ليس لدى أدنى شك فى توقُع أى ّ ممن قاموا على هذا العمل الذى أسماه من أسماه "كوميدى" و أسماهُ من أسماه "للكبار فقط" و ذهب آخرون الى أنه "بابا"! فيلم يفترضٌ أنه كوميدياً يحكى عن طبيب أمراض نسا شاب حديث الزواج تطلب منه زوجته الشابة أن يجرى لها عمليه "حقن مجهرى " لأنها تريدُ أن تكون أماً على الرغم من مرور شهور فقط على زواجهما !! ليس بابا خالص على الاطلاق على فكرة. لأول مرة فى حياتى و منذ أن بدأت أتابع سينما من الأصل "اتاخد على خوانة" !! فأنا لم أتخيل أن اتململ فى كرسىّ فى انتظار انتهاء فيلم للسقا بعد بدايته بخمس عشرة دقيقة ؛كما لم اتخيل يوماً أنى سأتمنى لو لم أصطحب أطفالى لفيلم "كوميدى " لأحمد السقا برضه. السقا قديس السينما النظيفة الذى تكلم الجميع فى أعماله السينمائية و التلفزيونية و المسرحية طوال الاثنى عشر عام السابقة عن أنه الجان الدنجوان الحبّيب الرهيب و الله رهيب وعلى الرغم من ذلك؛لم نر منه "بوسة" خاطفة ولا لقطة واحدة خادشة لحياء من هم حياءهم تاعبهم كأمثالى ..فما هذا الذى حدث؟ ماالذى قفز بنا تلك القفزة و نط تلك النطة و عدّى الحاجز و رمى بالجُلّة على هذا البعد (بمناسبة مولد الاوليمبيكيات يعنى كل سنة و انتوا ميدالية ). نرجع لمرجوعنا , كيف من البعد التام عن أى لمسة حميمة أو حضن – من أبو بجد – حتى و الجميع ينتظره من المُدلّه(تيمور) لمعشوقته "شفيقة" الى هذا الكم من وراء الطبيعة من الاستفزاز و الابتذال و خدش الحياء الذى لم أراه فى أحر حريات السينمات . فأنا كمشاهدة لم أر –قط- و لم أتوقع –قط- أن أرى وعاءا شفافاً به "sperm " ينسكب أمام أعينى و أعين أطفالى على أرضية زلقة و ينزلق فوقه الزوجان صاحباه و أكون مطالبة أن أفسر لطفلى ذو الثامنة "هوّ ايه ده" !!! يا سواد الحلل عليّا !! لقد تعذّبت بشكل حقيقى و غير متوقّع ..فمن مشاهد "العينة" المسيئة لى و لأطفالى و للسيناريست و زوجها المخرج و للسقا و الكل كليلة ,الى مشاهد "البيبى دول التايجر" و المشهد الموازى ل"أمجد" –ادوارد- و زوجته ( من باب الوحدة الوطنية و الهلال قلب الصليب انت فاهم ) و هما يفركان و كأنما لدغتهما الحية مدفونان تحت غطاء ابيض يعتليه أكوام من الملابس الداخلية الحريمى !! ايه!!!..لا صحيح ايه فيه ايه و للحسناء"بسنت السبكى" التى قامت بدور دينا زوجة امجد جمله حوار فى هذه اللقطة لست اصدق أنها قالتها و لا أعتقد أنى سأنساها لمدة حبّة حلوين . السيناريست "زينب عزيز" و المخرج "على ادريس" كذلك حملا الىّ قدراً لا بأس به من المفاجأة. فأنا و كأغلب متابعى أعمالهما -سواء المشتركة ك "حريم كريم" و "كلام فى الحب " و عصابة الدكتور عمر " و "جدو حبيبى" أو اعمال المخرج على ادريس الخاصة - كنت أتوقّع عملا اجتماعيا كوميديا خفيفا بتوليفة لطيفة من النجوم و الحواديت الصغيرة التى تتراص فيما بينها و نطلق عليها فيلم عيد . و مع اننى لم أكن أتوقع انهما سيخترعان العجلة فى هذا العمل الا اننى كذلك لم أتوقع أن يكون على هذا المستوى . سيناريو الفيلم مهترىء تماما ..مجرد تجميع لشخصيات أغلبها "كاركترات " و "اسطمبات" عتيقة , من الثرى العربى الكهل ذو الالف زوجة الى المتشدد ذى الزوجة المنقبة و الطبائع الحادة الى الطبيب الذى يبدو وقوراً لكنه "لتات " و عاشق للنميمة . و بهذه المناسبة أذكر لكم أن خالد سرحان قد أذهلنى بنقل دوره و تعبيرات وجهه و لغة جسده "كوبى و بيست " من دوره فى" ابن القنصل" و لست أدرى أى دافع لذلك و لكنه كان حلقة فى سلسلة اللا منطق الطويلة التى شكّلت العمل بالاساس. اجتهد كلٌّ من السقا و درة لاضفاء نكهة كوميدية تطغى على مرارة ضعف الفكرة و التنفيذ . و لكننى كنت أتوقّع من درة تمثيلا حقيقيا -فى مشهد مصدومة بجد و مش بانطق ولا عارفة أرد – حينما تعلم أن نتيجة الحقن المجهرى جاءت سلبية .. و لم أكن أتوقع ان أرى مشهد شوبير الشهير "ليييييييييييييه " بس حريمى ! الحسنة الواضحة فى هذا العمل و التى قد تغفر الكثير من أخطاؤه للحق هى حرص السقا على تغيير جلده الفنى .أعرف أنه ملّ الحركة و أنّه دائما يريد القفز من مربعه الى مربع مغاير..جديد..ولا يشبه ما اعتاد جمهوره رؤيته فيه . و أوافقه و أدعم أختياره للغاية فى أن يغزو أشكالا أخرى من الدراما و القصص كما سبق و أثلج صدرى فى "عن العشق و الهوى " و "تيمور و شفيقة " و "ابن القنصل" . لكننى لازلت أتمنى الا يكون ذلك على حساب صورته و مصداقيته و جودة المنتج النهائى الذى مهما تعددت أسماء صانعيه ..فان جمهوره يحاسبه هو عليه . ملحوظك أخيرة " ايمان سيد..مذهلة بحق هذه السيدة ,فوسط كل اولئك الذين قتلوا انفسهم مبالغة و افتعال و "فرك" " بحثأ عن ابتسامة يجود بها مشاهد الفيلم.. الا أنها جعلتنى اصاب بوجع رقبتى المعتاد حينما أنهار ضحكا ؛لأداءها الفارس الممتنع فى اللقطة التى سمعت فيها "الدكتور عبد الوهاب" –صلاح عبد الله- يتحدث مع "الدكتور حازم" –أحمد السقا- عنها ! ايمـــــــــــــان المبهجة ..بوسة كبيرة و حضن كبير .