العزيمة .... كلمة قد تعني الكثير والكثير للبعض معنا؛ ولكن عندما ترد لذهني لا أتذكر ولا تعني شيء لي سوء فيلم (العزيمة) للمخرج العبقري، مخرج الواقعية صلاح أبو سيف الذي طرح رؤية للمجتمع المصرى , والعديد من اﻷبعاد والعلاقات الانسانية للواقع.
فأهم ما يميز فيلم العزيمة ليس فقط أداء الممثلين الذي فاق كل توقع أو تقدير وإنما ما يميزه هو الإحساس الصادق بالحارة الشعبية فبالرغم من أن الفيلم قد تم تصويره بالكامل داخل الأستوديو إلا أن مهندس الديكور (ولي الدين سامح) استطاع بقيادة مخرج مثل صلاح أبو سيف أن يضع ديكور ومناظر تنبض بجو الحارة والحياة فيها التي رسمها كمال سليم ببراعة فائقة مؤكدا في نصه على العادات والتقاليد الاجتماعية التي تميزت بها الحارة المصرية والعديد من الصور الشعبية الجميلة مثل اﻹفراح والمناسبات البسيطة، وجو رمضان الجميل. وبالرغم من أن الفيلم تيمته الأولى والرئيسية اعتمدت على إظهار الحارة المصرية التي تربى فيها كمال سليم مثل حي بين الظاهر والعباسية والحسينية إلا أن كمال سليم لم يتوقف عند هذا وإنما أشار إلى إسقاط سياسي عن البطالة وتأثير ذلك بشكل كبير على المجتمع والشباب من خلال قصة الشاب محمد الذي أنهى تعليمه وحصل على شهادته التي تؤهله للعمل في وظيفة حكومية مرموقة إلا أن الوساطة أجبرته على العمل بائع في محل، وكيف أثر ذلك على علاقته بفتاة أحلامه فاطمة (فاطمة رشدي). وتفرعت الخطوط لتصف الطبقات المختلفة في المجتمع المصري حيث الصراع الدائم بين الطبقة الفقيرة والطبقة الغنية من خلال علاقة محمد بصديقه الثري عدلي (أنور وجدي)، وتحكم المال وسلطته في شخصية المعلم عنتر (عبد العزيز خليل)
وإذا تابعنا طاقم العمل الفني سنلاحظ أن كمال سليم لم يكتفي بوضع السيناريو والحوار للفيلم بل كان مساعدا لصلاح أبو سيف في الإخراج والمونتاج ووضع بصمته المعتادة في الواقعية والتي تميز بها هو اﻷخر. ولا نغفل الموسيقى التصويرية التي وضعها للفيلم الملازم اول عبد الحميد عبد الرحمن وكانت مناسبة للأحداث بشكل كبير وتغنت على الألحان المطربة رجاء حسين بصوتها الجميل. وللتنويه فإن فيلم العزيمة استطاع مخرجه صلاح أبو سيف برفقة كمال سليم أن يدخل به إلى السينما العالمية وان يضع السينما المصرية بشكل خاص على أرض صلبة وقوية ليصبح من أهم 100 فيلم سينمائي مصري وأن يحقق به الريادة.