إذا تعاملت مع الفيلم على أساس القصة فستجد نفسك أمام قصة قوية وغنية وثرية ومفيدة للغاية فهى تتناول قصة حياة فتاة مجتهدة في الحفظ في دراستها وتحصل على المركز الأول في الثانوية العامة وتحفظ المقرر من الكتاب وحتى رقم الإيداع ولكن لأن الممثلة ياسمين عبد العزيز ترغب في حصر نفسها في الأدوار الكوميدية لسبب أو لأخر، فقد قامت بأداء الشخصية بشكل كوميدي مُبالغ فيه يبدو مُقحماً على الفيلم بشكل يُفسد روعة القصة القصة لا كوميديا فيها بالقدر الذي ترغب فيه ياسمين ولذا فكانت تُبالغ بشكل كبير في محاولة إضحاك المشاهدين مما أفسد الطبخة في رأيي أتوقع كان الفيلم ليُصبح أقوى بكثير لو تم تقديمه كفيلم جاد قد لا يخلو من الكوميديا ولكن في حدود بحيث لا تُفسد القصة الهادفة والتي تتناول قصة فتاة تتعرض للوقوع في براثن الثلاث تيارات الرئيسية في مصر فأول شاب هو الطالب الفاشل والثري الذي يحاول الإستفادة منها لكي ينجح في دراسته ثم يتركها ليرتبط بفتاة أخرى والشاب الثاني هو السياسي عضو حركة خنقتونا (في إشارة لحركة كفاية) وهو شاب يساري يتحدث عن الفقراء والعمال ولكن عندما يقود سيارته الفارهة ويمر من أمامه رجل بسيط يقوم بسبه لأنه لا يرغب في إنتظار مروره على قدميه أمام سيارته ويهدف للإيقاع بالفتاة في براثنه كنوع من أنواع إصطياد الفتيات من قبل الشباب ويظهر على حقيقته عندما يتخلى عنها عند إلقاء القبض عليها بسبب مشاركتها في المظاهرات أما الثالث فهو داعية يظهر في برامج التلفاز ويتحدث عن سماحة الإسلام ويدعو للعودة لله والطريق القويم ولكن عندما يتأخر صاحب المحطة التي يعمل فيها عن دفع أجره يهدد بالرحيل وعدم الظهور في البرنامج وهو يحاول إستغلال نفس الفتاة ولكن هذه المرة لتقديم برنامج دعوي نسائي للتعامل مع مشاكل النساء ويظهر على حقيقته عندما يقوم بالصياح في وجه الأطفال عند تصوير إعلان عن نوع حليب الفيلم ليس سيئاً أبداً ولكني شخصياً لم أجد بداخلي الحماس لمشاهدته مرة أخرى وأشعر بتحسر على عدم تقديم القصة القوية بشكل يليق بها حتى وإن لم يكن شكل الفيلم ضعيفاً إلا أنه في رأيي لم يرتقي لمستوى القصة.