لم يكن فيلم (الخروج من القاهرة)، أو (الخروج) كما تم تغيير اسمه مؤخرا الأول والأخير الذي تدور أحداثه عن علاقة حب تنشأ بين فتاة مسيحية وشاب مسلم والعكس صحيح، فقد قدم الممثل حسين صدقي سابقا فيلمه (الشيخ حسن) عام 56 والذي كان يدور عن نفس التيمة الرئيسية، وكذلك فيلم (حسن ومرقص) حيث قصة الحب التي نشأت بين ابن المقدس مرقص، وابنة الشيخ حسن،،،
قصة مستهلكة ومكررة اكثر من مرة قدمها المخرج (هشام عيسوي) بفيلمه (الخروج من القاهرة) محاولا تسليط الضوء في إطار رومانسي عن علاقة المسلمين والمسحيين والحريات الدينية، هكذا بد محور الفيلم الرئيسي ليتفرع البناء الدرامي فيه لأكثر من خيط حيث علاقة الحب التي تنشأ بين فتاة مسيحية وشاب مسلم، والبطالة، والفقر، وحلم الهجرة للخارج الذي يمتد ليشمل ملامح عن الهجرة الغير شرعية. ولكن جاء السيناريو ليقدم فقط صورة عن الأقباط بصفة خاصة، وطريقة حياتهم من خلال عائلة الفتاة (أمل) وكيف أثر موت والدهم في حياتهم والتفكك الأسري الذي تعاني منه تلك الأسرة، فالأم تزوجت من عاطل مدمن للمخدرات يسرق وينهب ليصرف على مزاجه، والابنة الكبرى تعمل فتاة ليل لتتمكن من التكفل بحياة ابنها بعد هروب زوجها وتركها وحيدة، والابنة الصغرى (أمل) تقع في حب شاب مسلم وتنشأ بينهما علاقة محرمة، بالإضافة إلى العلاقة الأخرى بين إحدى الفتيات المسلمات وشقيق أمل الذي تخلى عنها وتركها وهرب أيضا،،، ومن هنا نلاحظ أن الفيلم لم يركز إلا على تلك العائلة فقط وتناول باقي المحاور من بعيد بشكل هامشي، وكأنه يسيء إلى أخلاق الأقباط ويصورهم في حالة انفلات أخلاقي شديد. فلم يتناول مخرج ومؤلف الفيلم الصراع الرئيسي للفيلم إلا في مشاهد معينة أو من خلال حوار يزج به في كل مشهد بين البطل والبطلة، وحتى لم يقدم أي شكل من الحوارات التي تدور عن الشعرة الفاصلة بين الفضيلة والرذيلة.
من الأشياء الجمالية التي تحلى بها الفيلم الموسيقى التصويرية التي أبدع فيها الملحن (تامر كروان) وكانت مناسبة بشكل كبير للأحداث خاصة، فتارة يأخذنا بمقطوعة هادئة لمشاهد الحب والرومانسية بين البطلين (طارق وأمل)، وتارة أخرى مقطوعات حماسية تناسب مشاهد الترقب والخطر. باﻹضافة لذلك فإن الكوادر الواسعة التي أخذها المخرج (هشام عيسوي) وأبدع في التقاطها المصور (باتريك تيلاندر) كانت من تلك الحسنات التي تحسب للفيلم وزادت من متعة مشاهدته.
ويعتبر فيلم (الخروج) البطولة المطلقة الأولى للممثل (محمد رمضان) بالسينما، وقد استطاع رمضان أن يثبت موهبته من خلال تفعاله مع شخصية البطل طارق خريج كلية الحقوق والذي يحلم بالهجرة خارج مصر أملا في البحث عن لقمة العيش ويشير المخرج إلى ذلك الحلم من خلال صورة فيلم (سائق التاكسي) للمخرج مارتن سكورسيزي الذي يعلقها طارق بغرفته، ولكن الممثلة (ميريهان) التي قامت بالشخصية المحورية بالفيلم ودور الفتاة المسيحية (أمل) تمكنت ببراعة وحرفية تدل على موهبة ستتفجر مع أدوارها التالية، حيث بعتث دفئا وحرارة للمشاهد، وبتعبيرات وجه صادقة تدعو لمعنى اسمها.
وكانت هيئة الرقابة المصرية قد رفضت عرض الفيلم منذ فترة اعتراضا على أنه يسيء للأقباط ويحتوي على ألفاظ خارجة وقد يؤدي إلى فتنة طائفية، ثم أجازات عرضه مؤخرا. ومن المعروف أن فيلم (الخروج من القاهرة) قد شارك في العديد من المهرجانات الدولية، وحصله أبطاله على جوائز عدة فحصلت الممثلة ميرهان التي قامت بدور (أمل) على جائزة أفضل ممثلة في مهرجان (امال للسينما العربية الأوروبية) وحصد في مهرجان (دبي) جائزة الدعم الفني، وجائزة أفضل فيلم في (مهرجان ميونيخ بالمانيا)، وجائزة أحسن تصوير في (مهرجان أمستردام السينمائي) وتم عرضه بـ (مهرجان تربيكا السينمائي الدولي).
الفيلم يحتوى على بعض المشاهد والحوارات الجنسية بين الأبطال ولا ينصح لأقل من 17 سنة بمشاهدته.