-قبل ان ابدأ هذه المقالة احب ان اوضح انني من اشد المعجبين باعمال عادل امام الاخيرة خصوصا مع يوسف معاطي ,حتي ولو اتهمها البعض بالضعف الفني الشديد. ناجي عطاالله هو العمل رقم 8 في مسيرة عادل امام مع يوسف معاطي التي بدأها معه في (الواد محروس بتاع الوزير 1999) وانتهت ب (بوبوس2009) الذي فشل علي المستوي النقدي والجماهيري بشكل كبير. يجب اولا ان نعترف ان معاطي يكون في احسن احواله مع امام نظرا لأن افلام عادل امام تتمتع بميزانيات ضخمة ولم يحقق معاطي مع اي ممثل اخر هذا النجاح الجماهيري ولو اني بدات اري ان هنيدي بدأ في ذلك مع معاطي.ولذلك فمن الواضح حدوث نوع من الكيمياء بين معاطي وامام فانت لاتعرف اي الاجزاء كتبها معاطي واي اجزاء ارتجلها امام وهذه ملحوظة الكل يقولها ان عادل امام اصبح لا يمثل شخصية جديدة فهي نفس الشخصية زير النساء, العبقري ,المحبوب ولكني اري ان هذا نابع من معاطي نفسه المعجب بهذه الشخصية. المسلسل يتحدث عن موضوعين الاول وهو سرقة البنك الاسرائيلي في اشارة يراها البعض ساذجة علي الصراع العربي الاسرائيلي والموضوع الثاني وهو احوال العرب والعروبة التي يراها ناجي وفرقته من خلال كذا دولة عربية شقيقة,راجع معي مسلسل احلام الفتي الطائر 1978 الذي كان يحكي عن لص يسرق مبلغ من المال ويضطر للهروب ويزور كذا مدينة وكذا قرية فهنا يساعد اهلها وهنا يعرف الظلم ويقضي علي الظالم,ومسلسل عادل امام الثاني دموع في عيون وقحة 1980 الذي يحكي عن الجاسوس المصري في اسرائيل جمعة الشوان,هل تري اي تشابه؟؟ اذا فعادل امام يلعب بنفس اوراقه الرابحة مع وجوه شبابية مثلت معه قبل ذلك منهم ابنه ويسند مهمة الاخراج لأبنه الاخر. القصة: معاطي كما سبق وقلنا يعتمد علي افكار طازجة جدا الا انه في بعض الاحيان يلجأ لبعض الحيل القديمة والكليشيهات السينمائية ليكمل فيلمه او مسلسله- ولكني اري ان هذا غير مهم واكبر مثال علي ذلك كريستوفر نولان !!- نحن هنا امام حقيقة وهي اننا كابناء الدول العربية علي علاقات جيدة مع بعض حتي ولو كانت علاقات مادية ,فالغزاوي مع السوري مع العراقي ولكن مشكلتنا الاساسية في الانظمة السياسية التي تستغل المشاكل التي تصنعها هي لتؤجج مشاعر الغضب الموجودة بيننا -مثلما حدث في مياراة مصر والجزائر الشهيرة- ثاني حاجة في المسلسل هي ذكاء العدو الاسرائيلي جدا ,اما الاخيرة فيلخصها معاطي في جملة لطيفة وهي "اصل دول بيضربوا في دول فيقوك يجي دول ويتعاونوا مع دول عشان يضربوا دول ودول فرحانين وفي الاخر دول ودول حاجة واحدة " وهي تعبر عن الانشقاق الذي سمعنا عنه قبل ذلك في جميع الدول العربية بسبب الدين والعرق ولكنه حدث في مصر للاسف بسبب التوجهات السياسية !!. الاخراج: من الواضح ان رامي امام هنا اكثر هدوءا في التعامل ,فالعمل ذو ميزانية ضخمة تخطت ال 50 مليون اهلته ليصور في اماكن شبه الاماكن الحقيقية كثيرا -ولكني ان اري ان شريف عرفه فعل ذلك قبل الجميع في ولاد العم- وحركات الكاميرا متأثرة بعمل رامي السينمائي وهناك بعض اللقطات التي اراها لأول مرة في مسلسل مصري. الا انه الاخراج جيد واحسن كثيرا من مسلسل عايزة اتجوز الذي ظهر اسلوب رامي في بضع حلقات قليلة جدا. اختيار الممثلين كان جيد جدا من جميع الدول العربية وجاء علي اهمية المسلسل. التمثيل: عادل امام كما قلنا بنفس شخصيته فليس هناك جديد محمد امام: تم اعطاءه فرصة اكبر من زملائه ولكنه كان علي مستوي الحدث نضال الشافعي: ارجوك يكفي مبالغة وارجو ان يضع اسطورة محمد سعد امام عينيه. احمد التهامي والسعدني ومحمود البزاوي وعمرو رمزي: جيد جدا بالنسبة لمساحة ادوارهم. اما الممثلين العرب فادي ابراهيم: نفس مبالغة نضال الشافعي في الاداء. جهاد سعد: ممثل عبقري استطاع ان يسحب البساط من فادي ابراهيم ومعه عبد القادر الملا في ادائهم للشخصيات الاسرائيلية . اسكندر عزيز واسمهان توفيق :برعوا في اداء شخصية اهل غزة. بهجت الجابوري:ممثل جيد في دور الاستاذ العراقي. عاطف حوشان السوري: كوميدي جدا وارجو ان اراه مرة اخري في فيلم مصري خصوصا في تقليده لاسماعيل يس. سناء يوسف :حلوة شكلا واداءا واني اري ان الممثلين العرب كانوا افضل كثيرا من المصريين سواء في اداء الادوار الثانية او الادوار الاسرائيلية وهذا يعبر عن اختيار جيد من المخرج والمنتج ولم يسقط منهم غير فادي ابراهيم في نظري. لقطات: -حول يوسف معاطي هذا المسلسل من فيلم الي مسلسل ثم الي رواية واري ان هذا جاء بعد الخلاف الذي سمعنا عنه مع عادل امام وارجو ان يكون الكلام مجرد اشاعات. -موسيقي عمر خيرت عبقرية..بس خلاص . -يعيب المسلسل بعد التطويل ولكنه في خدمة الدراما علي عكس المسلسلات الاخري التي تطول بمواضيع من الشارع !!