هل الزج بالأطفال للمشاركة بالأعمال الفنية أصبح موضة تلك الأيام أم أن الاعتماد عليهم يحقق إيرادات عالية، أم أن هذا هو التيار المطلوب حاليا ويقبل عليه الجمهور....ظاهرة غريبة اقتحمت بشدة أغلب الأعمال المقدمة في الفترة الأخيرة ويظهر أن المطرب حمادة هلال وجد في تلك الظاهرة السنيد الحقيقي له.
أنا لست ضد تقديم أعمال سينمائية للأطفال والأسرة (فيلم عائلي) واعتبر هذا جرأة من أي فنان ومخرج لتقديم مثل تلك الأعمال لصعوبتها لكنني أرى ضرورة أن يصلح هذا العمل للأسرة بالفعل وأن لا يزج بمشاهد غاية في الإسفاف والإضمحلال مثل المشاهد التي زج بها المخرج أكرم فريد بفيلم (مستر أند مسز عويس) وأجبر أطفالنا على مشاهدة ذلك.
واعتقد أن حمادة هلال مازال يجد في الاقتباس ملاذه الأول والأخير خوفا من تقديم أي عمل فني جديد لا يجد صداه عند الجمهور فبعد سلسلة من الأفلام المقتبسة التي أخرجها أكرم فريد كان منها الحب كده، وأمن دولت قدم فيلمه هذا والمأخوذ أيضا عن الفيلم الأجنبي (مستر أند مسز سميث )، فقد يكون الاختلاف في بعض الشخصيات مثل كون حمادة هلال مطربا فاشلا أو شخصية زوجته حشمت وأنهما ليس قاتلين محترفين؛ إلا أن البناء الدرامي واحد وهو الصراع بين الزوجين سواء الداخلي والخارجي.
وبالرغم من أن الشيء الوحيد الذي يذكر لهذا العمل هو تقديم شخصية كوميدي خفيفة من خلال الزوجة حشمت التي تمكنت من مساعدة زوجها عويس وتغلبت على الصراع بين التقاليد الاجتماعية والعادات القديمة والمستحدثات منها دون أي افتعال يذكر إلا أن دور المرأة القوية المسترجلة جاء ليمزق شهادة ميلاد بشرى كفنانة متميزة قادرة على تقديم جميع الألوان من فتاة أرستقراطية، وجامعية، وربة منزل، وصعيدية.... بالإضافة إلى كونها مطربة متميزة ومنتجة ناجحة.
أما حمادة هلال فكان أداؤه التمثيلي مقبول وإن كان يجده البعض قدم جديد بشخصية الشاب المستهتر الفاشل عويس ولكنني أرى ضرورة أن يعود إلى داره وأن يركز في الغناء أكثر (من خرج من داره اتقل مقداره). كذلك الطفلة جنا لم أرى أي جديد قدمته غير أنها أصبحت وجه محروق في جميع الأفلام.