في سبقة قد تكون الأولى على الإطلاق حيث أول فيلم أمريكي يناقش قضية الشباب العربي بأمريكا ، ويهتم بكل جوانب حياتهم هناك، وما قد يتعرضون له من اضطهاد وظلم لمجرد أنهم يحملون لقب عربي يأتي فيلم (المواطن) للمخرج الأمريكي العربي (سام قاضي) ليتناول تلك القضية عن كثب ويطرحها من خلال قصة شاب لبناني يصل إلى أمريكا قبل يوم واحد من أحداث 11 سبتمبر فيجد نفسه دون أي إنذار مسبق موجها له تهمة الإرهاب،
دراما شيقة كتبها المخرج المؤلف (سام قاضي) عن قصة حقيقية لشاب عربي حلم بأن يصبح مواطنا أمريكيا وأن يعيش ويتمتع بتلك الحرية التي يتحدث عنها الأمريكان،.... فإبراهيم جار شاب لبناني يحلم بالهجرة إلى أمريكا ويظل أكثر من 12 سنة يأمل في الفوز بجائزة الكارت الأخضر (جائزة اليانصيب) كما يطلق عليها وعندما تتحق تلك الأمنية يسافر وكله طموح على تحقيق كيانه وحلمه هناك ولكنه يفاجأ بعد يوم واحد من وصوله بوقوع أحداث 11 سبتمبر ونتيجة لكونه أحد أقارب اﻷشخاص الذين وجهت لهم أصابع الاتهام تبدأ معاناته في إثبات غير ذلك وتغيير نظرة العالم للمسلمين والعرب....
وبالرغم من أن المخرج (سام قاضي) يعتبر البطل الحقيقي والأوحد للعمل حيث فكرته لمد الجسر بين العرب والعالم وجراءته في تنفيذ ذلك العمل يأتي الممثل خالد النبوي ذو الملامح المصرية الأصيلة ليطرق باب العالمية كما فعلها من قبله الفنان المصري العالمي عمر الشريف لاعبا دور البطولة في فيلم قد يكون إشارة حقيقية لتغيير نظرة الأمريكان للعرب مؤكدا على براعته ومهارته في توصيل حلم شاب عربي كل مايتمناه أن يمارس الحرية ويعيش في سلام وأن يغيير نظرة الشعب الأمريكي للعرب، ومن المعروف أن خالد النبوي قد شارك في عدة أفلام أجنبية أخرى منها دوره في فيلم (Fair Games) عام 2010 مع الممثلة ناعومي واتس، وفيلم (Kingdom of Heaven) عام 2005 والفيلم الإيطالي (Al Mosafer) وعن جدارة استطاع النبوي أن يلفت النظر له ويقدم شكل إيجابي عن الشاب العرب والمسلم على الأخص من خلال تعبيرات وجهه البسيطة الأصيلة التي اشتهر به. وقد شارك الممثل خالد النبوي التمثيل عدد ليس بقليل من نجوم أمريكا أمثال (أجنيس بروكنير) التي نالت جائزة أحسن ممثلة عن دورها في الفيلم بمهرجان شنجهاي، وكذلك الممثل (كارى الويز) وشخصية المحامي ميلر، واﻷكثر من رائع (وليام أثرتون).
أكثر ما ميز الفيلم بجانب القصة الشيقة والمثيرة التي وصلت بين الثقافات العربية والعالمية والأمريكية على الأخص، أن الأحداث سريعة ومتلاحقة والانتقال بين اللقطات والمشاهد بطريقة سهلة وبسيطة لا تشعر معها بأي وقوع أو ترهل في اﻹيقاع، بالإضافة إلى كوادر التصوير الواسعة التي التقطها المخرج، وبالرغم من أن جزء كبير من أحداث الفيلم تم تصويرها داخل الأستوديو وفي أماكن مغلقة إلا أن المخرج (قاضي) نجح في القضاء على شعور الملل أو الفيلم التلفزيوني الذي قد يخيم على بعض المشاهد، وتجلى مشهد النهاية (مشهد المحكمة) ليكن أكثر المشاهد التي تحبس فيها الأنفاس منتظرا صدور الحكم في قضية إبراهيم جار ....
الأغاني والموسيقى التصويرية كانت أكثر من رائعة خاصة أغنية النهاية، واعتقد أن الفيلم سينال إعجاب العديد من الجمهور وسينال تقييم أعلى من 7/10 لما فيه من رسالة هامة للشعب الأمريكي والعربي على حد سواء.