فى ظل الازمة التى تعيشها مصر فى كل المجالات وعلى كل المستويات سياسيا وثقافيا وفنيا يجب ان نحترم اى محاولة جادة مهما كانت بسيطة من اى فنان يحاول ان يقدم ماله قيمة ومضمون فريق عمل فيلم فيلا 69 تميز بالشجاعة للقيام بعمل هذا الفيلم فى اسوأ فترات تاريخ السينما المصرية فى القرن الواحد والعشرين الفيلم يعد من الافلام المستقلة التى بدأت تتميز وتأخذ لنفسها مكانة فى العرض التجارى منذ آخر سنة فى العقد الاول بعد سنة 2000 -2010وبدات بتجارب ناجحة بافلام مهمة مثل فيلم هليوبليس وبصرة وميكروفون وعشم وغيرها من أفلام سينمائية قصيرة كانت أم طويلة. المخرجة ايتن أمين بدأت مشوارها السنيمائى بأفلام وثائقية ناجحة هامة مثل راجلها وربيع 89 وفيلا 69اول أفلامها الروائية الطويلة أيتن أمين - المخرجة لم اشعر بسيطرتها الكاملة على الممثلين فالممثلين الذين لعبوا أدوارهم ببراعة مثل خالد ابو النجا ولبلبلة كان بسبب خبرتهم الطويلة فى التمثيل وكان واضح أنه مجهودهم الخاص بعيد عن توجيهات خاصة تميز المخرجة. وظهر هذا بشدة على أداء الوجوه الجديدة فى الفيلم فأدائهم كان أقل من العادى مثل سالى عابد وعمر غندور. ولم تنتبه المخرجة لطول الفيلم ومدى فعاليته مع الاحداث فالمونتاج لم يبهرنا فى شىء كان تقليدى جدا مما ولد العديد من المشاهد المملة والمكررة بدون اى داعى على الرغم من تصويرها الجيد. اعتقد اننا يجب ان لانتسرع فى الحكم على ايتن امين كمخرجة فطبيعى ان لا تزال متاثرة بالافلام الوثائقية نظرا لاختلاف الجمهور بين نوعية الوثائقى والروائى واعتقد ان لديها الكثير الذى لم تقدمه فى الافلام الروائية.
حسام شاهين - مدير التصوير انا شخصيا أعتبره البطل الاول فى العمل لانه تقريبا اكثر من قام بعمله على أكمل وجه فى العمل ككل. كل لقطة من لقطات الفيلم كانت لوحة فنية جميلة بدءا من التكوين البصرى لكل عنصر فى الصورة أو توزيع الإضاءة الخافتة المعبرة عن الاحداث بتمازج قوى لا ينفصل عن معنى وتأثير كل مشهد على المشاهد. وأظهر حسام شاهين مدى براعته واحترافيته فى توظيف العزل البصرى للممثلين والخلفيات التى تظهر ورائهم وتوزيع نقاط التركيز (الفوكاس) فى كل مشهد. محمد الحاج - المؤلف محمد الحاج إختار قصة إنسانية مؤثرة وتطرق لتفاصيل مهمة فى حياة البطل وفى حياة الشخصيات التى فى ذكرياته ومحيطه. ورسمه لشخصية حسين (خالد ابو النجا) من الواضح انها أخذت مجهود كبير منه ليظهرها لنا بهذه الابعاد القوية والمؤثرة فى المشاهد ولكن لا أعرف السبب الحقيقى فى ذكر كلمات قذرة سوقية بدون أى داعى على لسان حسين حتى يبين لنا مدى فجاجته وتصلفه أعتقد ان هذة الكلمة القذرة كان ممكن استبدالها بكلمات كثيرة تعبر عن نفس المعنى. اما عن باقى الشخصيات فكانت مرسومة بعناية فائقة ايضا بإستثناء شخصية سناء (أروى جودة) ليس لها اى اهمية فى الاحداث وانتابنى شعور بإنها أُقُحفت على القصة والسيناريو بعد الانتهاء من كتابتهما. سمير نبيل - الموسيقى التصويرية تيمة الفيلم عبارة عزف لحن أغنية كان أجمل يوم لمحمد عبد الوهاب بآلة الجيتار الكهربى,فقط ولا أقل ولااكثر وعلى الرغم من عزف اللحن بإحتراف لكن شعرت بالاستسهال فى صناعة الموسيقى التصويرية للفيلم فكان من من الافضل ان يصنع موسيقى تصويرية برؤيته متأثرة بلحن عبدالوهاب كما فعل تامر كروان فى فيلم فى شقة مصر الجديدة مع لحن اناقلبى دليلى للمطربة ليلى مراد – قد يكون ذلك ليس استسهالا بل بسبب مشاكل انتاجية وقد يكون الاثنين معا. خالد ابو النجا - البطل الممثل الوحيد فى الفيلم الذى اظهر براعة فى الاداء اضافت لمشواره الفنى الكثير من الخبرة التمثيلية فى السينما فلا تشعر مطلقا بسنه الحقيقى وتتأكد من إنه حقا رجل كبير السن فإعتماده على مكياج الشخصية الداخلى كان أكثر من إعتماده على المكياج السطحى للوجه ولون الشعر الابيض وهذا يحسب له وإن كنت أتمنى أن يسيطر على سرعة نطق كلماته بعض الشىء فكان عليه أن يتمهل قليلا فى نطق الكلمات أثناء إنفعاله وعصبيته. هبة يسرى - حنان الممرضة المخرجة والممثلة هبة يسرى لعبت دورها بمنتهى الحرفية وكانت طبيعية جدا فى ادائها لشخصية حنان الممرضة – وتشابه ملامح وجهها مع المطربة والممثلة يسرا الهوارى التى لعبت دور صديقة حسين القديمة كانت فكرة موفقة جدا ولا اعرف هل هي فكرة المخرجة ام فكرة السياريست. الفيلم رائع على المستوى البصرى ولكن ضعف السيناريو فى توظيف كل شخصيات الفيلم ورتابة المونتاج وقلة خبرة المخرجة فى الافلام الروائية جعلت الفيلم ممل ومن الصعب مشاهدته أكثر من مرة.