يظهر أن غادة عبدالرازق مازالت لا تجد في نفسها أي مقومات فنية ولا شيئا إلا الإغراء، فبعد سلسلة من الأفلام العربية التي قدمتها والتي لا تقول شئيا على الإطلاق، ولا يدور مضمونها خارج الليالي الحمراء، وبير السلم، مازالت مستمرة على نفس النمط دون أن تتزحزح عنه شبرا واحدا، وبالرغم من أن هناك بعض الأفلام التي حاولت فيها أن تبعد عن ذلك القالب مثل أفلام (عودة الندلة، و90 دقيقة، وأدرينالين) إلا أنها لا تلبث أن تعود إلى أدراجها وكأنها لا تجد غير هذا الدور لتؤدي فيه ببراعة فائقة لا تحسد عليها ولا يمثالها ممثلة أخرى فتتتميز دائما بـ (رقصة ومشهد ساخن) وكأنني أشاهد أفلام نادية الجندي بالتسعينات والتي اشتهرت بتأدية رقصة في كل فيلم لها مع صفعة على وجهها، لتكون الصفعة تلك المرة على وجه المشاهد.
فتخرج علينا بجرسونيرة بمجموعة من المشاهد الساخنة والإيحاءات الجنسية وقصة تقليدية لا معنى لها، نسخة طبق الأصل من الفيلم الأجنبي ( trespass) عام 2011 وقام ببطولته النجم العالمي نيكولاس كيدج، ونيكول كيدمان، حيث العشيقة ندى (غادة عبدالرزاق) التي تجتمع مع أحد أعضاء الأحزاب السياسية المشهورة سامح (نضال الشافعي) في شقة وإذا بهما يفاجآن بلص (منذر رياحنة) يقتحم الشقة ويسلبهما كل ما معهما من أموال وموجوهرات ويطلب من العشيقة ندى تصويرها مع سامح بفيلم إباحي، ثم يطلب إقامة علاقة معها هو الأخر. بخلاف أن البوستر أيضا مسروق من الفيلم الاجنبي the prestige
التحدي الحقيقي كان من نصيب المخرج (هاني رمزي) الذي قدم تلك الفكرة الجرئية معتمدا على ثلاث شخصيات طوال أحداث الفيلم التي قاربت الساعة ونصف وداخل لوكشين واحد، ونحخ في عدم الوقوع داخل فوهة الملل والسأمة التي ستنتج عن تلك الاختيارات بلقطات وأحداث سريعة، بالإضافة لخلق روح التنافس بين الشخصيات الثلاثة في تأدية أدوارهم، وإذا تحدثنا عن الأداء التمثيلي فلابد أن نذكر الدور الذي قدمه نضال الشافعي والذي اعتقد أضاف له بعض الرصيد الفني فبعد أن شاهدناه في دور شقيق أحمد السقا بفيلم (الجزيرة) وبعد البطولة المطلقة له بفيلم (ياأنا ياهو) وكذلك مشاركته بمسلسل عادل إمام (فرقة ناجي عطالله) ومسلسل (الشك) يأتي بفيلم جرسونيرة والشخصية المتناقضة، أما منذر رياحنة فلم يضيف أي شيء له بل استنفذ بذلك الفيلم ماكان له من اﻹيجابيات التي كنت أراها في شخصيته وكانت انفعالاته مبالغ فيها. غادة عبدالرازق فكانت نمطية لحد كبير لم تخرج عن المألوف.
الفيلم لا يضيف أي شيء للسينما المصرية، واعتقد أن السبب الرئيسي لإنتاجه بهذا الشكل وفي هذا الوقت هو الربح وتحقيق قدر عالي من الإيرادات بالاعتماد على اسم غادة عبدالرزاق وعلى مشاهدها الساخنة والهدف الوحيد منه هو بيعه للقنوات الفضائية على الأكثر. ومن السخرية أن المخرج هاني فوزي ذكر أنه سيكون هناك جزء ثاني للفيلم ستتطور فيه الشخصيات خاصة أنه لم يستطيع تلك المرة أن يقضي على الجمهور بشكل كلي،