"التطهير" كلمة مدلولها الحرفي واسع ويشمل العديد من المعاني، كلمة قد يترتب عليها أشياء كثيرة ومختلفة وفقا لمنظور كل شخص لها.... هكذا كان فيلم (The Purge) يحكي عن رمزية التطهير وفقا لكل شخص،
مبدئيا فكرة الفيلم جديدة ورائعة وتدعو للتفكير في امكانية حدوث ذلك بالفعل على أرض الواقع، وتحمل معها العديد من الأسئلة، وتترك مساحات شاسعة لهذا من خلال سيناريو مقبول وضعه المخرج المؤلف (جيمس ديموناكو) تدور أحداثه في المستقبل القريب تحديدا عام 2022 بالولايات المتحدة الإمريكية حيث يوم تسمح فيه الحكومة الإمريكية بجيمع أعمال العنف بما فيها القتل تحت مسمى التطهير النفسي، تحاول عائلة جيمس (إيثان هوك) التصارع من أجل البقاء وسط كل هذه المخاوف.... وبالرغم من أن المحور الرئيسي للفيلم دل على حرفية وعبقرية الفكرة إلا أن تنفيذ ذلك جاء محبطا للغاية ودون المستوى المتوقع مع إن عنصر التشويق والإثارة كان أهم العناصر البارزة بالعمل وظهر ذلك في اللقطات المتلاحقة والسريعة
فإذا تحدثنا عن الحبكات الدرامية التي استعان بها المؤلف ديموناكو نلاحظ إنه فشل في وضع حبكات تناسب الفكرة وكانت بعيدة كل البعد عن الواقعية؛ فمثلا كيف يكون جيمس المالك الوحيد وصاحب أكبر شركة لبيع أجهزة الأمان في البلدة وحقق مبيعات كبيرة من وراء ذلك ولا يكتشف أنه يمكن اختراقها بسهولة مع قطع التيار الكهربائي، وأيضا كيف يترك كلمة السر لابنه الصغير الذي لا يتعدى عمره 13 عام وبالتالي سمح لأحد الغرباء بالتسلل إلى المنزل،،،
وبالنسبة للأداء التمثيلي فجاء باهتا وكانت اللامبالاة الفعل الوحيد الملازم لأبطال العمل خاصة إيثان هوك ولينا هيدي، فبالرغم من اختفاء ابنتهما وعدم معرفة مكانها وسط وقوع أحداث تؤكد على موتها أو تعرضها للخطر الكبير فلم تجد أي رد فعل لهما وكأنها شخص عادي بالنسبة لهما،
قد تكون الرمزية التي اراد المؤلف ديموناكو إظهارها في العمل هي السبب الثاني الذي دفعني لتقييم العمل 7/10 بعد الفكرة الجديدة التي قدمها؛ وظهور ذلك بشكل واضح في ايمان جيمس بضرورة التطهير ووضع الزهور على منزله وبالتالي كان الشخص الوحيد الذي لاقى حتفه من عائلته. وجاءت النهاية متوقعة جدا والتي قد تكون مخيبة لأمال الكثريين.
اعتقد أن الفيلم بعيد عن تصنيف أفلام الرعب وهو ما جعله فيلم في حدود المعقول وقد يناسب نهايات الأسبوع.