كثيرا ما كنت أعتقد أن اسم يسري نصرالله إذا طبع على أفيش فيلم أو ارتبط بأي عمل فني فلابد وحتما أن يحمل الآف المعاني وأن يواري خلف مشاهده أسلوب إخراجي مميز يحاكي بنسبة كبيرة الواقع المصري وقد أعجز في بعض الأحيان عن فهمه، وعندما أٌعلن عن مشاركة الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان كان تخيلت عنه الكثير والكثير؛
ولكن بعد مشاهدتي لفيلم بعد الموقعة اتضح لي معنى واحد وهو....عادي!!
فقد يكون الشيء الوحيد الذي أعجبني هو قصة الفيلم خاصة أنها تدور عن ثورة 25 يناير المجيدة وأنها تتناول فئة جديدة غير فئة الثوار الذين تم حشرهم في جميع الأعمال السينمائية والتليفزيونة مؤخرا، حيث ركز يسري تلك المرة على ما يطلق عليهم بالفلول أو الأشخاص المعارضين للثورة، وذلك من خلال قصة الخيال محمود الذي شارك مع بلطجية موقعة الجمل وتم تصويره أثناء الهجوم على ميدان التحرير مما أثر ذلك على حياته وسط أهالي الحي الذي يقطن فيه، وحاول يسري اﻹشارة إلى تلك الفئة من وجهة نظرهم ورؤيتهم للثورة وهل هم ضحايا مثل الثوار والشهداء الذين قتلوا؟ أم أنهم بلطجية ومجرمين كما نراهم نحن؟ وكيف أثر ذلك على حياتهم الأسرية وقد تجلى ذلك من خلال المشاهد التي عانت فيها الزوجة (ناهد السباعي) مع ابنيها في المدرسة ومع زوجها محمود، كذلك بين ارتباط هولاء الاشخاص بالخيول وأن ما دفعهم لذلك هو دفاعهم عن قوتهم ورزقهم وظهر ذلك بشكل واضح في حب الأطفال للخيول وأن لعبتهم المفضلة والوحيدة كانت (لعبة الحصان وزوجته وأولاده)، ولم أجد في تناول يسري لبعض القصص الأخرى التي طرحها فائدة غير الحشو مثل قصة طلاق ريم وعلاقتها بزوجها السابق، وهكذا علاقة ريم وحبها للخيِال محمود!، كذلك تناوله بشكل سريع للكثير من المواقف التي وقعت وقتذا
وإذا كان المخرج يسري نصرالله نجح في اختيار الممثلة ناهد السباعي في دور الزوجة لملامحها المصرية الأصيلة إلا أنها لم تضيف الكثير ولم تقدم جديد عما قدمته سابقا، كذلك لم يشدني دور الممثلة منة شلبي واعتقد أن انفعالاتها الزائدة كانت السبب الرئيسي وراء خفقها في تأدية هذه الشخصية ولم أصدقها كناشطة سياسية في الوقت الذي تفوقت فيه الممثلة سلوى محمد في تقديم تلك الشخصية. وقد تقبلت دور باسم وأرى أنه نجح في تأدية شخصية محمود لما فيها من تركيبات مزدوجة.
واعتقد أن الحسنة الوحيدة للفيلم تمثلت في عملية المونتاج الذي اتسم بالسلاسة والمرونة خاصة تلك المشاهد التي تم تصوير محمود فيها أثناء موقعة الجمل ودمجها بالأحداث الحقيقة لموقعة الجمل، فتبدو وكأنها حقيقة أو فيلما وثائقيا.