هناك فى مجال السينما والنقد افلام لا تستطيع ان تهرب من إعطائها العلامة الكاملة "العشرة على عشرة "!! مهما حاولت ان تاتى يميناً أو يساراً ..صدقنى لن تفلت من وضع "إمتياز"على الفيلم ! نعم! قليلة تلك الافلام وهى ظاهرة عالمية سينمائية حيث لا مجال (للمستر بيس) سوى للقليل ... القليل جدا! ليس هذا كلامى المتواضع فعدد قليل من المخرجين وضعتهم جمعية النقاد فى اعلى 100مخرج عالمى وافضلهم .. ونلاحظ ان اغلب ان لم يكن كل المخرجين فى القائمة ذات المائة اسم اخرجوا على الاقل من خمسة الى سبعة من الافلام شديدة الجاذبية والابداع فى حياتهم الفنية والمهنية .. ولكن ! لشادى عبد السلام راى اخر! فهذا الرجل وُضع فى القائمة ليس بسبب "دستة "افلام أو على الاقل ثلاث افلام ! بل من اجل فيلم واحد فقط! اسُطورة غامضة كالفراعنة القدماء هذا الفيلم .. جعلت منة المخرج الوحيد الذى يدخل قائمة العظماء "بفيلم"واحد فقط! لذللك كانت لدى "توجسات"قبل المشاهدة هل الفيلم "ساحر "الى تلك الدرجة ام ان لديهم هناك واسطة كوسة(!!)فى القائمة ! وها قد جاءت لحظة الحقيقة ! نقرت الزر على "بلاى" .. وبدا هذا اللحن البسيط يتثرثب وبداءت قوائم الاسماء تظهر فى خفوت مغلفة من وراءها قرص شمس متوهج على ضفاف نيلنا العظيم.. وتمر اقل من ساعتين بقليل فى سرعة لم اشعر بها من قبل! واجد نفسى اقف مدوياً بالتصفيق الحاد على هذة الاسطورة الخالدة .. التى لم تحقق نجاح على الاطلاق فى فترة السبعينات بل سُحب الفيلم مباشرة بقليل بعد ان اتجة الجمهور لافلام السبعينات التجارية ..وما ادراك ما افلام السبعينات!! نعم لقد فعلها هذا المخرج العبقرى فى واحد من اندر الافلام العالمية "اكتمالا". وهذا هو السبب من وجهة نظرى التى اهلتة لتلك المكانة الخالدة والتقدير من كافة انحاء العالم.. فانت هنا ستجد كل شى "بيرفكت".. فاذا بحثت عن "التمثيل" ستجد نفسك امام عمالقة تمثيل بلا ادنى اخطاء من كل الطاقم على الرغم من ان جميعهم عدا نادية لطفى التى ادت دور شرفى مميز للغايةغير محترفون او نجوما .. فكل حركة ملحوظة وكل كلمة مُتقنة واخص بالذكر هنا احمد مرعى هذا الشاب المهدور حقة تماماً فى الاعلام والتاريخ الفنى فهذا الشاب لم يلمع سوى مع هذا المخرج العملاق وبعد وفاتة إتجة للاعمال الدرامية وبعض الادوار السينمائية القصيرة لكن الفشل كان طريقة الملازم لة حتى وفاتة.. كان كالسر الذى لا يفك شفرتة سواة يقع تحت يدة كحفنة تراب ليخرجها لنا ماساً يتلالا على الشاشة .. ويمكنك رويتة بوضوح قبل إنتاج هذا الفيلم فى فيلمة الرائع القصير "شكاوى الفلاح الفصيح"مع المخرج ذاتة وستجد نفسك فى الفيلمين معاً منسجم بشكل مخيف مع الشخصية باداء شديد الهدوء ..شديد الاختراق ...رحمة الله.. اما إذا بحثت عن "الصورة" فانت ربما تكون "تهرج" لكونك ستجد ذاتك امام واحدة من اجمل "الكوادر "فى عالم السينما ..والمضحك ان مخرجنا الراحل قد وجد "بُعداً جديداً"لم يكتشفة الكثيرون وقتها واصبح الان واحد من اهم كوادر السينما وهى الصورة شديدة الانبساط وفى الوقت ذاتة شديدة الضيق !.. ويمكن ملاحطة هذا الامر "بجلاء تام" فى مشهد الجبل الاساسى حيث يتم تركيز كادر الاخراج داخل فوهة جبل من داخلة فى شكل غريب للغاية ممتع للبصر لم اجد مثيل قريب لة سوى فى الفيلم الامريكى (127hours)لدانى بويل اخراج عام 2010!!! ولن ننسى بالطبع الموسيقى التصويرية "شديدة الجاذبية "حيث بها تلك السمة من افلام الحروب والمعارك ..حتى لتجد نفسك قد اندثرت تمام داخل الفيلم معتقدا انة بدون ادنى موسيقى ! ايضا الازياء والاكسسوارت لعبت دورا بارزا فى نقل "الحقبة"بكافة تفاصيلها واخص بالذكر ازياء ابناء عمومية القرية حيث الملبس شديد السواد مع لحى بيضاء وعمامة رفيعة بيضاء لتظهر وقار الشخصيات مصحوبة بهذا النوع من الجاذبية الذى لا تعلم من اين ياتى !! واعرف اننى قد اطلت عليكم لكن وقبل النهاية لفت نظرى شى هام بل شديد الاهمية فى هذا العمل وهو الاحترام !! واخص بالذكر المشهد الذى يدخل فية الشاب "احمد مرعى"على ابناء عموميتة ويجد إحداهما فى مشهد حميم مع إمراءة وهنا يظهر الاحترام الشديد فمخرج اخر قد يظهر المشهد "ساخناً"للغاية بتعبير السبعينات وافلامها ! لكن مخرجنا قد عالج الموقف بشديد البراعة فالمشهد لا يظهر سوى من باب صغير بعيد لا يظهر منة اى شى سوى من جانب ضئيل من الباب وتظهر يد المراءة فقط ..نعم اليد فقط!! وبصورة ما تجد ان الرجل خرج ليرتدى جلبابة بينما تهرب المراءة مرتدية جلباب كبير وتهرب وتُستكمل باقى المشهد... وهنا لنا توقف "كبير " فالمشهد من المشاهد الهامة للغاية وتُمثل نقطة المواجهة المشهورة فى اسُس البناء الدرامى الناجح ..وكان بامكانة اضافة مشاهد صريحة ولن يستطيع احد ان يناقشة فى الامر .. لكن المخرج اراد "هذا الاحترام"لجمهور قد يشاهد افلامة فتخدشة.. وعن الة يراقبة وعن اعمال يحُاسب عليها فاخرج لنا عملاً "نظيفاً" كما يستهزء البعض الان... وحاز بة اعجاب جميع العالم ودخل القائمة الذهبية.. .. وفى النهاية عندما وضعت اليد لتكتب هذا النقد وجدت انة سيتكلف بضعة اسطر لكن الحروف والكلمات ابت وامتدت لتصل الى ما وصلنا الية .. هذة التحفة الفنية تستحق كل هذا واكثر .. والاكثر إحتراماً فى نظرى هو هذا "الفنان" الذى عشق مصر فعشقتة .. عشق تراثها فعشقتة.. ومنها إنطلق للعالمية وبفيلمً واحدً فقط.. وكم تمنيت ان يخرج لنا فيلمة للنور "اخناتون" ليبهرنا بتحفة فنية جديدة رحمة الله رحمة واسعة... ذاب فى حب الفراعنة فاهدتة إحدى اسراراها الدفينة.. انها ليست لعنة الفراعنة كما يقولون.. انها "هبة"الفراعنة لمن يستحقونها فقط .....