كعكة عيد ميلاد مبهرة صنعها (جورج وينج) وأثرى مذاقها جمالا (درو باريمور) و(أدم ساندلر) ثم جاء (بيتر سيجال) وغلفها بلمساته السحرية لتجذبك مذاقا ومضمونا. فالكل هنا قد برع في أداء دوره، فالقصة دائما ما تجذبك لمعرفة ماذا سيأتي به اليوم الجديد على المتألقة (درو باريمور) التي تفقد ذاكرتها القريبة بعد تعرضها لحادث هي ووالدها، ومن هنا فكل يوم يمر عليها بعد الحادث يمحى تماما من ذاكرتها طالما كان بعد ذلك الحادث، بينما العاشق خفيف الظل (أدم ساندلر) كان كل يوم يقضيه مع فاتنة ما وينهي علاقته بها بطرقه الخاصة التي ليس لها حصر أو مثيل، حتى تقع عينه على (درو باريمور) وتتغير حياته إلى النقيض، لكنه لم يكن يعلم بأمر ذلك الحادث الذي قضى على ذاكرتها القريبة تماما، ومن هنا يجب عليه كل يوم جعلها تعشقه من جديد كأنها لم تعرفه من قبل. قد يخيل لك أن الأحداث تتكرر كل يوم تشرق فيه الشمس وكأنك تشاهد فيلم 1000 مبروك (لأحمد حلمي) لكن هذا لم يحدث أبدا فهنا الاحترافية في تنوع الأحداث كل يوم عن سابقه دون جزء بسيط منها قد لا تراه في كثير من الأوقات يقتل شعورك بذلك بالملل أو التكرار، كذلك جعل أمر معرفة (درو باريمور) بحقيقة مأساتها كل أول صباح لم يتعدى سوى ثواني قليلة ثم تكمل باقي يومها وكأنها طبيعية، كذلك الحس الفكاهي لــ (أدم ساندلر) وحيواناته البحرية التي يعالجها بصفته طبيب بيطري إلى جانب صديقه غريب الأطوار دوما ما يدخلوا عليك الابتسامة من وقت إلى آخر، ناهيك عن ذلك وذاك فالمناظر الطبيعية والبيئة الخلابة والألوان الساطعة في "هاواي" ستجعلك تستمتع بالفيلم حتى وإن كان وثائقي فقط ليس له قصة أو مضمون. كما أن هذا الفيلم يعد من الأفلام القليلة التي يبرز صناعها الحب الروحي فقط دون التطرق للحب الجسدي والعري، ومن هنا فلا أظن أن يعيبه شيئا سوى كونه ساعة ونصف فقط وليس أكثر من ذلك.