قبل القراءة: في احد حوارات النجمة هند رستم-رحمها الله- تقول ان في فيلم ابن حميدو كان من المفترض انها تكون البطلة امام اسماعيل يس التي يحبها ويتزوجها في اخر الفيلم ولكنه رفض بذكاءه! وغير في النص لتكون هي حبيبة احمد رمزي! تيتة رهيبة العمل الرابع لهنيدي مع يوسف معاطي والثاني مع سامح عبد العزيز بعد نجاح مسلسل مسيو رمضان الباهر رمضان 2011 والذي من الواضح ان يوسف معاطي في طريقه لصناعة تاريخ اخر مع محمد هنيدي بعد تركه-او هذا مانراه-لعادل امام. نحن امام عمل من المفترض ان به تجديد كما صرح صناعه قبل ذلك مع عودة سيدة المسرح العربي سميحة ايوب مرة اخر للعمل ومحاولة لتغيير جلد هنيدي ولكن هل نجح؟؟ الاجابة نعم ولا في نفس الوقت! كيف؟ محمد هنيدي يجسد شخصية رؤوف الذي يعاني من تسلط جدته مما ادي لتغيرات حادة في شخصيته ولكن الملاحظ ان هنيدي استحضر كثيرا من الشخصيات التي جسدها من قبل فلم نلاحظ اي تغيير غير قصة الشعر علي عكس مثلا شخصية رمضان مبروك الذي برع في تقديمها,ثانيا هي نفس طريقة محمد هنيدي في افلامه فهو يصر علي ان يكون كوميدي وجان ومحبوب في نفس الوقت علي الرغم من انه اول فيلم يصرح ان الشخصية عمرها 40 عام,فهو في افلامه السابقة يجسد ادوار شاب في الجامعة مثلا معتمدا اننا لا نتذكر انه ظهر من الثمانينات !,هو في هذا الفيلم عمره 40 عام ومحبوب من فتاة جميلة مثل ايمي سمير غانم واعتقد انه لن يحدث في الواقع ان تتزوج فتاة مثل منار القادمة من حي شعبي بهذه الشخصية ابدا,هذا بالاضافة الي عادة هنيدي في طمس معالم الشخصيات المصاحبة له تماما وهي عادة سيئة,فمثلا ما دور محمد فراج؟؟ولم يستطع الافلات الا باسم سمرة بشخصية مكررة وخالد سرحان الذي فهم جيدا معني ضيف الشرف مثلما فهم ادوارد قبله معني الدور الثاني.
نأتي للسيناريو وكعادة يوسف معاطي هناك فكرة طازجة ثم تقفيل مصري! نحن امام شخصية متسلطة مثل الجدة مع رمزية في ان الجيل القديم مازال يصر علي الحكم ولكن في اخر الفيلم فجأة يعطي محمد هنيدي موعظة الفيلم في ان الجيل الكبير بركة ! ثم نفهم بعد ذلك ان الجدة فعلت معه ذلك فقط لنه كان بليد وفاشل ومتعب لها علي عكس ماوصلنا في تتر البداية-الذي كان جيدا بالمناسبة- من انها تعذبه وتشتمه عمال علي بطال بدون اي سبب. فما الذي يريد توصيله معاطي بالضبط لا ادري,ولكن تأمل معي مشهد الفرح مثلا علي انغام الموسيقي الاوبرالية في الخلفية وبين اهل منار وابراهيم القادمين من احياء عشوائية وليست شعبية وهو يدخنون الحشيش ثم يغنون اغنية شعبية ويبداون في الرقص بالمطاوي مع وجود الموسيقي الاوبرالية,هل هناك رسالة خفية يريد ان يوصلها معاطي؟ خصوصا ان الجدة تتكلم في امور جيدة مثل اللاستيقاظ مبكرا والمحافظة علي النظام خصوصا انها عائدة من المانيا! هلي يقول يوسف معاطي ان هناك صراع بين جيل قديم اينعم متسلط ولكنه كان يفهم وبين عشوائية وفوضي قادمة اذا ترك هذا الجيل القديم مكانه,ثم مشهد اخر يصور فيه بعض النشطاء ضابط الشرطة ويدمجوها في لقطات تعذيب من افلام لضباط اخرين وترفع علي اليوتيوب مما يجعل رئيس خالد سرحان الضابط يوبخه ويجعل ضابط الشرطة لا يريد ان يدخل احد السجن! الاخراج:سامح عبد العزيز اصبح متمكن من ادواته ويريد تجريب اشياء جديدة مثل مشهد تنظيف الشقة ومشهد الديسكو ومشاهد الحارة التي اصبح بارعا فيها ولكن للاسف هذا فيلم هنيدي فواضح ان هنيدي مازال يسيطر بنسبة معينة. التمثيل: كما قلنا سابقا اداء باهت من فراج وباسم السمرة,وايمي سمير غانم اصبحت تكرر نفسها وهذا سيء جدا وخالد سرحان الذي اصبح له بصمة واضحة منذ ابن القنصل واكس لارج, اما سميحة ايوب فهي نجمة ولا يسعني القول غير ذلك. محمد هنيدي هنا غير قليلا فمثلا لم يقم بدور الجدة ! الذي اعتقد ان محمد سعد لو عرض عليه هذا الدور لكان قام بدورين معا,ولكن هنيدي يجب ان يكون اقوي في التغيير يجب ان يتخلي عن دور الجان واقرأوا اول المقال جيدا لتفهموا قصدي ,فهو يصر انه يكرر افيه القصر ولكن لا يتخلي عن دور الجان,يجب ان يعطي مساحة اكبر لمن معه لا يطمس ملامحهم. اتذكر حملة اعلانية قام بها هنيدي لقناة الحياة وكان يظهر بها كزوج غلبان تصرخ فيه زوجته ,اعتقد ان هذه الحملة من اطرف ما قام به هنيدي,يجب ان يبحث عن ادوار تناسب سنه وتشبه جمهور السينما حتي يستطيع ان يستمر,ويا ليته يسمع !