المفارقة، المفاجأة، التشويق، ثلاث عناصر اعتقد لو وجدت في فيلم واحد هيحوذ على إعجاب العديد من الجمهور ومش بعيد إنه ينجح فنيا كمان، بغض النظر عن إنه استكمل باقي العناصر زي الديكور والتصوير واﻹضاءة واللي تخلي أي فيلم يقفز ويحقق ريت عالي، خاصة لما يكون فيلم من أبطاله (راسل كرو)، و(مارك ويلبرج) وتشاركهما النجمة (كاثرين ريتا جونز)
وفيلم (Broken city) للمخرج آيون هيوز جمع بين تلك العناصر وكان أهم عنصر ساعد في تقديم عمل جيد يستحق المشاهدة هو عنصر المفأجاة خاصة إن الفيلم بتدور أحداثه في إطار دراما فساد الحكومة من خلال قصة الضابط بيلي اللي بيحاول إثبات براءته من قضية قتل عمد لمرتكب جريمة اغتصاب، والضغط عليه لتقديم استقالته ثم العمل كمحقق خاص يلجأ له (ناير) عمدة مدينة نيويورك لمراقبة زوجته لشكه في سلوكها وخيانتها له، وإذا ببيلي يكتشف فساد ناير ويحاول اﻹيقاع به...
بداية لو اتكلمت عن الأداء التمثيلي فاعتقد إن الممثل (راسل كرو) كان بارع في تقديم شخصية عمدة نيويورك الفاسد المستغل واللي كان عنده استعداد كبير يضحي ويشرد أكثر من 5 آلاف شخص في مقابل جني 3 مليار دولار ، بالإضافة إلى تمكنه في إقناع الضابط بيلي بخيانة زوجته له وإنها على علاقة بشخص آخر وقتله له حتى ينجح في تحقيق غايته المنشودة، وبالرغم من أن مساحة دور الممثلة كاترين صغير للغاية إلا إنه كان مؤثر بشكل كبير في الأحداث وقدرت ببراعة إن تضيف حرارة ومعنى للمشاهد بجانب قدرة الممثل مارك ويلبرج في إقناع الجمهور في بداية اﻷحداث ببراءته وكمان يدفعك للتعاطف معاه.
ويمكن السيناريو اللي وضعه الكاتب (براين توكر) عن قصة رومان بولانسكي "الحي الصيني" ساعد كتير في تحقيق الثلاث عناصر السابقة بشكل ممتاز ووصلت درجة التشويق والإثارة لذروتها مع مفاجأة اكتشاف تورط بيلي بالفعل وبراءة كاترين من خيانة زوجها وإنها كانت سبب في كشف فساد زوجها، كمان درجة الواقعية اللي قدمها المخرج هيوز كانت سبب كبير اوي في إضفاء روح الجدية والمصداقية على المشاهد.
البعض هيشوف إن تصنيف الفيلم تحت مدرج "جريمة" بعيد شوية عن الخط الدرامي الأساسي للفيلم خاصة إنه مش بيدور عن وقوع جريمة قتل والبحث والتحقيق في ملابساتها، لكن أقدر أقول أنه كان خط فرعي قدم من خلاله توكر العديد من الحبكات الدرامية اللي صعب معها التنبؤ بالأحداث التالية.
الفيلم أنصحك بمشاهدته وهو مناسب لجميع اﻷعمار.