من يومين كده قررت اتفرج على سمير أبوالنيل. قلت أهو أحمد مكي جامد وأنا بحب اتفرج عليه, وفيه حد - قاللي إنه فيلم ظريف. دخلت وانا مش مدي خوانه, ما أنا أصلي حبيت لا تراجع ولا استسلام وكان سيما علي بابا بالنسبة ليا فيلم غاية في العبقرية بغض النظر عن نتيجة شباك التذاكر. لقيت إن مكي عمل الفيلم ده مع السبكي, قلقت الصراحة بس قلت معذور,الراجل لازم ياكل عيش برضكوأهو زي ما المثل بيقول (عند بتوع السيما) فيلم ليك, وفيلم ليهم (هم هنا عائدة على الجمهور, يعني فيلم يعمل فلوس). ومش عيب أبدا إن الواحد يحب يكسب. كل ده كان تمام لغاية مادخلت الفيلم وشفته. مبدئيا كده مقدرش أقول إن الفيلم مفهوش مضمون نقدي, لأن الفيلم مفهوش فيلم أصلا. أنا أول واحد يدافع عن الأفلام التهيس لمجرد التهيس, وإن الكوميديا مش لازم تبقى هادفة إنما المصيبة هنا إن الفيلم ده بيحاول بشتى الطرق إنه يبقى هادف بس ميعرفش إزاي. من الباب للطق كده الشخصية كلها ضحلة وسطحية. تحس كانك بتتفرج على مسرح خيال الظل , شخصيات تو دي يعني. كارتونية الشكل والملامح سمير شخص كل الناس بيقولوا عليه سئيل ,هو براشوت على معارفه وبخيل. بس الشخصية مفيهاش ابعاد أكتر من كده. محاط بحبة شخصيات تانية بتطلع مرة أو مرتين لزوم الافيه والسلام. بنقعد بتاع ساعة الا ربع بنتفرج على سيادته بيلف على الناس كلهاعشان نشوف هو إزاي بخيل وغلس الخ. ففيه شخصية الست اللي ساكنة في الشقة اللي بياجرها اللي بترشيه باكل, وخالته اللي مش عارف المفروض تبقى إيه غير إنها عاوزة تجاوز بنتها. امين الشرطة محمد لطفي اللي سمير بيجره وراه كبودي جارد. وحسين الإمام في دور حسين الإمام لو عنده فلوس كتيرة بعد مانوصل لبتاع تلت الفيلم كده, بتبدأ تظهر ملامح قصة اللي هي مش قصة قوي. حسين الإمام بيموت وبيدي سمير فلوس كتيرة عشان يخبيها لبنت حسين لغاية لما البنت (اللي بتظهر لمدة دقيقتين بس في الفيلم كله في الأول) تتم 21 سنة. سمير بيقوله اشغلهالك فـحسين بيديله نمرة نيكول سابا اللي بتقوله يفتح قناة تلفزيونية. طبعا كل ده وفيه مفارقات وافيهات المفروض تكون كوميدية بس أنا تقريبا ماخدتش باللي عشان ماحدش كان بيضحك في السينما. غالبا النكتة هنا إن الفيلم مش كوميدي بس هم بيقولوا عليه كوميدي, زي البقال اللي قال معندوش جبنة وهو عنده جوه. لما تقول سمير الاسكندراني مع غاندي مش نكتة. المهم في اللحظة ديه بيعدي من الفيلم حوالي ساعة وربع, فعشان الإنجاز (ماهو مدة عرض الفيلم متزيدش عن ساعتين( بيقوموا سالقين حتة القناة مع إن من اللي فهمته ديه كانت اهم حتة في فيلم, لأ ديه الفيلم كله, يعني كل اللي فات كان حمادة, ماعلينا. المهم سمير ببقهله بيقرر مايعينش مذيعين ويقضيها عكاشة ستايل. يعني هو يقدم كل حاجة في القناه. المهم هنا تبان رسالة الفيلم إن الشعب مغيب وممكن تضحك عليه بحاجات بسيطة. وطبعا تظهر الأغنية الاجبارية اللي في نص الفيلم اللي بتفكرنا إن مكي فنان شامل ورابر متين واه الأغنية ليها كليب جوه الفيلم, تحس كأنك قلبت على ميلودي في نص الفيلم عشان زهقت. أهِه الأغنية برده هتبيع, ماهو أصله فيلم مقاولات من مجاميعه. آه أنا نسيت إن كان فيه شخصية صحفية حطاه في دماغها بس عشان ديه كانت أكتر واحدة بتمثل بضمير في الفيلم كانت كأنها في فيلم تاني أصلا. الفيلم بعد كده بيقوم راشق بتاع خمس محاضرات في الاخلاق ورا بعض منهم واحدة مكي بيكلم الكاميرا دايركتلي يعني مباشرا. عشان لو مكنتش فاهم أهو الدرس أهو في بقك شفته بقى الفن الهادف يا جماعة. كتمثيل كل الممثلين بيمثلوا ادوار عملوها قبل كده من غير تَغيير كتير, محمد لطفي مجددش حاجة, مكي في دور شخصية غريبة الشكل فقط لغير, حسين الإمام في دور نفسه. علاء مرسي اللي أنا مقتنع إنه كوميديان عبقري لو خد فرصته طالع في دور شيخ بدون ملامح . ادوارد جدد المرة ديه يعني يمكن دينا الشربيني اللي أدت كويس بس ديه أول مرة اشوفها مطولا, منا شلبي طلعت في آخر ثانيتين طبعا مثلت الدور بمهنية واستاذة كانت كويسة جدا في محور الشخصية اللي معاها اللي كانت ببساطة واحدة لدغة, ونيكول سابا أخيرًا مش في دور الست اللي بيجري وارها الرجالة عمرو عرفة عامة مخرج كويس مما جعلني أشك إنه اخرج الفيلم ده بالتليفون من بيتهم. من الحاجات المعروفة عن الكاميرات الديجيتال إن لما تحركهابسرعة بتعمل تأثيرمهزوز يقوم هو جايب الكاميرا ولافف بيها 360 درجة فواضح إن في كادرات وقعت frame rate drop " ده غير إن المونتير أنا شكيت إنه مونتير أفراح أصلا مع إن معتز الكاتب مونتير مخضرم المفروض يعرف إن المونتاج ده الفن الخفي, مش فن المثلثات والنجوم بين كل مشهد ومشهد. ؟ ليه هو ده شريط فيديو بتاع والدتي اللي كان في اواخر التمانينات؟ يا راجل ده جورج لوكاس أكتر واحد عمل حركات من ديه كان اخره وايب وايريس اوت والناس هزئته. هو المونتاج ده كان على موفي ميكر ولا أي موفي؟ أصل لو برمير أو افتر افكتس كان زمان شركة ادوب أو أبل جم سحبوا منك الجهاز . من الآخر كده, مكي اضطر يعمل الفيلم ده عشان ياكل عيش عشان فيلمه اللي فات مجابش فلوس. فيلمه اللي فات كان أحسن من ده مليون مرة وكان فيه فكر وابداع, ده لا فيه فكر ولا ابداع ولا حتى أي حاجة. بس هيعمل فلوس عشان الناس مش عايزة تفكر وعايزة تاخد المعلومة في بقها. أنا نفسي مكي مايقلبش لمبي جديد, ويكمل في التجارب الفنية زي لا تراجع وعلي بابا, عشان السينما المصرية مش ناقصة هبل ملوش لازمة. أنا رأيي ماتروحوش تشوفوه عشان مكي يعرف إن طول ماهو بيعمل شغل أي كلام الناس مش هتتفرج عليه. بس من يقابل.