فيلم محترم جدير بالمشاهدة .. سيناريو خيري بشارة محكَم للغاية .. عبلة كامل رائعة من يومها .. فاتن حمامة أستاذة بالطبع .. الطفل ممثل جيد جدًّا .. محمود الجندي متميز رغم صغر مساحة دوره .. وسيمون هي سيمون ببصمتها اللطيفة .. فيلم حميم قريب من الواقع المصري. اشتغال الساكسوفون بأداء الألحان التراثية المتجذرة في الوعي الجمعي المصري أخّاذ بسيطرته المونوفونية على خلفية المشاهد .. واختيار الساكسوفون تحديدًا برنته الغربية وبريقه الذهبي الغني يشيع حالة من البهجة التي ربما قصد إليها المخرج قصدًا لينقل إلينا قناعةً بأنّ سعادةً أصيلةً تسكن نفوس أهل هذا البيت رغم مرارة ظروفهم .. أظنه اختيارًا موفقًا للغاية، في حين أنني لا أفهم المبرر الدرامي لمداخلات الدندنة النوبية من الفنان (محمد منير) في بداية المشاهد التي يظهر فيها وأجدها مقخمةً بشكلٍ ما أو بآخر .. أغنية المقدمة والنهاية مميزةً جدًّا بالطبع،لاسيَّما كلماتها التي أبدعها الراحل العظيم أحمد فؤاد نجم .. إشارة الفيلم للتابوهات الاجتماعية - من أمثال العلاقات الجنسية المحرمة داخل العائلة وتعلّق طفل عاطفيًّا بشابة تكبره سنًّا - لطيف ومتماشي مع المزاج العام المصري الذي يقبل إثارة موضوع شائك دون الخوض فيه إلى الأذنين!