النبطشي 2014
صرخة من قلب الشارع المصري .. و سخرية ممن يحركون الاحداث مابين تقليدية القصة و حرفية الحوار و براعة الاداء
انا اقول دائماً انه اذا استطعت ان تملك قلوب البشر .. حينها تستطيع ان تمرر لهم ماشئت
و هذا الحاصل هنا
الفيلم يتناول قصة شاب مكافح يدعى (سعد أبو سنة/محمود عبدالمغني) فقد والده صغيراً .. و يتولى رعاية اسرته المكونة من والدته (الحاجة فاطمة / هالة صدقي) و اخته (زينب / هبة عبدالغني) و أخيه (مصطفى / رامز أمير)
سعد هو مثال صارخ لفئة ليست بالهينة من أبناء الوطن فهو الشاب الذي انهى تعليمه و لم يجد وظيفة تناسب شهادته و هو الشاب الذي مازال الفقر و الظروف يقفان عائقاً بينه و بين حبيبته (نرجس / ايناس كامل) هو الشاب المضطر لقبول اى عمل لاعالة اسرته .. حتى ينتهى به المطاف ليعمل (نقاش) صباحاً و (نبطشي) ليلا سعد النبطشي هو ابن البلد .. الذي يعرف الجميع .. المرتبط ببيئته .. او اللى "بيشهيص الفرح" كما يشرحها سعد صوت الناس .. و صوت الحفلة .. اللي بيحرك الدنيا .. هم واحد ف الليلة تمر الايام و سعد على حاله مسؤولاً عن اخ جامعي مستهتر .. و اخت على وشك الزواج .. لا يجد الفرصة ليعرف متى قد يهتم بنفسه كي يتمكن من الزواج بحبيبته فى ظل ضغطها و اصرارها المستمران بلهجة تشبه التهديد
فى ظل تلك الظغوط و الحياة الرتيبة و التى لم يعد بها فرصة للطموح او الامل يبتسم القدر لسعد و تأتيه الفرصة التي ربما تنتشله من تلك الهموم و تعوضه عما عجز عن تحقيقه .. وتتوالى الاحداث
رغم تقليدية القصة و التيمة التى يكررها تقريباً بشبه حذافيرها الكاتب "محمد سمير مبروك" بعد فيلم (سالم ابو اخته) الا ان كل شئ يرتقى هنا عن سابقه ايقاع الفيلم مابين الكوميديا و الكوميديا السوداء و الميلودراما كل لحظة من لحظات الفيلم تفاعلت معها للغاية ضحك و بكاء وعديد من المشاعر المختلطة شعرت بها على مدار ساعة ونصف كل هذا نابع فى المقام الاول من (#الحوار) .. هكذا حوار لن ينتج الا من شخص اجتماعي ابن بلد ف الحقيقة كل حرف له معنى .. كل جملة موظفة فى مكانها مع حركة و صورة و موقف .. كل افيه ساخر مثير للاعجاب كل ذلك بشكل راقي للغاية بعيد عن الابتذال الذي للاسف اصبح و كأنه سمة العصر فى العديد من الافلام فترات التحول مابين المواقف و الاحداث و نهاية الاغانى و توقيتات الافراح او "نمرة النبطشي" مناسبة جداً و تدل على دراية كاملة بالكم الذي ربما اذا تخطاه الحدث يبدأ الملل نقطة كنت اتخوف منها قبل المشاهدة و لكنها جائت لصالح الفيلم والقصة حسب رؤيتي او كما يبدو عليها قد تكون مقتبسة من عدة شخصيات حقيقية نعرفها فى هذا الزمن لكنها مكتوبة بحرفية عالية للغاية و القصة و الاحداث مكثفة بعيدة عن المط و الحشو و التطويل و لكن كان يلزمها بعض التجديد او قدر من الاثارة فى دور الاخ الاصغر الذي بدا تقليديا و بسيطاً اكثر مما ينبغي و مختصراً و مفتعلاً فى بعض الاوقات
التمهيد جيد جداً فيما يخص الشخصيات و حالة تحولها .. كما فى فوضاوية الاخ الاصغر .. او شخصية (صبحي) "صاحب الحباية"
ما يعيب الفيلم مع بداية النصف الثاني .. الكوميديا زائدة عن الحد تفقد الفيلم واقعيته .. هى ككوميديا جيدة جداً و لكنها اشبه بتلك اللحظات المسرحية التى يتم الخروج فيها عن النص
حرق للاحداث <<
ايضاً بعض المشاهد اللا مكتملة والجمل المقحمة .. لم نعرف ماذا ارادت نرجس ان تخبر سعد هى فقط العودة بعدما تغير حاله فقط لانه اراد ان يقول رسالة عن الحب و يبدوا المشهد مؤثراً فيجب ان تظهر ف اللوحة نرجس "رغم ان سؤالك بره الموضوع يا ميرنا" تماماً هو كذلك او ينتقد مظهراً من مظاهر هذا الواقع الآن كما فى مشاهد مدير القناة و الحديث عن الاعلاميين
التعبير بالصورة متناغم و الحوار .. و الديكور ملائم لكل لفظة عدة لوحات تظهر ف الكادر كأنها تشرح لك ماانت مقدم عليه او ماينتويه البطل
تصوير الشارع المصري .. ببساطته .. و فوضاويته الملازمة للحوار جيد جداً
و الاضاءة ممتازة .. و مشاهد المطاردات و المشاجرات جيدة جداً .. و مشاهد التصوير البطئ مميزة
رائعة جداً .. مؤثرة للغاية .. كأنها خلفية لقصيدة شعرية .. متناغمة على اوتار القلب
محمود عبدالمغني .. واحد من خيرة ما أنجبت السينما .. لن اقول الدور لائق عليه لان جميع الادوار تناسبه أضاف للعمل الكثير و الكثير .. كم و فيض كثيف من المشاعر و الحالات و الانفعالات الصادقة و المؤثرة تفاعلت معه فى كل لحظة و حركة و سكنة سواءاً فى الكوميديا او لحظات الالم .. رائع رائع رائع .. دور مرهق للغاية أداه بكل براعة
باقي فريق العمل جيد
فيلم جيد جداً .. اهم ما يميزه الحوار و الاداء منطق و رسالة وواقعية و كوميديا
كل التحية للكاتب ابن البلد محمد سمير مبروك و العملاق محمود عبد المغني و ثنائي الموسيقى .. كريم عرفة & أمير جادو
7/10
مع السلامة :D