عندما يرتبط أي عمل باسم غادة عبدالرازق يسارع إلى ذهنك دائما مشاهد اﻹغراء والإيجاءات الجنسية والعبارات الخارجة التي اشتهرت بتقديمها الفنانة غادة في جميع أعمالها الفنية وانحصرها في أدوار معينة، ولكن ومثلما يقولون دوام الحال من المحال خلعت غادة عنها جلببها وقررت ارتداء جلباب عمل فني محترم وجاد تضع به نقطة لأخر أعمالها التي لا معنى لها ومن أول السطر بدأت بمسلسل (مع سبق الإصرار).
وبعيدا عن عناصر التشويق والإثارة والجريمة الذين غلبوا على أحداث المسلسل وتميز بهم يعتبر نقطة تحول كبيرة في حياة غادة عبدالرازق مؤكدا على إمكانياتها وموهبتها التي اكتفت أن تكشف عنها داخل غرف النوم وقدمت الشخصية الرئيسة بالمسلسل (فريدة الطوبجي) ببراعة وحرفية فائقة، كذلك نجح الفنان طارق لطفي بالرغم من صغر حجم دوره أن يثبت هو الأخر تميزه واتقانه للشخصية.
وإذا كان أبطال العمل نجحوا في تقديم عمل فاق كل التوقعات فإن وراء كل مسلسل عظيم طاقم عمل أعظم وأعظم وكانت مفاجأة للجميع أن يكون المؤلف (أيمن سلامة) ضمن هؤلاء العظماء والذي لم يصدق أحد أن يكتب قلمه هذا المسلسل بعد فيلمه الأخير (شارع الهرم) الذي كان صدمة قوية لكل من شاهده،
ولابد أن تذكر حرفية المخرج الشاب محمد سامي الذي وقع شهادة عبقريته بهذا المسلسل بعد مسلسل (آدم) وفيلم (عمرو وسلمى 3) وأكد على استخدام أدواته أفضل استخدام وعلى تمكنه في اختيار الأبطال ووضع لمسات هامة مثل اماكن التصوير وزواياه.
المسلسل بداية من أغنية التتر التي عبرت فيها المطربة إليسا بمعاني مختلفة وحتى النهاية يحمل العديد من المعاني ذات الحرارة الفنية التي تستحق الاحترام والتقدير.