمان) التي تطلعت إلى أن تصبح مصاصة دماء وحاولت استغلال دماء (كولينز) وخداعه لتحويلها.
ومع قصة الفيلم التي قد تميل نوعا ما إلى أفلام الرعب فإن الأحداث تدخل منعطفا أخر أكثر رومانسية وتعزف على أوتار القلوب من خلال مشاعر كولينز وحبه لجليسة الأطفال فيكتوريا (Bella Heathcote) ليقدم عملا كوميديا ممزوجا ببعض التوابل من الرومانسية والرعب والخيال.
الفيلم مغامرة فنية جديدة وجريئة تماما تستحق أن تشاهد أكثر من مرة